23 ديسمبر، 2024 10:30 ص

كم من عبد الرحمن بن ملجم اليوم يقتل نهج علي‎

كم من عبد الرحمن بن ملجم اليوم يقتل نهج علي‎

تسلم الامام علي عليه السلام الحكم في مجتمع ورث الفساد وعمد في سياسته الثورية على ثلاث ميادين مهمة 1- الميدان الحقوقي  2- الميدان المالي 3- الميدان الإداري … وتجلى عمله في الميدان الحقوقي على الغاء مبدأ التفاضل والتمايز في العطاء وإعلان مبدأ المساواة بين المسلمين واعتبارهم سواء في الحقوق والواجبات بعد ان كان التمايز الطبقي في العطاء هو الجاري والمستحكم قبل حكمه على أساس العرق والنسب والشرف والمنصب ! يقول الامام عليه السلام (الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له ..والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه ) , أما في الميدان الإداري تركز حول نقطتين فقام باسترجاع جميع الأموال التي نهبت ومنحت لطبقة الاستقراطين الى بيت المال ولم يبالي بأصوات النشاز التي عظم عليها هذا الإصلاح وقال قولته المشهورة ( من ضاق عليه الحق فالجور أضيق) , أما في الميدان الإداري فقال الامام عليه السلام بعزل جميع الولاة السابقين الذين ثبت فسادهم واستئثارهم بالمال العام وقال عليه السلام ( ولكنني آسي ان يلي امر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولاً وعبادة خولاً والصالحين حرباً والفاسقين حزباً ), وقام باسناد أمر الولاية الى رجال عرفوا بالدين والعفة والصلاح والعدالة , ومن أبرز من عزلهم عن الولاية هو معاوية رغم تدخل المتدخلين واعتراض المشككين لاسباب كثيرة أهمها ان معاوية لم يعمل عمل وال طوال حياته بقدر ما كان يعمل عمل صاحب دولة يؤسسها ويدعمها ويمهدها لأبنائه وأحاط نفسه بالقوة والثروة والاتباع الذين شراهم بالمال !!
فاصلاح علي عليه السلام استند على قيم وضوابط وحدود القرآن الكريم والسنة المطهرة وعدلهما فكان علي عليه السلام تجلي للعدل والحق , الذي كان كفيلاً بأن يكرهه من يسلبهم الحق والعدل مناصبهم وثرواتهم التي اكتسبوا من حرام وظلم ويساوي بينهم وبين من دونهم في المقام والشرف , وهذا بحقيقته يمثل عملية استئصال وتطهير من شوائب الجاهلية والقبلية , فكان علي عليه السلام صوت المظلومين والمستضعفين والمحرومين صوت الاحسان والمساواة ,… فارادوا وعمدوا على قتل علي عليه السلام ليقتلوا هذه القيم العليا من العدل والحق والانصاف من أجل نزواتهم ومناصبهم وأموالهم وتكبرهم في الأرض وواجهاتهم وقد مهدوا لعملهم الاجرامي هذا باشاعات ودعايات تسقيطية منها ان علي لا يصلي حتى قتل بالمحراب ليكذب الله تعالى دعايتهم هذه , وبالربط مع واقعنا الحاضر فكم عبد الرحمن بن ملجم يسلط سيفه على عدل علي عليه السلام وكم من عبد الرحمن بن ملجم وكم من فاسد متسلط قد سلب الأموال وظلم العباد وتكبر وتجبر وبلباس التشيع والمولاة لعلي عليه السلام يقتلون علي عليه السلام وكم من متزلف ومدعي ومنافق ومتمرجع باسم علي عليه السلام وباسم التشيع سلط الفاسدين والولاة الظالمين على رقاب الناس ودعمهم وايدهم وكان منهم ومعهم ووقف بوجه كل من أراد وطالب بعزلهم وتغيرهم وكم ايدوا وساهموا باتخاذ هؤلاء من أموالهم دولاً حاربوا فيها الصالحين وقربوا الفاسدين بأحزاب ومليشيات, هذه سيرة علي عليه السلام ومواقفه واصلاحاته تشهد وتظهر زيف هؤلاء سواء اكانوا مراجع دين او ساسة او رموز أحزاب ومليشيات , فما جرى منهم  وبسببهم من فساد وظلم ونهب وسلب للأموال وقتل وتمايز بالعطاء  وعداء لكل من طالب بالإصلاح والعدل والمساواة واسترجاع الحقوق والأموال , هل سيكون الامام عليه السلام معهم وحشاشاه أم سيقف بوجههم , وعندئذ هل سنتبعد أن يتآمروا عليه ويقتلوه من جديد بعد أن قتلوه بفعلهم وفكرهم وتدليسهم واسترخصوا دمه الطاهر الذي نزف وروحه القدسية التي خرجت من أجل تحقيق العدل والمساوة والانصاف وإنقاذ المستضعفين !! وحري بنا أن نعرف ونفتخر بأن مايقع على دعاة الحق والعدل والإصلاح المخلصين من جور وظلم وقتل وتغييب وتشهير وتسقيط ولنا خير مثال المرجع العراقي العربي السيد الصرخي  وانصاره وكل محبيه ومريديه من الشعب العراقي باختلاف مذاهبهم واعتقادهم , حيث سلطوا عليهم آلاف بل ملايين من عبد الرحمن بن ملجم يقتل ويغدر ويمكر بنهج علي عليه السلام ومن وراءه كهنة واصنام الضلال يفتون ويمضون ويحرضون لا لشيء لأنهم ساروا على نهج علي عليه السلام وعدله وانصافه وشجاعته بقول الحق لإنقاذ المظلومين والمستضعفين ورفض الفاسدين والمفسدين الظالمين .