المشهد الدرامي المؤلم الذي شهدنا جميعا لحظاته، عند نزول نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي من الطائرة التي اوصلته مطار بغداد، اعاد الى الاذهان العراقية حكاية العبيد واعطى انطباعا سلبيا عن عبيد الاشخاص.
المصطفون طوابيرا بانتظار بزوغ فجر المالكي عند البوابة الاولى والذين تسارعوا لحجز اماكنهم كل بحسبه وبحسب وصوله الى ارض المطار التي تتطلب تصريح امني بالوصول بفعل حساسية المكان، قطعا لم يغادر فكرهم الشوفيني ان المالكي كان وهو فعل ماض ناقص رئيسا للوزراء!
الواصلون الواقفون الاولون السابقون هم اصحاب المكاسب والمغانم واصحاب المناصب حتما لا نلومهم على وقفتهم هذا وقد تكون وقفة حق يراد بها منصب، او قد تكون رد جميل لدين مستحق كل شيء وارد بفعل السياسة التي تحولت من فن الممكن الى فن التملق!
هذه الظاهرة وظواهر غيرها، مثل الوقوف الى جانب الشخص ضد الوطن، او تأليه الاشخاص، واتباع منهجم على حساب الوطن، وان كانوا مخطئين، فضلا عن الدفاع على مبادئهم التي تخدم توجه معين دون التوجه الوطني العام، هذه الظواهر باتت منتشرة في اوساطنا، لاسيما تلك الاوساط القريبة من السلطة، او التي بيدها مفاتيح الحكومة.
الاصلاح السياسي والذي دفعت باتجاه المرجعية الدينية، متمثلة بالمرجع السيد السيستاني، وسعى لتطبيق بعض متطلباته السيد حيدر العبادي كونه رئيسا للوزراء، والمسؤول التنفيذي الاول عن تنفيذه، ليس كافيا، وعلى المعنيين واولهم العبادي نفسه، ان يسعى لاجتثاث بعض العادات والظواهر السلبية وكما دعت المرجعية لاصلاح الشخوص والرؤوس الفاسدة التي يجب اقتلاعها والسعي لعدم بقائها نهائيا، والا كانك يا بو يسر ما غزيت.
البعد المعنوي في اصطفاف النواب والسياسيين اتباع ائتلاف المالكي بانتظار نزوله قادما الى ارض الوطن، يجب ان لا تمر كسابقاتها مرور الكرام، ويجب ان تخلد في ذاكرة العراقيين، كما يجب ان تضاف الى المناهج التربوية لتنقل الى الاجيال القادمة افعال امعات العصر مع مختار العصر.
السياسيون اصناف والسياسة فنون، والتابعون اصناف ايضا وكثير منهم اصنام وكثير منهم اتباع كهنة آمون!