استأجرت سيارة التاكسي وقلت له: اي مكان تضج فيه الحياة حيث شركات الصيرفة والسوبر ماركات والمولاة والأسواق التي تبيع كل شيء وأي شيء,ماركات عالمية وتقليدية وأسعار مرتفعة جداً وأخرى رخيصة للدخل المحدود .
فقال لي السائق سيدي الله يعطيك العافية :سأخذك الى مكان يسمى وسط البلد في عمان والتاكسي يعمل بالعداد وفق الضوابط المعمول بها .
وسط البلد :هي منطقة في قلب العاصمة بالأردن تجد ما تريده وما يخطر ببال المتبضع فضلاً أنها منطقة يقصدها السياح من كل دول العالم ,لقد لفت انتباهي طابور طويل جداً يقف به الناس على صفين (رجال ,ونساء)فقلت مع نفسي هل هناك ثواب للإمام الحسين (ع) يجرى توزيعه قيمة وتمن ,او هريسة,أو لحم على ألتمن,فقد فتشت جيداً ونقبت كثيراً فأذى به طابور كنافة حبيبة,هو محل لبيع الحلويات ويبيع الكنافة الممتازة لأنني لم أتمالك وأمنع نفسي من عدم الوقوف معهم في الطابور فعلى حد قول العراقيين المؤمنون (حلويون )وقبل ان أصل لشباك الكاشير لدفع المبلغ المخصص لشراء الكنافة ,فجأة تركت الطابور وركضت مسرعاً في ابعد نقطة عنه,الجميع من حولي تبادر الى ذهنهم إنني مغتل عقلياً وألا ماذا يفسر هاذ الموقف الذي حصل دون مبرر ؟ وبعد ان استرحت قليلا واستعدت نفسي ,توجهت إليهم وخاطبتهم بأسلوب متحضر ومدني تملؤه الانسانية ,قلت لهم :اعذروني على هذا التصرف ,لكن أنتم لا تعرفون هاجس الخوف والرعب والقلق الذي أحاطني وأنا أقف في الطابور ,تبادر لي ان هناك حزام ناسف,أو عبوة ناسفة ستنفجر وسيتناثر لحمنا لقطع صغيرة لان هذه المواقف كثيرة في بلدي العراق بسبب همجية الإرهاب والارهابين الذين لا يعرفون سوى الدمار والخراب وقتل الناس والتمثيل بهم , وأضفت اليهم تخيلوا المنظر أنكم تقتلون وترمل نساءكم وتترك أطفالكم يتامى بدون أي ذنب,الذنب هوانكم مسالمين وفي حل من أمركم ,هل هذا هو الدين الإسلامي الذي أرسل الله رحمة للعالمين ينقذ البشرية من الظلام للنور والخير,وينشر ثقافة المحبة والود والتسامح مع كل المجتمعات,نحن في العراق نتعرض لإبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة ,سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة على قدم وساق وبدون توقف شهداء وجرحى بالمئات,المهم اللقاء مع الرسول والغداء معه والتزوج من حور العين اللواتي ينتظرن ألا مجاهدين .أو لم يقل الرسول الأكرم(ص)في وصاياه لسرايا المسلمين الذين يتوجهون للقتال (سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، لا تغلوا ولا تمثلوا،ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا فانيا, ولا صبيا ولا امرأة)الجميع تعاطف معي وابلغوني امتعاضهم مما يحصل ,لكن هناك مشكلة وهي تغييب أعلامي مدروس ومنظم لإخفاء الحقائق ,نقل صورة مغايرة عن الواقع ,فهناك من يظن ان القوات الأمريكية(المحتل )لا تزال موجودة,وآخر يقول اليهود تتجول في بلدكم بدون اية حواجز,قلت لهم هذا الكلام ليس له أية صحة لا شكلاً ولا مضموناً ,الصحيح هو ان العراق يدار بطريقة تعتمد على الديمقراطية,ودستور يحترم كل مكونات المجتمع ,والأمريكان رحلوا دون رجعة,وهناك اتفاقية عقدتها الحكومة العراقية المنتخبة مع الولايات المتحدة الأمريكية,التغيير في كل مكان ,والتحديات موجودة أيضا ومن كل مكان,لكننا سنستمر في التضحية وسنوصل رسالة للعالم بأسره اننا بناة دولة تحترم أرادة الإنسان وإنسانيته التي أعدمت دون رحمة على أبواب البدلة الزيتوني ومسدس ال)16,9) أبو الكركوشة,