18 أبريل، 2024 10:25 ص
Search
Close this search box.

كم كلّفتْنا فلسفة الرياضيات والعبقريه الأقتصاديه ?

Facebook
Twitter
LinkedIn

ماتَ الجلبي أحمد وعلومه , واشتعلت أقلام الكتّاب كتابةً بين مادح لشخصه وبين ناقم عليه حتى لم نعد نعرف ماذا نريد من ذلك , ماذا يمكن ان نضيفه الان بعد أنتهت حياته وصار حسابه على الله , إذا مات المرء انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له , ومن هذا المنطلق الحيادي يجب أن ترتقي الكتابه في مقالاتنا على هذا الرجل فلا نبالغ بمنحه ما ليس فيه ولانبخس حقه ولعل الانصاف هو خير ما نصل اليه والا ما فائدة أن نكتب مافي قلوبنا قبل أن تكون عقولنا هي المخرج لها وقد لانصيب الحقيقه كلها بما لدينا من وقائع ولكن لا بأس أن نكون منطقيون ويكون العمل المهني هو الهدف المطلوب وبهذا فقط ممكن ان تكتمل الصوره .

 ما يهمنا فعلا كيف ممكن ان نُقيّم مافعله الجلبي خلال مسيرته السياسيه منذ دخوله بغداد جنباً الى جنب مع القوات الامريكيه وقيام هذه القوات بأسقاط نظام الطاغيه وحكم البعث الدامي , هذا المنجز الاول للجلبي الذي يصدح به المادحون ويعتبرونه مهندس تحرير العراق وأنه من أسس قانون تحرير العراق في الكونغرس الامريكي , لابد لنا من التحقق من جانبين أولهما هو المعارضه العراقيه والجانب الاخر هو ألاستخبارات الامريكيه .

أما المعارضه فأنها ومنذ أن أرتحلت في بلاد الغرب لم تستطيع فعلا أن تؤسس أئتلافا موحداً يمكن الاعتماد عليه في مقاومة النظام في العراق حتى لو كان ذلك على مستوى الخطاب الاعلامي ولم تكن قادره على تحريك الشعب العراقي نحو فكر ايديولوجي ممكن أن يعبر به تلك الحقبه الظالمه , والسبب في ذلك أنهم عباره عن مجموعات معقده من المصالح الماديه أو السلطويه ولم يكن هناك فعلا أتجاه وطني يدير تلك المعارضه , بل ولم يكن لها آليات ولاميثاق عمل ولا أهداف حقيقيه كل ما كان موجود هو بعض الارث العائلي والديني أو الطموحات الشخصيه والتي كان الجلبي من هذه الفئه والتي راهن عليها منذ أن ترك العراق , فلابد أن نسال ماهو فكر الجلبي وماذا عمل طيلة السنوات التي كان فيها خارج العراق , هل أسس لاستراتيجيه الاطاحه بصدام , حتماً لا والسبب في ذلك هو أنه لايمتلك القاعده الشعبيه لذلك ولاحتى المنظور الحراكي حاله حال الجميع وبالتالي فان الجميع قد فشل وكم كانت الفرصه قويه في الانتفاضه التي أعقبت حرب الخليج الاولى والتي تم فيها أسقاط أربعة عشر محافظه , فأين كانت هذه المعارضه من هذه الانتفاضه ولماذا لم تقنع أدارة البيت الابيض والاستخبارات الامريكيه بأمكانية أسقاط النظام , هذا يدلل أن أمريكا لم تكن تعترف بما يسمى المعارضه العراقيه رغم الاتصالات والمعلومات التي كانت تستقيها منها , ولم تضع لها أي دور ولا حتى أعلامياً .

فمن السذاجه أن نقول أن هناك من أحتال على الاستخبارات الامريكيه بعد هذا التاريخ وهذ ما كان يدعيه أكثر من سياسي في السلطه اليوم من أنه هو من قاد أمريكا للاطاحه بصدام وانه ظلل المعلومات التي كانوا يقدموها للاستخبارات , في حين أن الفرق التفتيشيه قد نشبت العراق من شماله الى جنوبه بحثا عن ما يمتلكه صدام من أسلحه ولو كانت صواريخ متوسطة المدى , ولايمكن أن ننسى ما قدمه حسين كامل من معلومات مهمه حين هرب الى الاردن , والى الان لاأحد يستطيع أن يكشف الغموض الذي أكتنف هروبه ولا المعلومات التي قدمها ولا كيف رجع مرة اخرى , من هنا أسست الاداره الامريكيه عملا استخبارياً مكثفاً لاختراق كل المؤسسات العسكريه والمدنيه في العراق , وقد سلّمَ صدام كل الاسلحه التي كانت بحوزته واخرها مجموعه من الصواريخ والتي كانت مخبئه أملاً منه أن ترفع العقوبات والحصارعن بغداد , وبعد هذا أليس من الغباء أن يصرح سياسيو السلطه بأنهم ظللوا المعلومات بعد هذا الجهد الاستخباراتي منذ دخول الكويت ولغاية 2003 , ومن هنا يتبين أن أدارة البيت الابيض كانت تريد من دخول ما يسمى بالمعارضه معها هو فقط كغطاء بعد ان فشل بوش بأيجاد تحالف دولي كأبيه في حرب الخليج الاولى . وكيف لنا أن نسمي دخول القوات الامريكيه تحريراً في حين أن الاداره الامريكيه تعتبره أحتلالاً وحسب قانون في الامم المتحده وتحت بند واضح وصريح .

لنرى ما قدمه الجلبي منذ دخوله العراق وكم كلًفنا ذلك من الاموال التي صرفت عليه , فهل من الممكن ان نحسب بالضبط ما استلمه الجلبي من رواتب أو مخصصات أو منح أو عقارات أو نسب من أعمال كان يقوم بها , وهل من الممكن حساب كم هي أعداد السيارات التي استلمها وصرفياتها ورواتب السواق والخدم والحشم ورواتب الحمايات التي كانت تحميه وكم هي أعدادهم , أيمكن حساب الايفادات التي كان يتمتع بها الجلبي وكم شخصاً كان ياخذ معه كل مره والفنادق ومصرف الجيب وغيرها , هل يمكن بالضبط كم كان يتقاضى حين كان أحد أعضاء مجلس الحكم الموقر وكم أنفق حين رأس المجلس في أحدى دوراته , هل يمكن معرفة المبالغ التي استلمها من الامريكان لتسهيل مهمتها في العراق , هل استلم مبالغ تحسين معيشه حاله حال السياسين الاخرين وكم هو المبلغ , يعني بأختصار شديد لو دققنا جيدا في المبالغ التي أنفقت على الكتور الجلبي وصار لدينا رقماً معينا وهو بالتأكيد ليس رقما سهلا , فهل يعادل هذا الرقم فعلاً ما قدمه الدكتور من ملفات فساد كشفت بعد رحيله ولماذا لم يقدمها حال التحقيق بها ولما لم يقدمها الى القضاء فورا ولماذا لم يعلم بهذه الملفات اعضاء اللجنه الماليه الاخرون , ولماذا أودعها الى موقع المدى , أليس هذا تستر على تلك الملفات وانه كان يريد بها أن يبتز بعض الشخصيات ليبلغ هدفه وطموحه الا وهو رئاسة الوزراء وبأي وسيله , والحقيقه ان هذه الملفات التي يؤسس البعض من أنها ترفع من نزاهة ووطنية الدكتور هي معروفه من قبل الجميع بل وموجوده في ملفات النزاهه ولايستطيع أحد الخوض فيها كونها تدين شخصيات وأحزاب , وهذا ليس بالشئ الجديد على الجمهور , فكم مره سمعنا بأن هناك ملفات تطيح برؤوس كبيره والى الان لم تطيح بذيول صغيره .

والجلبي كان دكتوراً في فلسفه الرياضيات وعند بحثي في الغوغل عن معنى ذلك لم اتبين الى الان ماعلاقه هذا الاختصاص بالعبقريه الاقتصاديه التي يمتلكها هذا الرجل , فالفلسفه تهتم بقضايا غير واقعيه وفلسفة الرياضيات لم تكن تعني في نظريات الاقتصاد العالمي ولا تطبيقاته ولا أيجاد مناهج اقتصاديه ولا حلول لمشاكله وربما اذا اردتم التحقق من ذلك فقط أكتبوا فلسفة الرياضيات في محرك البحث وأنظروا ما ستجدون , ولكن ربما هذا لايهم فليس كل الخبراء الاقتصاديين يجب ان يكونوا حاصلين على شهادات عاليه ولكن المهم فعلاً هل قدّم الجلبي لنا نظريه تطبيقيه اقتصاديه من خلال خبرته الكبيره وخاصة عمله بالمصارف العالميه , فقط رايناه في اخر لقاءاته وهو يريد اعادة النظر في جولة التراخيص بعد أكثر من عشرة سنوات وتحدّثَ بارقام بسيطه وبحلول هامشيه جدا وغير مؤثره . في حين أن الكثير من قبله من خبراء أشْبعوا هذا الملف واعتبروه أكبر فشل اقتصادي في مجال الاستثمارات النفطيه , بينما البرلمان وهو الذي يلم جميع الاحزاب والكتل بما فيها جماعة أحمد الجلبي هم من وافقوا على جولة التراخيص , واخيرا أن السياسيون قد كلفوا شعبنا الكثير والكثير ماديا ومعنويا ونفسيا , وما قدمه السياسيون هو الفشل والفشل في كل شئ .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب