شاعت ظاهرة الانتهازية والتي تعني بالواقع السياسي اتخاذ الإنسان لمواقف سياسية أو فكرية لا يؤمن بها في سبيل تحقيق مصالح فردية ذات مكاسب خاصة لا عامة او تقلب المواقف اينما تحل مصلحته في سبيل تحقيقها وغالباً ما يسعى الانتهازيون الوصوليون الى مكاسبهم ومنافعهم التي يبحثون عنها بواسطة تنظيرات فكرية في شتى المجالات و الميادين ، فهم يعلنون أنهم مدنيون عندما يجتمعون مع القوى العلمانية او المستقلة او الوطنية ، و أنهم اسلاميون ومتدينون وانصار الدين والمذهب عندما يجتمعون مع فقهاءهم او شعبهم المتدين ومن خلال خطابات نوعية ذات صور متقلبة واضعين عليه حرف ومهن كلامية ملونة تضع المقابل البسيط في حيرة من امره فمثلا لا يوجد غير هؤلاء السياسيين من يحمي العراق ومن يأتي سيكون اضعف منهم وان العراق يمر بمرحلة خطيرة يحتاج الى تكاتف الجهود مع الحكومة رغم فشلها الامني والاقتصادي والسياسي ومن هنا يبدأ مشروعهم الوصولي والتبريري لكل اخطائهم وجرائمهم وقد فشت هذه الظاهرة بالعراق وبصورة واسعة جدا حتى اصبح كل سياسي الان في الحكومة هو انتهازي ولا غرابة في شيوع اللا قيم من الانتهازية و الوصولية و الشخصية النفعية و اساليب الخداع و المكر و الكذب و المراوغة و التذبذب في المواقف و التناقض في الادعاء بين القول و الفعل و الممارسة في العراق الى حد كبير لأنه اغلب من تصدى للعمل السياسي او الديني هو يحمل في جعبته هدف يريد تحقيقه وهو المال والجاه لا اكثر والبحث عن الدنيا بطريقة ولون مغاير يجعل الساذج يصدق به بل يبرر للسياسيين اكثر منهم ويعطي لهم عذرا في فسادهم وقتلهم وطائفيتهم , ويعطي له ثوبا منمقا لكنه سرعان ما ينكشف لأنه لا يمكن لأي فرد فاقد لكل مقومات الانسانية ان يستمر ولا نجاة إلا في الصدق و الوضوح و الصراحة , اما الكذب و الغش و الكلام المعسول و زخرفة القول تخفي خبث المعاني و دناءة المقاصد لان حبل الكذب قصير ولا يصح إلا الصحيح. وما اكثرهم اليوم وهم يغذون مجتمعنا بكل الوسائل بطرق تعبويه كبيرة ذات توجيه عالمي سواء كان ذلك من محور الشرق ايران او محور الغرب امريكا فكل خداع مكشوف بوساطة الزعيم الديني او الزعيم سياسي ولا زعامة في العراق الا وقد تلوثت يدها في الفساد بوساطة انتخاب الفاسدين او الترويج لهم ومنها المؤسسة الدينية التي يقودها السيستاني وغيرها من الزعامات الدينية التي روجت لهذه الطبقة السياسية الفاسدة وتجاهلت واهملت الشعب لأنه لا يهمها شيء سوى نفسها ومكاسبها رغم سيطرتها على جميع ولا يوجد ممن تصدى الى العمل المرجعي او القيادة المرجعية في العراق الا وقد استخدم الانتهازية طريقا و سلما للسلطة والحصول على المكاسب بوساطة دماء تسيل او تملق او خنوع ويبقى من بين الجميع الذي لم يستخدم ذلك المنهج الوصولي فقط المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني الوحيد من بين تلك القيادات نقي الثوب وطني المذهب شعبي المكان الوحيد الذي لم يتخذ الانتهازية او يعمل بها مطلقا وبقي يعيش المعاناة والالم والحسرة في مجتمعه معهم ومنهم واليهم ومن كلماته عن افعال الانتهازيين ونفاقهم : ( ردود الأفعال السياسية ونفاق وانتهازية السياسة وسياسيّيها ليس من عملنا ولا منهجنا ولا ديننا ولا أخلاقنا، وغايتنا إرضاء ربّنا في نصرة شعبنا المظلوم ولو بكلمة.) http://up.1sw1r.com/upfiles2/bkm10675.jpg