( يقدر أن شبكة الكهرباء في العراق تفقد ما بين ٠ ٤- ٥٠ بالمئة من اجمالي الطاقة التي تنتجها قبل وصولها الى المنازل )
ما بين الهلالين انفاً ما صرحت به سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في العراق مؤخرا ً ….. هل هذا بجديد ؟ وهل وجد الحل أخيرا ً ؟
على الصعيد الفني فإن هذا الحديث لا شائبة فيه إلا انه لم يأت بجديد فما تضمنه من نسبة مئوية للضياعات بأنواعها المختلفة ( الفنية والإدارية) قد جرى ويجري الاعلان عنها (دون تحفظ )وفي مناسبات عديدة ، أما عن وسائط تخفيض هذه الضياعات فهي معروفة ومطبقة في المنظومة الوطنية
وعلى جميع مفاصل العمل وقد كانت ذات فعالية كبيرة قبل الاحتلال الامريكي للعراق سنة ٢٠٠٣ م حيث لم تتجاوز معدلات المقادير المثبتة للضياعات
الكهربائية آنذاك ما نسبته ١٢ بالمئة في عموم الشبكة وهي تقع ضمن النسبة السائدة عالميا والبالغة ما بين ٥ إلى ٢٠ بالمئة من إجمالي الطاقات المنتجة
، أما عن التالي من حديث السفيرة فأورده نصاً بين هلالين ( تعمل الولايات المتحدة مع الشركات والمنظمات الدولية لتزويد العراق بتقنيات جديدة وتوفير المزيد من الكهرباء للمزيد من الأسر خاصة خلال أشهر الصيف الحارة )….. فإذا كان لهذا الحديث جديته وبعيدا ً عن السخرية فاننا نتساءل اين كان عملكم في معالجة أزمة تردي خدمة الكهرباء في العراق منذ سنة الاحتلال وعلى مدى عقدين من الزمان ؟من جانب أخر فإن حالة التعثر في استمرارية التيار الكهربائي واستقراره لا تنحصر في أشهر الصيف اللاهبة فقط بل ان معاناة العراقيين مستمرة وتتعدى ذلك لتشمل كافة شهور السنة ، كما ان خدمة تجهيز الطاقة الكهربائية تتطلبها كافة القطاعات الخدمية المختلفة وكذلك الانتاجية بالإضافة إلى قطاعات الحياة الأخرى وليس لمتطلبات الحياة المنزلية ومزيداً من الأسر فقط كما تم تحديده في حديث السفيرة.. هذا الحديث الذي غيب دور القدرات الوطنية ( عمداً أو دونه) وتناول العمل مع الشركات والمنظمات الدولية في تهميش واضح للمؤسسات العراقية صاحبة الشأن وذات الخبرات الواسعة والمهارة المشهود لها في ادارةملف الكهرباء قبل الاحتلال وفي ظروف استثنائيه فرضتها قرارات الحصار الاقتصادي حينها واستمرت لحد الآن على الرغم من التحديات الكبيرة والمعوقات المعطلة لاتمام عملية إصلاح وترميم مكونات المنظومة على نحو شامل .