9 أبريل، 2024 7:29 م
Search
Close this search box.

كما تكونوا يولى عليكم

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذه العبارة تنسب الى الرسول الكريم محمد (ص) باعتبارها حديث نبوي شريف ولكن اختلف العلماءالمختصون ورواة الحديث حول صحة العبارة ونسبها الى النبي (ص)وطال الحديث والنزاع حولها ونحن لسنا بصدد ذلك ولكن الذي يعنينا صحة مضمون العبارة وأنطباقه على واقعنا المزري والفاسد والعدواني الذي بات يشار أليه في كل وسائل الاعلام والقنوات الفضائية وحديث يومي لحلقات المقاهي والصالونات في كل أرجاء المعمورة.
هذه العبارة من حيث العموم صحيحة فعلى ضوء أهتمامات واخلاقيات وطباع الناس يكون نوع ومستوى وسلوك من يدير مقاليد الحياة والمجتمع الذي يعيشون فيه والعكس صحيح وسير التاريخ تثبت ذلك فقد ورد بكتاب بعنوان (لطائف المعارف) للثعالبي ما يشير الى ذلك ( فيقول أبو منصور الثعالبي: “كان الأغلب على عبد الملك بن مروان حب الشعر، فكان الناس في أيامه يتناشدون الأشعار ويتدارسون أخبار الشعراء، وكان الأغلب على الوليد بن عبد الملك حب البناء واتخاذ المصانع وكان الناس في أيامه يخوضون في رصف الأبنية، ويحرصون على التشييد والتأسيس، وكان الأغلب على سليمان بن عبد الملك حب الطعام والنساء، فكان الناس في أيامه يصفون ألوان الأطعمة ويذكرون أطايبها، ويستكثرون من الحرص على أحاديث النساء، ويتساءلون عن تزوج الحرائر، والاستمتاع بالسراري، ويتجاوزون في الباه، وكان الأغلب على عمر بن عبد العزيز حب الصلاة والصوم وكان الناس في أيامه يتلاقون، فيقول الرجل لأخيه: ما وردك الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ وبكم تختمه؟ وكم صليت البارحة؟ وهل أنت صائم؟ وكان يزيد بن عبد الملك يحب الخيل وكان الناس يتنافسون في اختيارها، ويتقربون إليها، باتخاذ الأجود والأحسن منها، وكان هشام بن عبدالملك يحب الثياب ونفائس اللباس وكان الناس في أيامه يتبارون في التجارة فيها، ويتواصفون أنواعها، وكان الوليد بن يزيد صاحب لهوٍ وشراب وسماع، وكان الناس في أيامه يتشاغلون في الملاهي ويترخصون في النبيذ ويقولون بالسماع، وقد صدق من قال: إن الناس على دين ملوكهم والسلطان سوق يجلب إليها ما ينفق فيها”.
حسناً ما هي اهتمامات الناس والسلطة هذه الايام بعد مرور 15سنة من الديموقراطية المزعومة …لا أمن ولا أمان لا هيبة للقضاء والقانون لا أحترام للمعلم والأستاذ فلا علم ولا تعليم , يموت المئات تحت أيادي غير رحيمة في مصحات ومستشفيات وجدت بالاساس لعلاجهم ورحمة بهم بسبب الجشع والطمع والانفلات لعدم وجود الرادع الاخلاقي والديني ,لا تأمن السير في الطرقات العامة وقيادة السيارة أصبح ضرب من الانتحار بسبب القواعد والاخلاقيات الجديدة لجيل الحبوب والمخدرات و((الباجات)), لا حدائق ولا متنزهات ولا أماكن عامة تحترم فيها خصوصيتك نحن في أوضاع منحرفة يسودها الشغب والاضطراب والفوضى والامور تبدأ من عدم احترام الجيران الى القتل والترويع لاسباب طائفية ,عشائرية ,مصلحية وحتى مزاجية .
أنا لا أتحدث بالمطلق ولكن الكثير مراءون أنانيون فاسدون يأكلون الحرام بشهية عدوانيون لا يتورعون عن التجاوز على الكبير قبل الصغير لا رحمة ولا تراحم بعد كل ذلك كيف سيكون شكل من يتقلد الحكم فيهم ….أرجو ان لا ينزعج بعض المتفيقهين من حدة الكلمات وأن لا يرفعوا عقيرتهم كون بلادنا بلد المسلمين فقد أثبتت دراسة وأحصائية ان دول مثل أيرلندا والدنمارك والسويد تتعامل بالقيم الانسانية الاسلامية قبل أي دولة تتخذ من الاسلام شرعةَ ونظام ودستور بل جاء ترتيب الدول الاسلامية في ذيل القائمة فهنيئاً لنا…..تذكروا كما تكونوا يولى عليكم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب