18 ديسمبر، 2024 9:57 م

ايا صديق الحرب

كيف لي ان اعيش بدونك ، منذ ان التقينا في خندق الموت

والموت لا يفارقنا ، كنت تخاف ان اموت لانك تعلم بأني اخشى فراقك الذي سيكون ابدي ، غبار المعركه كان ينهال علينا كمطر الصيف وسط صحراء قاحله

رائحة البارود التي تغزو المكان تخنق الكثير من الشجعان لكن معك كانت اشبة بأوكسجين الحياة ، حتى برد الشتاء القارص و تلك الامطار التي اغرقتنا في اشد ليالي الشتاء قسوة ونحن نقضي الايام وسط ذاك الخندق الذي لم نغادره “متراجعين” كانت ولازالت تساوي لدي العيش في جنة الارض سنين و قرون ..!

اذن لماذا التقينا ..؟

هل كان الله يريد بك ان يختبر صبري ؟

لكن هو الله يعلم بأني لن اصبر على فراقك قبل ان نلتقي فلماذا التقينا

هل عليه ان اسب الحرب التي جمعتنا ، ايحق لي ان اتهجم على الجحيم الذي قادني اليك ، اتعلم يا صديقي بأني لم اكن اعرف ان في اصعب ضروف الحياة هناك حياة مع احدهم تجعل لك الوجع ابتسامه و الصبر فرج !

اتذكر ذلك الليل المزدحم بالظلام الطويل و الانتظار المميت ، الذي قلت لي بأنه يشبه شعر عشيقتك التي ترهقك عندما تحدق في تفاصيلها الساحره حيث تفقد توازنك و عقلك و يخنقك الهواء انذاك..!

حين وصفت خوفك من ان يستبيح العدو دماء الابرياء و يفرق بين العشاق و يدمر ما مات لاجله الاباء

كانت احاديثك مرتبطة بواقع الفراق التي ترسم ملامح للقاء بين غرباء في وطن الشقاء !

ذلك الليل كان رسالة الله بأن الخوف لا ينفع و ان القدر المرعب هو ما عليك ان تواجههُ وما عليك الا ان تؤمن بنفسك لاجل قضيتك التي حتماً سوف تخسر قبل ان تنتصر فيها ، اتعلم بأني وقتها كنت ارتجف خوفا من ان يصيبك اذى ؟

يا صديق الفراق و انيس الوحده يا من ذهبت من دون عودة و موعد اشتقت اليك بحجم شوقي لك !

خسرتك يا صديقي وانتصرنا يا رفيقي هذه الحرب ملعونه تزرع وسط الفرح غصة حزن ابديه

هذه الحرب يا صديقي دمويه في كل شيء لا الزمان و المكان والايام تعالج جراحها

هذه الحياة يا بلا حياء يا صديقي ، تضحك الجبان وتبكي الشجعان ..

يجزع من واقعها المرير من اجزع الموت في كل حين !