خطبة الجمعة الثانية للاسبوع الماضي(15 كانون اول) التي القاه سماحة الشيخ الكربلائي تضمنت عدة محاور وان كان البعض منها سبق وان اكدت عليه المرجعية ولكن الشغل الشاغل للجميع ماهو مصير الحشد الشعبي بعد الانتصار على داعش ؟ وهل يحق له المشاركة بالانتخابات ؟ ولكن عند متابعة وسائل الاعلام المختلفة سنجد كل ينظر الى الجنبة التي تهمه، فهنالك من سلط الضوء على التهنئة وتخصيصها بالعراقيين ـ جيش ،حشد، وشعب ـ، واخر كتب عنوان للخطبة
“المرجعية العليا تطالب بمحاربة الفساد بكل قوة وحزم”، وثالث سلط الضوء على ما يحترز منه وهو مشاركة الحشد بالعملية السياسة فاظهر هذا العنوان للخطبة “المرجعية العليا تشدد على قدسية الحشد ومنع استغلاله لمكاسب سياسية”، واخرى تؤكد على واقع موجود على الارض العراقية فذكر “النصر على داعش لا يمثل نهاية المعركة مع الارهاب”، واخر كتب ” المرجعية الدينية: يجب عدم استغلال تضحيات المنتصرين من قبل بعض الاطراف لاغراض سياسية”، وملف الفساد المرض الفتاك بالكيان العراقي اخذ اهتمام بعض وسائل الاعلام على ما اشارت له المرجعية “مكافحة الفساد تأخرت كثيراً وهي من الاولويات المقبلة”، والجهات التي تنظر بريبة لسلاح الحشد اظهرت هذا العنوان ” امن العراق ما زال بحاجة لمن ساندوا القوات الامنية ضمن اطر دستورية تحصر السلاح بيد الدولة” .
ومن كل هذه المحاور هل سيشارك الحشد في الانتخابات ام لا؟ وهل سيسلم سلاحه للدولة كما اعلنت بعض قيادات الحشد؟ وهل ان الانتصارات ستكون افضل دعاية انتخابية للحشد ؟ .
تؤكد المرجعية على ابعاد القوات المسلحة عن التجاذبات السياسية والانتماءات الحزبية والكتلوية ، وسبق للسيد احمد الصافي في احدى الخطب اكد على ان تكون المعارك تحت راية العلم العراقي فقط، وهنا يكمن نجاح العملية السياسية ، ففي بعض الدول بل الاغلب التي تعتمد النظام الانتخابي في ادارتها تمنع القوات المسلحة من المشاركة بالانتخابات لان المشاركة يعني الولاء لحزب دون اخر وهذا يؤدي الى اهتزاز الولاء للوطن والشعب .
مسالة محاربة الفساد، فليس هذا هو الخطاب الاول بهذا الشان ولكننا نامل ان يكون الاخير ، فيجب ان ينظر الى خطاب المرجعية للمدى البعيد ، وفي نفس الوقت اكدت المرجعية على عدم بخس جهود المقاتلين الذين حققوا النصر وهذا البخس هل يقصد منه حرمانهم من الترشيح ام اعطائهم كافة حقوقهم وامتيازاتهم المادية وحتى التوظيفية؟ .
نعم تطوع العراقيون لدرء الخطر عن العراق وهاهو تم ذلك بانتصار رائع فالبعض يريد من هؤلاء المقاتلين تسليم سلاحهم وعدم الترشيح للانتخابات والعودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية ، ولايعلمون ان البعض عانى من الفقر وهو يقاتل داعش من اجل سلامته وسلامتنا وسلامة وطننا ومقدساتنا فهل يصح ان نقول لهم جزاكم الله خيرا عودوا لبيوتكم المهمة انتهت ؟
الجهات السياسية وحتى الدول التي تراقب الشان العراقي ترى ان بعض تشكيلات الحشد الشعبي تتاثر بالخطاب الايراني وانها طالما تم تمويلها من ايران فانها ستكون رهن الاشارة الايرانية ؟ هذه المخاوف موجودة ولكن هل ان الحكومة العراقية عاجزة عن تبديد هذه المخاوف ؟ كلا لو التزم المعنيون بنصيحة المرجعية بان يكون السلاح والتشكيلات العسكرية تحت امرة الحكومة العراقية، والالتفات الى الفساد والى من تسول له نفسه للقيام بعمل ارهابي.