في العراق ، في شكل النظام الحالي تنطبق مقولة الروائية التركية إليف شفق حول العقلية التي يفكر بها العديد من الساسة العراقيين فشفق حين كتبت روايتها ( الأبن واللقيط ) سيقت الى المحاكمة بتهمة إهانة القومية التركية في حين كانت تنادي ضمن مضمون تلك الرواية بالأبتعاد عن العنصرية وأحترام حقوق الإنسان والإنفتاح وأحترام الرأي الأخر مرورا بقضية الأرمن ، وقد قدمت شفق دفاعها أمام محاكميها وكذلك ومن خلال وسائل الإعلام من أن البعض عندما تخالفهم بالرأي ومهما كانت أعتقاداتهم بدرجة صواب الرأي لدى الأخر فأنهم يعتقدون أن (كل من لايفكر مثلي يتعاون ضدي ) ..
أن هذه الحساسية تجاه فكر الأخر والتي تأطرت بها مفاهيم الأحزاب والوجوه السياسية المتنفذة تعني أن لاسبيل لكبح رأي الأخر إلا بتغييبه كليا عن الحياة ،
ولعل الفاجعة في ذلك عندما تكون هذه الرؤية إعتقادا فيغيب العقل وتسمو الكراهية ويندحر الوجدان ،
لاشك من أن تعميق الجراح والجنوح نحو الأوهام المريضة والتهديد بقوة السلاح مفاهيم أنكارية نحو الطبيعة البشرية التي يجب أن يتحلى بها بنو أدم وإلا كيف نتحدث عن مفاهيمنا التي نصف بها العدالة والديمقراطية والأنكى يتحدث السياسيون عن حقوق الإنسان والرغبة بالإعمار والبناء قبل أن يفكروا ببناء أنفسهم ،
يبدو أن الطريق لحل مشاكلنا بالتسامح والتعاون والمحبة بعيد المنال مادامت المصالح الضيقة والموروثات المستوردة الأساس في التصور لمزاولة مفهوم الحكم والبقاء على كرسي الخلافة ،
لكن الذي يرى نفسه من السياسين جبارا ومحصنا من ويلات الدهر ليكرر خطأ السالفين الذين أعتقدوا بمثل هذه الإعتقادات
فأذ لم يكن الرهان على الشعب
فهناك البصير الذي لاتوسعه الأبصار
الخالق الذي يمهل ولا يهمل
ولربما تذكير السياسين بذلك أن الله أمهلكم مافيه الكفاية فأنقذوا ماتبقى من شعبكم الذي يحتضر ،
[email protected]