ايا صديق الحرب
كيف لي ان اعيش بدونك ، منذ ان التقينا في خندق الموت
والموت لا يفارقنا ، كنت تخاف ان اموت لانك تعلم بأني اخشى فراقك الذي سيكون ابدي ، غبار المعركه كان ينهال علينا كمطر الصيف وسط صحراء قاحله
رائحة البارود التي تغزو المكان تخنق الكثير من الشجعان لكن معك كانت اشبة بأوكسجين الحياة ، حتى برد الشتاء القارص و تلك الامطار التي اغرقتنا في اشد ليالي الشتاء قسوة ونحن نقضي الايام وسط ذاك الخندق الذي لم نغادره “متراجعين” كانت ولازالت تساوي لدي العيش في جنة الارض سنين و قرون ..!
اذن لماذا التقينا ..؟
هل كان الله يريد بك ان يختبر صبري ؟
لكن هو الله يعلم بأني لن اصبر على فراقك قبل ان نلتقي فلماذا التقينا
هل عليه ان اسب الحرب التي جمعتنا ، ايحق لي ان اتهجم على الجحيم الذي قادني اليك ، اتعلم يا صديقي بأني لم اكن اعرف ان في اصعب ضروف الحياة هناك حياة مع احدهم تجعل لك الوجع ابتسامه و الصبر فرج !
اتذكر ذلك الليل المزدحم بالظلام الطويل و الانتظار المميت ، الذي قلت لي بأنه يشبه شعر عشيقتك التي ترهقك عندما تحدق في تفاصيلها الساحره حيث تفقد توازنك و عقلك و يخنقك الهواء انذاك..!
حين وصفت خوفك من ان يستبيح العدو دماء الابرياء و يفرق بين العشاق و يدمر ما مات لاجله الاباء
كانت احاديثك مرتبطة بواقع الفراق التي ترسم ملامح للقاء بين غرباء في وطن الشقاء !
ذلك الليل كان رسالة الله بأن الخوف لا ينفع و ان القدر المرعب هو ما عليك ان تواجههُ وما عليك الا ان تؤمن بنفسك لاجل قضيتك التي حتماً سوف تخسر قبل ان تنتصر فيها ، اتعلم بأني وقتها كنت ارتجف خوفا من ان يصيبك اذى ؟
يا صديق الفراق و انيس الوحده يا من ذهبت من دون عودة و موعد اشتقت اليك بحجم شوقي لك !
خسرتك يا صديقي وانتصرنا يا رفيقي هذه الحرب ملعونه تزرع وسط الفرح غصة حزن ابديه
هذه الحرب يا صديقي دمويه في كل شيء لا الزمان و المكان والايام تعالج جراحها
هذه الحياة يا بلا حياء يا صديقي ، تضحك الجبان وتبكي الشجعان ..
يجزع من واقعها المرير من اجزع الموت في كل حين !