23 ديسمبر، 2024 4:58 ص

كما الصبيان يلعبون بالكرة فإبليس يلعب بأئمة الضلالة

كما الصبيان يلعبون بالكرة فإبليس يلعب بأئمة الضلالة

إن فساد العلماء اشد على الناس من فساد الحكام ، ففساد الناس من فساد العلماء ، وهم شر الشر، وشرار الخلق ، قال النبي “صلى الله عليه وآله” (إذا فسد العالِم فسد العالَم ، ألا إن شر الشر شرار العلماء..) و يقول أمير المؤمنين “عليه السلام” بأن شرار خلق الله تعالى : ((العلماء إذا فسدوا هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقايق …) ، وهم أئمة الضلالة الذين تَخَوَّف منهم النبي على أمته ووصفهم بأنهم اخطر من الدجال بقوله : (غير الدجال أخوف عليكم من الدجال: الأئمة المضلون…)،
ولعل خطورتهم تكمن في جانبين رئيسيين : أولهما أنهم سيكون القدوة السيئة ، فلا رغبة بالطاعة والعلماء لا يأتونها ، ولا تورع عن المنكر والعلماء لا ينهون عنه ، ولا ترك للبدع والعلماء لا ينكرونها ولا يقضون عليه ، وثانيهما أنهم يتسترون بالدين ولباس القدسيين فيمررون ضلالهم باسم الدين والمذهب فلا بد لهم من التظاهر بالدين والقداسة حتى يستقطبوا قلوب الناس ويستحوذوا على عقولهم ، والإعلام والأبواق هي من يقوم بالترويج لهم .
إن أئمة الضلال وعلماء السوء هم ورثة الشيطان ، وليس ورثة الأنبياء وهم أداة الشيطان وسلاحه الذي يحرف الناس به ، يحركهم كيفما شاء ، ومتى شاء ، فهم بيده كالكرة بيد الصبيان ، كما كشف عن ذلك المحقق الصرخي ، خلال تعليق له على الرواية الثلاثون بعد المائة في صفوة الصفوة وتلبيس إبليس لابن الجوزي ،(( عن وهيب أو وهب بن الورد قال : “بَلَغَنَا أَنَّ الْخَبِيثَ إِبْلِيسَ تَبَدَّى لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْصَحَكَ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ أَنْتَ لا تَنْصَحُنِي ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ : هُمْ عِنْدَنَا عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ ، … وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ (الثاني) فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا ، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ …”أقول : “وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا ، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ”: ” مَن هذا الصنف الثاني ؟ أئمة الضلالة … الذين يؤسسون للطائفية الذين يدعون الناس للتقاتل فيما بينهم… هذا هو الصنف الثاني ، هؤلاء عبارة عن كرة في يدي إبليس وفي أيدي شياطين إبليس كما هي الكرة في أيدي الصبيان ، كما الصبيان يلعبون بالكرة فإبليس يلعب بأئمة الضلالة، … أو غيرهم من الفاسدين المفسدين المنحرفين الضالين”)).
ومثلما يلعب إبليس بأئمة الضلالة كما تلعب الصبيان بالكرة كذلك يلعب أئمة الضلالة بالشعوب فساقوها من سيء الى أسوأ وادخلوها في نفق مظلم ومحرقة لا تبقي ولا تذر.