كتبت عن فن التمثيل وفن التهريج فجاء التعليق بذكر الشرقية والممثل ….. راضي (اعتذر لا اعرف اسمه ) ولاني لم ار له اي مسلسل لذا قمت بمتابعة نصف حلقة من مسلسل كمامة وطن على اليوتيوب حتى اكتب عن قناعة .
النكتة السياسية او التمثيل السياسي بشكل كوميدي هو افيون لا يقدم ولا يؤخر في بلد يحكمه هكذا طبقة سياسية غير موفقة اطلاقا هذا امر لا اقول به انا بل الكثيرون يقول هذا، ولكن هل ان الشرقية نواياها حسنة في تقديمها لهكذا مسلسلات ؟ انا اراها تتقمص شخصية ابي سفيان عندما جاء لامير المؤمنين علي عليه السلام يحضه على القيام بثورة ضد الخليفة الاول ولكنه لم يحضه على ثورة بعد مسرحية الشورى التي استلم بها الخليفة الثالث للخلافة ، ومؤسس الشرقية معلوم الهوية ومصدر امواله ، وهنا اقول للذين دائما يتباكون على اموال الفقراء كما حدث للتعليقات على المادبة التي اقيمت للطبقة السياسية وكتبوا انها باموال الفقراء ، وهنا اسال لماذا لا تتحدثون عن الملايين التي تصرفها الشرقية على هكذا مسلسلات لا تضيف شيئا للواقع المرير الذي نعرفه من اين مصدرها ؟، ولماذا لا تصرف على الفقراء ؟ وهيهات لرجل دين ان يعيش في بحبوحة من العيش حتى تتوجه له السهام المسمومة ، الحقوق الشرعية والفقراء واخر من كتب رجل الدين يرى الهلال ولا يرى الفقير .
هل اضاف المسلسل حقائق بالوثائق عن الفاسدين يمكن ان تاخذ طريقها الى المحاكم ، كلا مجرد تهريج عن الفاسدين والمظاهرات والرشاوى ولا شيء جديد غير معروف بالنسبة للجمهور بل هكذا اعمال هي حقنة افيون لا تغير من الواقع شيء .
واما ما يمتلك الممثل من موهبة فهذا امر اخر فهنالك امراة خارقة في الجمال تستخدم جمالها استخداما سيئا وتجعل جسدها وجمالها مباحا لمن هب ودب ، فهل يمكن انكار جمالها ؟ كلا ، وهنالك من يستخدم موهبته استخداما سيئا وهذا ليس بجديد علينا ، وكم من اعلامي مهني كرس مهنيته على حساب مبادئه من اجل المال وهنالك العكس كما حصل لبعض مذيعي الجزيرة والعربية عندما رفضوا الاستمرار في العمل معهما لانهما نالا ما بلدهما او مبادئهما .
اسال من يتابع هذه القناة لماذا لا تتابعون اخبارهم المسمومة الموجه التي تنال من الواقع الاجتماعي العراقي ؟ لماذا لا تسالون عن شجاعة مالك القناة اين كانت ايام الطاغية لاسيما ان واقع العراق في تلك الحقبة اسوء بكثير مما هو اليوم على اقل تقدير بل انها منجم لجناب ابن راضي لكي يمارس تصنيفه وعلى مختلف الاصعدة .
الفن الرصين والتمثيل الرصين هو من يتحدث عن واقع وابعاد الواقع مع تقديم الحلول بشكل درامي وليس استهزائي تهريجي خال من الهدف الثقافي مجرد التنكيل وهكذا ثقافة هي السائدة في العراق اكتب مقال او عبارة ثقافية على مواقع التواصل الاجتماعي ستجد ان المتابعين قليلون جدا ولكن اشتم الحكومة او اية شخصية مرموقة او اكذب في خبر يخصهم ستجد المئات بل الالاف من التعقيبات والتاييدات
عندما تكون غاياتنا غرائزنا فالنتائج كارثية ودائما نتعاطف مع ما يختلج في صدورنا دون التحقق ، لاحظوا لو اراد شخص ما شراء سيارة او جهاز كهربائي يتفحصه جيدا المنشا العلامة الجودة الضمان الفحص التاكد ومن ثم ان اقتنع يشتري وان لم يقتنع يمتنع ، بينما لو كتبت خبرا مثلا ذكر الخبير جراكسون برنارد الامريكي ان الحكومة العراقية تبذر اموال الشعب وليس لديها اية خطط مستقبلية ، سينتشر هذا الخبر دون تمعن وتفحص كالتهام النار للهشيم ، من هو الخبير الامريكي لا يعرفونه اصلا ـ اذاً لماذا انتشر الخبر؟ لان الغاية هي الغريزة والخبر يتفق مع الغريزة
تتحدث عن واقع انا اعيشه واعرفه ما الفائدة منه ؟