9 أبريل، 2024 11:05 م
Search
Close this search box.

كنت اتمنى ان استطيع تصديقهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بداية التسعينيات وعندما كنت اعمل في وزاة التخطيط العراقية , جاء الى مكتبي أحد الزملاء الرائعين(رحمه الله) ووقف عند الباب وهو يضحك بسخرية قائلاً:كم اتمنى وكم كان جميلاً لو كان ذلك الكلام صادقاً ..
سألته ما ذا يعني؟ أجابني بمرارة: اقصد اني اتمنى تصديق كلام الحكومة حول تحرير فلسطين وهزيمة الامبريالية وقرب الخروج من الحصار والحزن على معاناة الشعب الخ ….
الآن أجد نفسي في نفس موقف صديقي الراحل الذي ربما مات كمداً لأنه عراقي شريف وأصيل .
احترق الناس وهم مرضى الى حد التفحم في مستشفى ذي قار وقبله في مستشفى في بغداد, وتشكّلت العديد من اللجان التحقيقية وتم اعتبار القتلى شهداء ( بنفس اسلوب النظام السابق) وخرجت تصريحات نارية تتوعد المذنبين !!
ولكن ما الذي سوف يحصل؟
لاشيء ذو قيمة سوف يحصل ابداً !!
حياة العراقي سلعة منخفضة القيمة ممكن شرائها بمبالغ بسيطة باعتبار العراقي كان ولايزال مشروع للاستشهاد من أجل قضايا متعددة , قومية ووطنية مزعومة ودينية وطائفية , او ربما بدون قضية !! لانه مثل الخروف يضحّى به بدون ان يؤخذ رأيه ! هل استشار أحدٌ ما خروفاً ما قبل ذبحه ؟؟
الكل استنكر ما حدث بأشدّ العبارات , وهم يعرفون من هو الاقطاعي الذي (يمتلك) وزارة الصحة ومن لديه مكتب اقتصادي فيها ومن يسرق مخصصاتها ومن يتعاقد ومن يشتري ومن يقيم مستشفيات غير موجودة ويقبض التخصيصات ومن يعيّن الكادر ويتولى حمايته من اية مسائلة .
ومع ذلك سوف لن يحصل شيء ابداً !!! لان الآخرين ايضاً لديهم اقطاعياتهم التي يقتلون فيها أشياء أخرى غير بدن الانسان ..قتلوا العلم والتعليم والبيئة والماء والبنية التحتية الخ ….
لذلك لاداعي للضجة لأن الموضوع تم حسمه : القتلى صاروا شهداء !! ماذا يريد المسلم اكثر من أن يموت شهيداً ؟؟
العوائل يجب ان تفرح بموت ابنائها واحبائها , لأن وكلاء الله في الارض قد منحوهم صفة الشهيد !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب