ايام ما تسمى الربيع العربي والتي لم يعلم بها احد وما ان حرق نفسه بوعزيز في تونس وهروب زين العابدين بن علي من تونس الى السعودية واصبحت الشغل الشاغل للاعلام لا سيما المؤازر للاخوان من جهة وللعلمانية من جهة اخرى ، وما ان بدات بقية الدول تسقط حكوماتها بعد تونس حتى ظهرت ثقافة التنبوء بمن سيكون التالي وكانهم يعلمون علم اليقين ، هذه الثقافة التي لا احد يعلم مصدرها لكنها اصبحت بحكم الواقع سقط معمر القذافي على من سيكون الدور من بعده ، سقط حسني مبارك تبعه عمر البشير تبعه علي عبد صالح ، ثم قالوا ان الدور لبشار الاسد وبعد حرب ارهابية طاحنة الدواعش والصهيونية والخليج وامريكا والاردن من جهة وسوريا وايران وروسيا من جهة اخرى ، والاعلام يتحدث بانها ايام ويسقط الاسد ، لكن النتيجة لم تكن كما خطط له الطابور الخامس .
اليوم عندما سقط بشار الاسد لسوء ادارته لبلده قالوا سيكون الدور على الاردن واخر قال مصر علما ان كلاهما من رعيل امريكا والتطبيع في المنطقة ، وبدات وسائل الاعلام الموجهة ترسخ فكرة ان هنالك من سيسقط بعد الاسد ، انتظروا وانتظروا وانتظروا فلم يحدث شيئا .
وارتبك النتن حماقته بمهاجمة ايران وصاحوا مصر ستكون البلد التالي ، انتظروا واذا بهزيمة نكراء للكيان والامريكان ، فهل سيكون السيسي هو المستهدف بعد ايران ؟
هل انتم نعاج ؟ ليس لكم قرار ؟ ام انتم ابطال مسرحية على غرار المسرحية التي نسبوها لايران والصهيونية ؟
هذا الاعتداء الصهيوني والرد الايراني الم يكن درسا لكم وتضعون انفسكم بدلا من ايران ماذا ستفعلون ؟ ام ان السعودية وبقية دول الخليج لا يعنيها الامر لان الدور القادم على مصر ، واما العراق فانه ساحة مستباحة للارهاب الصهيوامريكي من حيث الجو والقرار اما على الارض فان راسهم تقطعه انياب الحشد الشعبي لانها قوة غير خاضعة للاوامر الامريكية ، ولاجل ذلك فانه أي الحشد مستهدف من قبل الصهاينة ، وصدقوني لو لم تكن بقدر المسؤولية والقوة ايران لكان للحشد الشعبي كلام في المواجهة رغما عن انف من يرفض تدخلهم .
امريكا تبيع عملائها بسهولة امر طبيعي والسعودية تعلم ذلك وعملت على التقرب من الصين وروسيا حتى لا تكون لقمة سائغة عند الامريكان ، ولكنها ليست بارادتها الخروج من الحلبة الامريكية فيكفي الترليونات التي اعطوها لترامب .
ان ما يثير السخط واللغط هو التجاوب الاعلامي من قبل العرب والشارع العربي الذي يعبر عن الخضوع التام وعدم قدرة العرب الرد على الاعتداء الصهيوني كما فعلت ايران .
لا اتابع اطلاقا الاخبار والتصريحات للجميع سواء تكذيب الانتصارات او التغني بها فهي ليست محل ابتلاء بل محل الابتلاء طالما المخالب الصهيوامريكية في المنطقة فلابد من وضع حلول كفى التنبوء والتحذير دون العمل .
مسالة اخرى حقيقة سخيفة وبمنتهى السخف ما ان تعرضت أي دولة لكارثة الا وقالوا انها امريكا بل حتى سقوط بعض الانظمة العربية نسبوها بموافقة امريكا ، واكرر هل انتم نعاج بلا ارادة وقرار؟
الان حدثوني عن عمدة نيويورك زهران ممداني وانا واثق الضعفاء سيدعون الله اللهم انصر زهران ؟ نعم انا اتمنى فوزه ولكن لماذا نحن ننتظر الحلول من الخارج ؟ المذيعة تسال زهران ماهي اول خطوة ستتخذها حال فوزك وهو اقرب لذلك وفوز ساحق ، قبل ان يجيب اظهرت وسائل الاعلام اجابة اربعة ممن سبقوه فقالوا زيارة فلسطين المحتلة زيارة الارض المقدسة وهكذا ، فعرضوا اجابته قائلا ساطبق القانون الدولي فقالت المذيعة ماذا تقصد قال لو جاء نتن ياهو لنيويورك ساعتقله … هل صحيح هذا ؟ لا اكذبه ولا اصدقه ولكن اؤيد برنامجه ان كان حقا ، طبعا الذي يدعم زهران السيناتور الذي يدافع عن فلسطين حتى ترامب قال عن السيناتور انه فلسطيني ، فان تحقق ذلك فهل سيتركوه بلاكووتر ومن على شاكلتها من استهداف الرجل؟
اختم لكم بهذه القصة ، يقول طالب الرفاعي عندما التقى بالضابط حميد الحصونة قائد فرقة ايام عبد الكرم قاسم وطلب منه ان يصدقه القول حول حكاية انه رفض تنفيذ امر عبد الكريم قاسم باحتلال الكويت وانه استفتى السيد محسن الحكيم فحرم عليه ذلك وعليه رفض احتلال الكويت ، يقول الرفاعي فضحك وضحك ، وقال هل تعتقد في الجيش العراقي يمكن لضابط ان لا ينفذ اوامر الاعلى منه ونحن نقول نفذ ثم ناقش ، وما قلته لم ولن يحصل وانه غير صحيح ، فقال له الرفاعي ولماذا لا تعلن ذلك لتصحيح المعلومة ؟ قال الحصونة : ولماذا اعلن دعهم يقولون وانا اتجول بين الكويت ومصر وبقية دول الخليج بمنتهى الاحترام والتقدير بسبب هذه القصة فلماذا احرم نفسي من هذه النعمة .
هكذا امريكا تتسلط علينا باكاذيب حكام الذلة واعلام الغفلة او الخونة .