بمناسبة الذكرى 17 عشر لشهادته
حينما أقدم نظام صدام على تنفيذ جريمته باغتيال المرجع الكبير الشهيد السيد محمد صادق الصدر ونجليه رحمهم الله , منعت السلطات الحكومية إقامة فاتحة على روحه الطاهرة , منعت الفواتح في كل إنحاء العراق , وتم حصرها بفاتحه واحدة في النجف الاشرف في مسجد صافي صفا فقط..
قررت في نفسي أن أتواصل مع روح السيد الشهيد , لا بد أن اعمل شيئا رغم الضغط الأمني والحزبي تلك الفترة .. والذي دفعني للكتابة هذه المرة هي كثرة المؤسسات والسادة الذين احتفلوا بهذه المناسبة الحزينة هذا العام , فكان قراري وقتها ان أتحدى الأجهزة الأمنية البعثية والبوليسية والقمعية … وفعلا زرت الشيخ احمد المالكي الذي كان إماما لجامع الفقير وهو من وكلاء السيد الشهيد بالبصرة بعد 4 أيام من شهادته .. ورجوته أن اقرأ مجلسا حسينيا على روح السيد الشهيد ونجليه ..
لم يتردد وافق الشيخ المالكي على إقامة المجلس لروح السيد الشهيد ..كانت ليلة الجمعة الأولى لوفاته .. تم التبليغ لمقلديه وغيرهم الذين ملأت قلوبهم دما وضيما بسبب الفاجعة , جاء جميع الشباب المحتقن قلبه حقدا على البعث حتى من غير مقلديه وغصت منطقة السيمر في البصرة القديمة بالمصلين وقدم جيران الجامع الافرشة والسجادات لكثرة من حضر ذلك اليوم , وحين حضرت إلى المسجد قبل الآذان بدقائق شقيت طريقي بصعوبة بالغة إلى داخل الحرم للصلاة وبعدها ارتقاء المنبر …
كانت البصرة سباقة في الاحتفاء والتنديد والحزن على روح الشهيد , فكانت ليلة ليلاء وكان مجلسا يتذكره المئات من الحاضرين المشاركين المفجوعين … غير ان الغريب في الأمر لم أرى أحداً من المحتفلين دعا ممن حضروا ذلك الوقت للمجلس والفاتحة { فاتحة التحدي} في احتفالاتهم هذا العام …عرفت السر في ذلك … عرفته , كل يعمل على شاكلته ..