13 أبريل، 2024 3:33 م
Search
Close this search box.

كم من الادلة تحتاج الحكومة لتخرج من صمتها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تكررت الاتهامات الى قوات التحالف وعدم حياديتها وعدم اقناع المتتبع مما تقوم به من اجل القضاء على عصابات داعش الارهابية وأظهرت القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي الكثير من التحليلات والمقارنات بين ما قامت به قوات التحالف هذه في العام 2003 من طلعات جوية وعددها ونوعيتها وبين ما تقوم به اليوم من طلعات خجولة تتركز في المناطق الشمالية وبعيدة او تكاد تكون معدومة في مناطق ديالى وتكريت والرمادي وتعالت الاصوات من بعض الساسة والمحللين وخاصة من بعض اعضاء البرلمان العراقي واتهموا امريكا علنا بأنها تحاول ذر الرماد في العيون وتحاول
 كسب الوقت وهي تدعي مقاتلة داعش في حين تجد داعش تتقوى في مدن عراقية محددة وبمساعدة القوات الامريكية وهي تسقط لها العدد والمؤن والغذاء والماء والبدلات العسكرية والخوذ والبنادق الامريكية التي اظهرتها بعض التلفزيونات وتعدها بأسلحة نوعية لا يمتلكها الجيش العراقي ولا الجيش السوري وتستطيع تلك البنادق الالية ان ترمي بطلقات خارقة لدرع الهمر الامريكية وحارقة بعد الاختراق كل ذالك وقادة وضباط الجيش الامريكي ينفي هذه الاخبار ويدعوا الى توخي الدقة في نقل مثل هذه الاحاديث وأحيانا كثيرة يختلف الحديث عندما يخرج احد الضباط الامريكيين وهو
 يواجه الصحافة بأنه ربما خطأ ما للطيار يضطر الى رمي بعض المؤن على غير ما يريد او ان بعض من القصف الامريكي الذي طال قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي  وأودى بحياة الكثير منهم ويدعي الامريكان خطأ في الاستمكان ..
ظهرت قبل يومين صور دامغة في منطقة المقدادية وهي تقدم للمشاهدين قطع غيار ومضلات اسقاط المؤن وبنادق وأعتده وخوذ متطورة ضد الرصاص قد رميت لداعش من قبل الطائرات الامريكية بل ان البعض ذهب بعيدا عندما قال انه رأى تلك الطائرات وهي تهبط في مناطق يحتلها داعش ووصف تلك الطائرات وحجمها وعدد المراوح فوق ظهرها ..
اعتقد ان هذه الضجة الاعلامية لا يمكن ان تكون تلفيق وتهم باطلة ضد قوات التحالف وبالذات القوات الامريكية التي تعتبر القوة الرئيسية في هذا التحالف ,وبل ان بعض التسريبات الاخطر هو منع تلك القوات من طيران العراقي لمعالجة الاهداف خاصة المفاجئة منها التي تظهر في الشوارع والمناطق المفتوحة والتي تصل اخبارها عن طريق الاستخبارات العسكرية والمتعاونين معها ففي هذه الحالة الوقت جدا مهم فتطلب القوات الجوية وطيران الجيش من القوات الامريكية التحليق لمعالجة تلك الاهداف لكن الرد الامريكي لتلك الطلبات ان عليكم الطيران بعد عشر ساعات من تقديم
 الطلب خوفا على سلامة طيارينا وطياريكم وبالتالي فأن تلك الاهداف التي من الممكن ان تعالج في اقل من عشر دقائق الى نصف ساعة يطلب الامريكيين معالجتها بعد عشر ساعات ..
الحقيقة ان مثل هذه الاخبار صارت متداولة في المنابر الشعبية وفي المقاهي وبين وسائل الاعلام وفي مواقع الفيسبوك والتويتر ومدعومة بصور وشهود عيان ولايمر يوما الا ونسمع مثل هذه الاخبار المؤلمة على العراقيين اللذين يودون الخلاص من هذا السرطان اليوم قبل الغد لكن يبدو ان الظروف الذي يعيش فيها العراق والعراقيين جعلتهم يستسلمون لإرادات وأجندات اقوى من ان  يخرج مسئول يمثل الحكومة او الجمهورية او البرلمان وباسم اعلى سلطة من تلك السلطات الثلاث وهو يخرج على الاعلام ويقدم ادلته وقرائنه وما اكثرها ويعلن احتجاجه واستنكاره على الاقل ولا
 نريد ان يعلن تهديده ووعيده بالذهاب الى مجلس الامن او يقدم شكوى شديدة اللهجة او يطلب من قوات التحالف التوقف من الطيران واستخدام الاجواء العراقية وطرد تلك القوات من الجو العراقي ,,
طبعا لو يحدث مرة واحدة واحدى القيادات الثلاث اعلنت ما يتمناه المواطن العراقي لتغير الكثير ..معلوم ان كل المتحدثين من اي نوع عدا تلك القيادات ممكن الرد عليها بالنفي او عدمه والامر غير مهم ولا يترك اثرا في الاجواء الاعلامية مقارنة بما يحدث لو ان السيد او المتحدث باسم رئيس الوزراء  او الجمهورية او البرلمان خرج ببيان بهذا الخصوص لكان الامر في غاية الاختلاف وفي غاية التأثير لكن للأسف لم يحدث مثل هذا وليومنا هذا ..
ان صمت القيادات العراقية العليا في هذا الخصوص مثير للقلق والريبة والشك ربما البعض يضعه في خانة الخوف او الجبن او عدم الاكتراث بأرواح العراقيين ..والبعض الاخر يضعه ويعتقد ان الحكومة الى الان لم تقف على ارض صلبة تدعم تخوفها لتعلن شجبها وأستنكارها على الرغم من العشرات من الادلة الدامغة ومن مصادر موثوقة كلاميا وصوريا ومن مختلف الجهات والبيانان .. لكن السؤال هو لماذا كل هذا الصمت ومتى تتكلم الحكومة في هذا الشأن وهل يتطلب الامر بعض الوقت الاضافي قبل الحديث ام ان هناك تحركات سرية لإيقاف هذا العبث الامريكي بحياة العراقيين ومشاعرهم من
 اجل عدم انهاء داعش من العراق والخلاص منه ام من اجل بقاء تلك العصابات كما يعتقد البعض لإبقاء التوازن على الارض مستمرا ومحاولة امريكا عدم ترجيح كفة الجيش والحشد الشعبي على كفة داعش لوجود مخططات لم تنته بعد ولم يحن وقت تنفيذها ومنها تقسيم العراق الى دويلات صغيرة ضعيفة كما هو رأي بايدن نائب الرئيس الامريكي .؟
الحقيقة لو ان تلك الاسباب كلها مجتمعة وقدرة امريكا والتحالف على لجم وإسكات كل الاصوات من اي جهة تصدح فأن الامر هذا لايمكن السكوت عنه ابد وبالمرة لأن الامر لايعني الحكومة بل يعني العراق برمته من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ,,وايضا هذا لا يعطي الحق الى الحكومة العراقية ان تتفرج على مايجري على وضع المواطن المسكين الذي ضاق ذرعا بما يجري عليه من ويلات بسبب عصابات داعش وهي تهجره وتقتله وتسبي نساءه وتغتصب ارضه وتهدم دوره وسكنه ,,اذن هي وقفة صريحة امام باب الحكومة العالي حكومة المقبولية وحكومة الجميع ان تتحرك وبقوة لأيقاف هذه
 التجاوزات على الشعب العراقي لتتحرك وتستنجد بالشعب ليقف خلفها وتبادر هي بقوة بأيقاف قوات التحالف كليا من العبث بأجواء العراق كل هذه الفترة ولا نتائج تذكر على الارض بل العكس هو الصحيح فأن بعض من المناطق التي اريد لداعش ان تبقى فيها اصبحت معاقل لداعش وهي قويه فيها بمساعدة قوات التحالف الامريكي ..
اذن كم من الادلة تحتاج حكومتنا الوطنية لتخرج من صمتها وقمقمها المغطى بورق شفاف لتعلن الرفض والاستنكار والشجب وايقاف تلك المهزلة التي تجري يوميا على الارض العراقية ويذهب ضحيتها العشرات من الاطفال نتيجة عبثية كل الاطراف .
 
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب