17 نوفمبر، 2024 4:49 م
Search
Close this search box.

كما مات وطن ..الطابق 15 الاستنساخ والأصل

كما مات وطن ..الطابق 15 الاستنساخ والأصل

في الدراما ،من السهل جدا إضحاك المشاهدين والأسهل منه أن تبكيهم، ولكن أصعب شيء هو أن تقدم لهم فكرة أصيلة وجميلة ومبتكرة ترتقي بوعيهم من دون الوقوع في فخ الإسفاف والميلودراما..
فهل استطاعت حلقة – الطابق 15..كمامات وطن-أن تحقق هذه المعادلة الصعبة..هل كانت فكرة العمل أصيلة ومبتكرة فعلاً..وهل كانت معالجة الكاتب للفكرة بغض النظر عن ابتكارها وأصالتها موفقة وبعيدة كل البعد عن التسطيح والبكائية.
وقبل مناقشة هذه الاسئلة اود أن أوضح مسألة أجدها مهمة وهي إنني معني بالدرجة الأساس بنقد الجانب الفني للعمل بعيداً عن أية موجهات سياسية أوعاطقية ارى بانها كانت السبب وراء احتفاء أو رفض هذا الطرف او ذاك للعمل..
سابدأ بفكرة العمل التي لايخفى على الجميع بأنها فكرة مكررة ومطروقة في العديد من الافلام العالمية الشهيرة كفيلم الشبح والحاسة السادسة وغيرها الكثير الكثير.
بعض المنتقدين للحلقة قالوا إن الحلقة مسروقة من الفيلم الايراني -خدا حافظ رفيق- بينما شكك المدافعون عنها بذلك كون الاحداث في المسلسل العراقي مختلفة كليا عنها في الفيلم الايراني..وهنا لابد لنا ان نشير الى ان السرقة الفنية لاتعني بالضرورة استنساخ عمل فني بالكامل من ألفه الى يائه فقد يكتفي الكاتب او المخرج باستنساخ فكرة فيلم او مسلسل ما وبعض تقنياته وخطوطه الدرامية واسباغ صبغة وطابع محلي عليه للتمويه عن الاصل ولكنه لاينجح في ذلك لانه يبقى يدور في فلكه..
وبالمقابل فهناك الكثير من الاعمال الفنية التي استثمرت افكاراً بل وحتى مشاهد واحداث كاملة من أعمال اخرى ولكنها لم تكن قط نسخاً مكررة عنها فالامر برمته متوقف على المعالجة الدرامية والافكار الجديدة المطروحة من قبل الكاتب او المخرج والتي تغني النص وتحيل المتلقي الى مناطق اخرى لم تكن مطروقة في الاعمال الفنية السابقة.
وأعتقد إن هذا ماحدث في -كمامات وطن ..الطابق 15- فالسيناريست والمخرج استثمرا الكثير من الافكار والخطوط الدرامية العريضة لبعض الاعمال الفية الاخرى وبالأخص فيلم خدا حافظ رفيق..
وبرأيي ان المعالجة الدرامية للعمل كانت ضعيفة فبعض المشاهد كانت زائدة مثل مشهد البطل وحبيبته على الجسر ،واعتباطية وتنطوي على اخطاء فنية جسيمة مثل مشهد الشهيد سائق التكتك الذي ياخذ الطبيب جمال الذي مات للتو ورفيقه الشهيد الاخر في رحلة عبر الشوارع المكتظة بالمتظاهرين الى الطابق الخامس عشر من دون ان يثير دهشة وفزع ايا من المارة فهؤلاء الثلاثة بحسب العمل غير مرئيين بالنسبة للاحياء هذا الا اذا كان التكتك غير مرئي هو الاخر..
اضف الى ذلك الاداء الخطابي والانفعالي لبطل المسلسل وغيره من الممثلين المساندين في الكثير من المشاهد ناهيك عن عن النواح والبكائيات .
وفي النهاية نامل أن يتلافى صناع هذا العمل مثل هكذا أخطاء في اعمالهم القادمة التي نتمنى ان تكون ذات مضامين أعمق ومعالجات اكثر دقة وافكار جديدة ومبتكرة .

أحدث المقالات