هات العدل
يقول الشاعر
وكن أيّا كان
ولكن لا يبني الكون ماكرٌ
ولا مُخسِّرٌ بالميزان .
كنْ ضبعا
كن وحشا
كن ما شئت بالغابة
فخلاك ذمٌّ إن خَلَت لك
وكنت بها الطاووس الأخيَلُ
ولكنَّ بالمدينة كُن وردآ
ليدنو منك الإنسان .
*****
كن حرآ
وتولّى أيِّ معشرٍ
واحتمل ثقل المنصب
فلا تَبِع دينك بالظلماء
وبالنور تَقسِمُ
بحيدرٍ .
وافعل ما تؤمر
فانت بالموت مشدود
وبالحكم محدود
وأجعل سيفك على الظالم
عبرةً لمن يعتبر .
وأعْقِلْ الرُشدَ
إن بدا دون حساب
كي لا ينعم به العذر
ويظفر ,
وأحذر السخاء بالعفو
حتى يطل وجه العدل
من كنفه ويسفر .
ولا تصفح بالميدان
وكل اراهط خيلك
بالخطر .
ولا مفر من منزل الذمّ
اذا الدهر باللؤم اعتكر
فبعد كل رخاء بلاء
وبعد كل تلبّثٍ
سفر ,
وإن خِلتَ انّ الخير
اشد هِمّةّ من قوى الشر .
وأقرأ عن السيد
الأغريقي
كم اوقد بالليالي
نار الكرم
واطعم بالإحسان
قبح البشر ,
وكم سرّ الشامتُ ببؤسه
وتثاقل ذو الأربِ
عما فعل الجود الغشوم
وأقتر ,
وزاغ معكود المضيف
عن كربه
فأبدى غِلظةً وتنكّر .
ها قد عرفت اللغز
فأسلك سبيلك
ولا تكن رهن الخوف
مغلول اليد
تتوسّد الحل بلا اجلٍ
وتوعد عدة الثريا بالقمر
وتمد حبل الجرح
بالمصدور
وكليل الظّفرِ ومحني الظهر
كأنك توثر أن ” ترى دولة الاوغاد والسفل* ”
تنهس لحم الأهل
بأرض النخل
وتحيل شدو الطير
الى نعيٍ
في قفر .
انطق بالحق
ولا تذره
واضرب حديدك حاميا
قبل الخَصَر
وكن سوطا
وقّاحا
تقصع بذرة الفوضى
ببرقعها
برآ لغضبة شعبٍ
كريم الأجساد
والأرواح
والأصل
والفخر .
فما أنت بدميةٍ
في جوفقها
وَبَر ,
ولا نحن من بني تبنٍ
ولا بأضلاف تجول
بأمرة تيسٍ
نموت ونحيا
بين الحفر
وفي بطننا تأريخ أهلٍ
كرامٌ
غير موالين لذو حسدٍ
ما بقي الدهر !
* عجز لبيت من الشعر للشاعر مؤيد الدين ابو اسماعيل الطغرائي يقول فيه ” ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني ..حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ ” .