هذا المنشور يثير الجدل والحيرة في مصابنا الكبير بلد الحضارة والتاريخ وهو الحال الذي كان سائدا في المجتمع العراقي لمن عاصر الستنيات والسبعنيات وحتي الثممانيات كان المجتمع منفتحا وليس لهم علاقة بالاخر او التدخل في شؤون الاخرين بالمطلق لكم دينكم ولي دين وكان من المعيب جدا السئوال عن المذهب والدين والقومية لزميلك في الدراسة او الوظيفة وشخصيا لم اتعرف علي الانتمائات لكثير من الاصدقاء وانا ابن كركوك الحديقة البشرية الزاهية الا بعد 2003 عندما صار اللعب علي المكشوف وصار القتل والخطف علي الاسم مع الاسف اين ذهبت ندرة وقيم الرجال وفي اي نهر الغيت المبادئ وغادرت العراقيين ولماذا هذا التحول في السلوكية الشخصية وفرض الارادة علي الاخر كنا شعبآ يشرب الخمر وكانت شوراعنا مليئة بالبارات والحانات والملاهي والمراقص ودور السينما والمسارح وكانت النساء تلبس القصير وقليل منهن يلبسن الحجاب ومساجدنا قليلة وحسينياتنا قليلة وعمائمنا قليلة وساداتنا قليلة وشيوخ عشائرنا تعد على الاصابع ولكن كانت عندنا غيرة وشرف واخلاق وقيم ولم يكن بيننا مرتشي وحرامي وكنا نحب الوطن ونقاتل في سبيله بدافع حب الوطن كتفا الي كتف ويد بيد
فكان خيرنا كثير ومطرنا وفير وارضنا خضراء وقلوبنا بيضاء وانهارنا مليئة بالمياه واسماكنا كثيرة وزروعنا وفيرة يهابنا الاعداء وحدودنا محمية وارضنا واحده وشعبنا واحد موحد
اليوم كثر حكامنا وانتشرت احزابنا وزادت مساجدنا وجوامعنا كثر سادتنا وعمائمنا وكثر شيوخنا بالعشائر وكل عشيرة فيها اكثر من عشرة شيوخ اعداد لاتعد ولا تحصي ونسائنا لبست الحجاب وشبابنا يصلي ويصوم ويحج ويعتمر فجفت انهارنا ودمرت زروعنا وكثر نفاقنا واجرامنا والحرامي والمرتشي فينا مهاب وقدير والشريف فينا محتقر وفقير
وازيلت الملاهي والبارات والحانات ومنع الخمر من الأسواق فازداد الفسق والفجور وكثرت المخدرات وازداد الاجرام واصبحنا شعبآ يهينه كل من هب ودب من نفايات العالم واستتبيحت ارضه وسيادته وقسم الوطن وفكك الشعب وكثر الحرام وقل الحلال وازدادت الجريمة واصبح نهوي الفاسد ونعشقه ونثقف له من اجل ان نرفع مقامه ونعيد انتخابه ونستقبل الفاسد ونعزز مقامه ونقف اجلالا له في مضايفنا ونتمني زيارته ضيفا كريما ونمشي خلفه ونطبب علي كتفه لانه يدفع لنا من السحت الحرام احدهم في مدينتي صرف علي حملته الانتخابية في انتخابات 2018 مبلغ قدره 75 دفتر من ورق الشايب الاخصر بالله عليكم كيف نطالب ونتحدث في مجالسنا عن الفاسدين ونحن من نقدمهم امامنا ونحن حاضنتهم يالنا من مجتمع طارد الي الاصلاء وجاذب لمن يمتص دمائهم ويسرق خيراتهم وقوتهم