لم أكن أتوقع حين قمت بنشر الحوار الذي أجريته للدكتور علي الدباغ أن يأتيني كل ذلك السيل العارم من الرسائل والتي اضطررت بسببها إلى الجلوس في البيت لساعات لأقرأها وأحللها لأصل إلى حقيقة قد تكون غائبة عن البعض ممن لا يفكر أو ينظر أبعد من قدميه. لقد كشف الدكتور علي الدباغ في معرض إجاباته عن عدم رغبته بالدخول إلى الحقل الرياضي أو الجلوس في أي منصب قيادي فيه حتى أنّه تمنى أن لا يتم تكليفه بذلك من قبل السيد دولة رئيس مجلس الوزراء لأنّه يرى أن للرياضة أناسها الذين يجب أن يأخذوا دورهم في إدارة عجلة عملهم وحياتهم. هنا كشف الدكتور الدباغ عن معدنٍ أصيل جبل منه حين حدد لنفسه مساراً هو الأدرى به وقال بأن العمل في الاقتصاد هو ما يستهويه ، لكنه استدرك فأوضح أنه سيبقى الداعم للرياضة وحسب قدراته الشخصية ، لكون الدولة لا تقصّر من هذه الناحية ولكن الخطأ يكمن بالقيادات الرياضية التي لم تفقه لحد الآن أهمية عملها ومع هذا فإنّه أي الدباغ لم يسمح لنفسه أن يتدخّل بأي من شؤون الرياضة وفضّل أن يكون ناصحاً حين يتم اللجوء إليه وعكس ذلك فإنّه يعتقد أن أي تدخل ومهما كان نوعه سيفقد الرياضة طعمها رغم ما تعاني منه في الوقت الراهن نتيجة ضعفٍ موجود في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية أو الكثير من إدارات الاتحاد التي راحت تتصرّف على هواها وكأنّها تمتلك الحقوق التي تبيح لها ذلك. ثقة الناس وحبّهم غاية صعبة المنال ومن امتلكها فإنّه يكون ممن رضي الله عنهم وعن أفعالهم وهو ما وجدناه من عبارات الثناء والمحبة التي أطلقت بحق الدكتور علي الدباغ الذي لم نكن نعلم أنّه لديه كل هذه القاعدة الشعبية في الوسط الرياضي ولولا احترامنا لرغبة الدباغ في عدم اقتناعه بالترشيح للعمل كرئيس للجنة الأولمبية لوجدنا أنفسنا وأقلامنا تستحثّه على الترشيح ، لكونه يحمل صفاتاً نحن بأمس الحاجة إليها الآن وأهمّها الحزم والدراية ومعرفة بواطن الأمور والقدرة على التحكّم بالمال العام من خلال مراقبة أوجه صرفه في المجال الرياضي بعيداً عن العشوائية التي نراها تحدث اليوم أو في السابق. حين اقترب الدكتور علي الدباغ من الكرة العراقية وبطلبٍ من أهل الكرة ، ظن الجميع أن الرجل كان طامحاً بمنصب أو كرسي الرئاسة ، لكن هذا الأمر لم يكن صحيحاً ، لأن من روّج له أراد تحقيق غايات غير نزيهة انكشفت بالتتابع وجعلت من أسهم الدباغ ترتفع لتغطّي على كل تاريخ هؤلاء وهو ما أخافهم ليقوموا لاحقاً بوضع العراقيل أو التشكي هنا وهناك من وجود تدخّلٍ حكومي لم يكن موجوداً من الأساس. نحن هنا نحيي الدكتور علي الدباغ على صراحته أولاً ومن ثم ما يمتلكه من معلومات قال بعضها واحتفظ بالبعض الآخر مما يؤكد أنّ الرجل لا يدخل أي مجال إلا ويقوم بدراسته من كل جوانبه ليكون ملماً به وهو ما شعرنا به عند الخوض في الحقل الرياضي وهو ما أثنى عليه أغلب من أرسلوا لنا الرسائل أو تحدثوا معنا عبر الهاتف أو من خلال النقاش الذي كرّس لتفسير ما دار في الحوار. تحية للدكتور علي الدباغ الذي نجده أشبه بشمعة كنّا ولازلنا نحتاجها بشدة اليوم ، لأن الوسط الرياضي يعيش بظلامٍ دامس علّه يعرف طريقه من خلال بصيص الأمل أو النور المتدفّق من شمعة الدباغ قولوا آمين..