من أهم المشاكل التي يعجز الالحاد عن ايجاد حل لها هو افتقاره الى مرجعية، أو معيارية، أو منظومة قيمية أخلاقية ، فلا يوجد دستور اخلاقي أو مرجعية قيمية عند الملاحدة ، وذلك لأنَّ الالحاد قائمٌ على الفلسفة المادية في تفسير الحياة والتي تصطدم مع فكرة وجود الخالق وتنكرها.
وقد اعترف الفيلسوف الوجودي الملحد (جان بول سارتر) بهذه المشكلة قائلًا: (يجد الوجودي حرجًا بالغًا في ْأن لا يكون الله موجودًا لأنَّه بعدم وجوده تنعدم امكانية العثور على قيم في عالم واضح)، وفي نفس السياق أقرَّ الملحد الشهير ريتشارد بنفس المشكلة، فقال:( في هذا العالم لا يوجد شر ولا يوجد خير، لا يوجد سوى مبالاة عمياء وعديمة الرحمة)، لاحظ مبالاة عمياء اباحية مطلقة،
وبسبب غياب المنظومة والمرجعية الأخلاقية والقيمية عند الملاحدة أدى الى ايمان البعض منهم ببعض الأخلاقيات الصادمة التي ينفر منها الطبع البشري ومن الأمثلة على ذلك:
يرى الملحد الاسترالي واستاذ الفلسفة الاخلاقية بيتر سينجر: أنَّ ممارسة البشر للجنس مع الحيوانات والبهائم طالما لا تتضمن أذيَّة من أي نوع للحيوان، هو أمرٌ طبيعي ومقبول في اطار حميمية العلاقة بين الحيوانات والانسان، وبالنسبة اليه: فلا خطأ في ذلك على الاطلاق، بل، إنَّه أمرٌ محمودٌ طالما يؤدي الى استمتاع الطرفين: الانسان والحيوان، المصدر (الالحاد وجماع الحيوانات- الملحد بيتر سنفر)،
الفيزائي الشهير (لورنس كراوس) يصرح بإيمانه بصحة زنا المحارم، جاء ذلك في مناظرته مع الداعية (حمزة تزويرتيس) حينما سُئل: لماذا يعتبر زنا المحارم خطأ، فردَّ قائلا: (ليس من الواضح بالنسبة اليَّ انه خطأ)!!!.
في ظل هذه اللامبالاة والاباحية المطلقة كيف يمكن للإنسان أنْ يحافظ على انسانيته وكيانه وأسرته وما يرتبط به، وكيف يمكن له أنْ يعيش في حياة – قائمة على ايدلوجيا تفتقر لمنظومة أخلاقية قيمية- يُباح فيها كل شيء حتى الزنا بالمحارم والجماع مع الحيوانات وأكل الأطفال ونحوها من الممارسات التي ينفر منها الطبع البشري السوي.
لذلك انبرى الأستاذ المُعلم- بأسلوبه العلمي الوسطي المعتدل- للتصدي لتقويض الفكر الالحادي الذي شاع وتشرب الى المجتمع الاسلامي خاصة شريحة الشباب لأسباب غير خافية على المحلل الموضوعي، فطرح سلسلة البحوث الفلسفية التي تتضمن موضوعات عصرية مهمة تؤسس لتحصين الشباب تحصينا فكريا لاسيما فئة الشباب الذي بات الضحية الأكبر لمؤامرات عالمية واساليب ممنهجة غايتها استقطابه، ومن ابرز تلك البحوث بحث (فلسفتنا باسلوب وبيان واضح) والذي تضمن مناقشته للفلسفة المادية التي يرتكز الالحاد عليها وبين مساوئها ومآسيها..
ختاما نقول: كن ما شئت لكن لا تكن ملحدا….لأن الالحاد لا يمتلك منظومة قيمية أو أخلاقية يرجع اليها وبالتالي يجعل الانسان في مستنقع اللامبالاة والاباحية التي تصل به من خلال بعض الممارسات الى الخروج عن الطباع البشرية كما اتضح.