انها المنطقة الوسط التي جاهرنا وحاولنا ان تكون بيننا، بين ألشعب المختلف جداً مع بَعْضَه، الناس المواليه وغير المواليه والتي تظن ان اللَّه لم يخلق سواها او هي فَقَط القابضة على سلّم النجاة!
حاولنا ان نجد منطقة وسط بين من يظنوا إنهم الفتية الذين امنوا بربهم، والآخرين هالكون، والعكس صحيح. تلك المنطقة التي اردنا ان نتعايش بها سلمياً، نتقبل الآخر، نحترم الرأي، نؤسس لدولة فيها القانون هو الحاكم والمؤسسات رصينة، ندعم الأشخاص الذين تسلموا المهامّ ويتوافقون معنا بهذا المبدأ، نشد على ايديهم لانهم مثلنا يؤمّون بما نِؤمن به، يحبون الحياة والجمال والبلاد، نريد إنسان يحترم عقيدته ويمارسها بشرط أن لا يفرضها علَى الآخرين، او لايصنع منها سلاحِ يزهق الأرواح به.
كنا نحلم بأن تكون لنا دولة لاتزدحم بالغيبيات او التوظيف المقدس لأجل مصالحه. خوفاً ان لايقع المقدس بالمحذور وان لَا تُستغل النصوص! وبالنتيجة وقع المقدَّس بكل المحاذير واستغلوا كل النصوص، لم يكن صوتنا يشكّل لغةٍ منطق حسب ما عرفنا بل كان صوت نشاز! صوتٌ في رأيهم مدمر بحساباتهم النفعية…..لعلنا اخترنا اصعب الطرق مسيرة في فكرنا، لأننا رفضنا الجميع كصناع سياسة وقرار بهذه الطريقة التي جرت عليها الأمور والى وقتنا الحالي،وانتم ونحن شهود على ما آلت اليه الأمور،”والى ما ستؤول إليه الأمور! ” ولاحول ولاقوة إلا بِاللّه”.
إنا ومَن عرفتهم أمنا بالسلام ونبذ الدم والتعايش السلمي وقبول الآخر وفصل الدين عن الدّولة، وتجنب خطَّاب الكراهية ولغة الطوائف والأحقاد وثارات التأريخ التي تبرز كل لحظة في كلام ونصوص أسياد الدّم ودُعاته تمهيداً لمرحلة أخر الزمان! . وإعطاء الحريات للجميع وسيادة القانون النزيه دون تدخلات، وبناء البلد على أساس علمي وحضاري ورفع مستوى الدخل القومي والفردي، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، والتضامن مع المضلومين ومن انتهكت حرياتهم، واسناد ومحبة كل قوى الأمن ورجال الدفاع من الجيش والشرطة والحشد الشعبي في مواجهتها النزيهة والنوعية لأقوى جهة شر وظلام وتخلف ( داعش، واذنابها)، كنا نأمل أن نرى دولة وقانون ورجال دولة لنتمتع ( بمترو، بانزين نظيف!، كهرباء، ماء صالح لبني آدم، شارع مثل [شارع فجر ديوانية ذو الاتجاه الواحد!]،حكومة إلكترونية تقضي من خلالها حاجتك بسهولة ويسر، إحترام لحقك بالحياة، إحترام لرأيك بالحياة،النهوض بالناس لتتطلع نحو مستقبلهم ليمارسوا الحَيَاة بشكل ممتع ويحترمهم رجال القانون!، بناء، سياحة، “ناطحات سحاب ، اشجار، حدائق، رقص، موسيقى، مال واعمال، طرق دوليّة، جسور، مستشفيات وأطباء غير جلادين! نفوس رحيمة…. الخ)) يبدو اني اتحدث عَن لندن! او البندقية! أسف هنا المدفعية وليست البندقية! هَذَا الْكَلام جداً ساذج أمام هؤلاء الذين ( اعطوا ما اعطوا). ما أعطوا؟!
الحب والتسامُح؛
كنا نحلم أو متوهمين أن هذه المنطقة الوسط قد وُلدت ولها مساحتها في العمق الشعبي، انه وَهُم لأن الفَسَاد أصبح جزَّء من الحَيَاة والنفاق بات سلوك طبيعي، والناس ترفض ان تتغيّر رَغْم كلّ الإنتهاكات والبلائات المستمرّة، يبدو أن لغة العويل والصراخ تروق جداً لهذه الأمة! ولغة الدم هي السائدة على طول التأريخ،وصراعات الأضداد هي جزَّء من المتعة الحياتية للجميع، والسلاح عقيدة رجولية يجب ان يتحلى بها الرجال على طول عمر هذه ألبلاد،والقنص، والرمي، والتخوين، والتخويف، والأغتيال، والسرقة، والخيانة،والنفاق، والازدواجية، وقمع الآخرين….هي الطّبيعة الأكثر نهوضا وتطبيعاً في نفوس الأكثرية التابعة لقادتها! من المؤكّد أن تلك الأدوات أكثر رغبة ومتعة من ان تدعوا البلاط المفترس بعضه بعضاً أن يطالع ويقرأ ، او يحب بَعْضَه، او يخرج ليتنفس الطّبيعة بِشَيْء من الاسترخاء، أو يتقبلك ويتقبل الآخرين، او يمارس طقوس إنسانية طبيعية، صَار لزوما ان تكون دائماً هناك تراجيديات مخيفة ومتشنجة كي تستمر لدينا الحَيَاة، لأن الساسة والناس لهذا البلد ترفض ان يَكُون هناك شَيْء يسير بوتيرة طبيعيّة داخل النسق، يجب ان يكون هناك دائماً أبجديات مثيرة تتّسم بالعنف خارج النسق!
الْغَضَب، الكراهية، البغض؛
سمة الشعب ايضاً أصبحت
الشعب الغاضب من نفسَه، وعلى نفسَه، وغاضب حتّى علَى أناس غير غاضبين،مدعيا إنهم لماذا ليسوا غاضبين!!
إلى هَذَا الحد يكفي. نصمت ونسكت على كل شَيْء ونحتفظ بما بقي من انفاسنا، لاشيء سيتغيّر ولا أمل ممكن يحصّل، إنهم ماضون بنفس الوتيرة والناس مَعَهُم. ( وكل حزب بما لديه مهوسون!).
هنيئا للحشود المواليه وهنيئا لقادتها وعلى الأرض السّلام،