9 أبريل، 2024 11:31 ص
Search
Close this search box.

كم انت محظوظ ايها العربي؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا أود الحديث عما نلاقيه من سوء المعاملة ببلداننا من قبل الاجهزة الامنية المختصة فذلك امر يطول ولا يتسع المجال لسرد تلك الاعمال,فالحكومات العربية المتعاقبة لم تتفق فيما بينها إلا في موضوع واحد وهو تبادل “المجرمين”,لأنها اصبحت متأكدة ان ما تقوم به من تحرير مذكرات جلب بحق معارضيها لم ولن تقنع الانتربول بالأسباب, ولكنني اشير فقط الى اهتمام بقية الامم او لنقل الحكومات برعاياها فأية دولة عندما يتعرض مواطنها للجور او الظلم وهو خارج بلده فإنها تبدل قصارى جهودها لتذليل الصعاب والرجوع به عزيزا مكرما الى ارض الوطن ولو كان ارتكب جرم يعاقب عليه قانون الدولة المضيفة.أما حكوماتنا فتقف مكتوفة الايدي ولم تفعل شيئا بل نجدها تلقي باللائمة على مواطنها وترجعه الى ارض الوطن مجبرة ” التزام اخلاقي” امام العالم ليس إلا. اما عن قيام الحكومات العربية بتأمين التعليم (مجانا) لرعاياها فلم يعد ذلك ممكنا بسبب الازمة الاقتصادية العالمية حتى بالدول التي حباها الرب ثروة طبيعية,في حين ان التعليم بدولة كوبا الشيوعية ذات الموارد الاقتصادية المحدودة لا يزال مجانا بما فيها التعليم الجامعي!. وبخصوص الصحة في بعض البلدان تنعدم الامصال الاساسية الاجبارية (الامراض المعدية) فلم نعد في حاجة اليها لأننا نسجل اكبر معدل للنمو البشري في العالم. لذلك لا داعي لوجود الأمن, فبدأنا نفتقده حيث انه بين الفينة والأخرى يسقط قتلى برصاصات طائشة,فكم انت رخيص ايها العربي.
وفي محيطنا بل يعيشون بيننا نجد ان الجندي شاليط الذي اسرته حماس اقام الدنيا ولم يقعدها بمن فيهم الحكام العرب واعتبار بقائه في الاسر جريمة كبرى وعوقبت حماس وشعب غزة لأجله بالحصار الجائر الذي لا يزال ساريا الى الآن, و”لغلاوته” لدى حكومته بودل بحوالي الف من السجناء الفلسطينيين,اما عن الجنديين الصهيونيين الذين اسرهما حزب الله “على افتراض ان العدو لا يعلم بمقتلها ” كانت عملية المبادلة عدد من المقاومين الاحياء وعشرات الجثامين لمناضلين عرب استشهدوا على ارض فلسطين ودفنوا بترابها ضمن مقابر الارقام. ليتهم بقوا بأرض فلسطين التي ضحوا من اجلها ” وتلك جريمة ارتكبها نصر الله” لأن الاراضي التي حملت اليها جثامينهم تسيل عليها دماء ابنائها الذين يتقاتلون على السلطة ويكفرون بعضهم بعضا.فكم انت مظلوم ايها العربي.
لعل المواطن العربي الاغلى ولا ابالغ اغلى انسان في العالم هو الاسير الفلسطيني بسجون الاحتلال الصهيوني حيث يتم تبادل الاسرى وما اكثرهم مقابل بضع دونمات من الاراضي التي تبنى عليها آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في مختلف ارجاء الضفة , وفي كل مطلع شمس يتم القبض على فلسطينيين جدد لتتم مبادلتهم لاحقا باقتطاع اراضي جديدة الى ان يكتمل التهام اراضي الضفة, بعدها قد تلجأ السلطة الفلسطينية الى طلب الاعانات لإطلاق بقية السجناء اما الوجهة فقد تكون غزة إن لم تكن امتلأت او اللحاق بالآخرين في الشتات ليحيا حياة كريمة هنيئة بعيدا عن المطاردات من قبل اجهزة الامن الفلسطينية والصهيونية,عندها وفقط سيتوجه بالشكر والتقدير للسلطة الفلسطينية التي ساهمت في ايصاله الى العالم المتحضر وليشاهد هناك استثمارات وعمائر وشركات قادته وقد يوفرون له الشغل والسكن,حيث عالم بلا هوية,يقول ما يشاء ويعبد من يشاء ويكون له وطنا بديلا يختاره بنفسه, فما اعظم ما تقوم به السلطة والأمم المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني.وغالبية الناس في المناطق المتوترة بفعل الربيع العربي بدأت تفكر جديا في الهجرة الى الدول الغربية بسبب اعمال العنف التي اخذت طابعا طائفيا وعرقيا والعديد من دول الغرب اخذت تمنح اللجوء الانساني.فكم انت سعيد ايها العربي
وبعد أ لا يعتبر المواطن بدول الربيع العربي محظوظا حيث تتاح الفرصة لمن بقي على قيد الحياة في ان يختار الدولة التي يريد وإقامة دائمة. فتحية لمن صنع الربيع العربي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب