أتصل بي مكتب رئيس الوزراء في ساعة متأخرة من الليل لينقل لي رغبة الحاج أبو أسراء رئيس الوزراء بمرافقته لزيارة الولايات المتحدة الامريكية , فقلت لهم لماذا انا بالذات وخصوصا انني رجل مستقل وليس لي موقع في دولة العراق الجديد؟؟فكان الجواب ان دولة رئيس يعرف مقدار حبك للعراق واهله وهو على علم بكل ما تكتب من اجل الناس وكذلك يعرف انك تتكلم اكثر من لغة أجنبية,الحقيقة لم يكن لي خيار الا تلبية الطلب ولكن أشترطت أن يرافقننا الى أمريكا طبيب القلب والمفكر الكبير الدكتور علي التميمي (أبوشيماء) لثقتي العالية ببراعته وموسوعيته المعرفية والسياسية وصدق مشاعره الوطنية , لكنهم أعتذروا عن تلبية هذا الطلب بسبب سكن الدكتور علي التميمي خارج بغداد ولم يتبقى على السفر الا وقت قليل,لكنهم أعطوني صلاحية التشاور معه عبر الهاتف من امريكا….عندها كنت مع الرئيس وانطلقنا على بركة الله الى امريكا .
وفي الطائرة كنت أبكي فسألني الرئيس المالكي ما الذي يبكيك يا ثامر الصفار فقلت:أبكي من ثقل المهمة والامانة,أبكي خوفا من ان لا تكون نتيجة زيارتنا موفقة وتجلب للمعذبين في العراق الامل بالخلاص من الفترة المظلمة السابقة ووووو حتى تنهد الحاج أبو أسراء ونزلت دموعه فقال لي حينها ستكون انت مرافقي ومترجمي الخاص بكل مقابلاتي مع كل المسؤولين الامريكان
المقابلة الاهم مع الرئيس الامريكي
كنت مع الرئيس المالكي في البيت الابيض مع الرئيس الامريكي اوباما,ومن خلال كلام الرئيس الامريكي عن عراق ما بعد خروج القوات الامريكية وعن العلاقات الستراتيجية المستقبلية بين البلدين و عن دور المالكي كرئيس منتخب في قيادة المرحلة القادمة وهنا تحدث الرئيس المالكي معقبا وكان بمنتهى الصراحة معه قائلا:سيادة الرئيس اوباما انني باعتباري الحاكم المنتخب للعراق لا استطيع ان امارس صلاحية هذه الحاكمية بان اكون الممثل لطموحات شعبي والتعبير عن ارادته بالشكل الصحيح وذلك بسبب الارباكات واخطاء العملية السياسية في العراق والتي انتجت نظاما سياسيا مرتبكا , وقد ذكر الرئيس المالكي من هذه الارباكات الدستور والمحاصصة والتوافقية التي بفضلها كان العديد من المجرمين والفاشلين قد حصلوا على مراكز ومناصب في الدولة والبعض كان مسكوتا عنهم بفضل بريمر….وقد ختم الرئيس المالكي حديثه قائلا أنني لا استطيع عمل شيء ان لم يصار الى تغير كل هذا…فاجب اوباما ما قلته صحيح فان عراق اليوم يختلف عن عراق الامس انه عراقك ايها المالكي ولك كل الحرية باعتبارك منتخبا ان تقود شعب العراق للخير والتقدم واعلم اننا سنقف الى جانبكم لاننا نريد عراقا موحدا وقويا وشريكا استراتيجيا,وفي نهاية اللقاء امر الرئيس الامريكي اجهزة مخابراته ان تسلم الرئيس المالكي كل ما لديها من معلومات عن خفايا العملية السياسية ورجالها في العراق..وقد فهمت انا شخصيا من تواجدي مع وفد المالكي في امريكا ان الرؤية الامريكية السابقة كانت تقتضي” بعثرة القرار” العراقي باسم المحاصصة والشراكة لتضمن لنفسها مصير وقرار العراق وبشكل مطلق اما اليوم وبما انها خرجت ستحتاج العكس وهو حصر القرار بيد رجل واحد تدعمه بقوة لكي يسهل عليها التعامل مستقبلا مع عراق واحد من خلال رجل واحد…حتى انهم في الزيارة لمحوا الحاجة لتغير نظام الحكم بالعراق الى النظام الرئاسي…
عراق المالكي ام عراق العراقيين؟!
بعد عديد المقابلات مع الرئيس المالكي وتشاوري مع الدكتور علي التميمي عبر الهاتف من امريكا أبلغت الرئيس المالكي الرأي التالي: ارادوك أن تكون دكتاتور العراق لكني اتمنى عليك ان تكون ابن العراقية سنية شيعية كردية تركمانية مسيحية ايزيدية صابئية أبن كل الطيف العراقي الجميل , وعلينا أن نباشر فورا برفع الغمة السوداء التي سببها المحتل عن سماء العراق وخصوصا منع تسلل الفاسدين واللصوص والمجرمين والمختلسين والانتهازيين (وهولاء من جميع الطوائف بلا استثناء) وأنهاء دور من فرضهم المحتل على العراقيين والعملية السياسية وفسح المجال للوطنيين والمخلصين والكفاءات واهل الخبرات .