هذه المرة ايضا صادفته بعد مرور اربع سنوات، كان يحدّث سجله الانتخابي، بادرني بالتحية فاصطحبته الى البيت لاني قريب من المركز الانتخابي، جلس بعيدا وهو ينظر اليّ بعينين خبيثتين وقال: شنسوي حشر مع الناس عيد، قلت له مازلت تهرول خلف الديمقراطية بعد ان اثبتت في العراق انها نظام يحتاج الى شعب واع، يعرف كيف يفرق بين الاصوات، وانها على الاقل ليست فوضى كما يتوهم البعض، فرد عليّ : ان الاصوات تباع وتشترى، والفقراء يهرولون خلف حلمهم مايدريهم ان هؤلاء يظهرون بهذا السوء، ومع ان اصوات الفقراء رخيصة وهم يمثلون السواد الاعظم من الناس، وكما يقولون كلمه اتجيبهم وكلمه توديهم، لكن مازال في الامر قليلا من الامل مع دخول حركات جديدة علمانية واخرى تآلفت مع احزاب ثورية، قلت له دعنا من اصوات الفقراء خصوصا الذين لايعرفون القراءة والكتابة، حيث يقوم الموظف بادخال اي كيان ويصادر صوت المسكين الذي يقف الى جانبه لاحول ولاقوة له، فقال المزورون كثيرون، لكن وداعتك كل لشّه تتعلك امن اكراعها، وكيف ياصديقي، فقال هذا قصاب ذهب لشراء عدد من الخراف، فبدأ البائع يعدد له آلاء هذا الخروف ومزايا الخروف الآخر، فقال القصاب وهو يضحك، يمعود شدتعدد هي كل لشّه تتعلك امن اكراعها، ويقصد حين يتم الذبح وتعلق الذبائح على الكنارات في محال القصابين.
ونحن بعد هذا قد خبرنا السياسيين وعرفنا ماذا كان هدفهم من الترشيح الى الانتخابات، فهل سنساعدهم مرة اخرى وننتخب ذات الاسماء والخلق التي عادت بالعراق قرونا طويلة الى الخلف، ام اننا نجلس في بيوتنا ونترك الامر للمزورين يزورون اصواتنا ونصرخ: واذا، كل لشه تتعلك امن اكراعها، ولو اننا جازفنا وجلسنا في بيوتنا، فهل سنضمن ان هؤلاء سينسحبون من العملية السياسية ويتركون الشعب بحاله، ان مناسبة اربعينية الامام الحسين قريبة وسنرى المزايدات التي يزايد عليها السياسيون، لم ار منظرا مضحكا بقدر رؤيتي لاحمد الجلبي وهو يقف الى جانب باسم الكربلائي يضرب على صدره بيده اليسرى ويبتسم وكأنه يقول: غصبن عنكم ساخدع الفقراء وسافوز هذه المرة باسم الحسين، عمليات بيع وشراء للذمم كبيرة وتنقلات مابين الكتل وكأننا محكومون بهذه الاسماء، عزت الشابندر من العراقية الى دولة القانون الى التيار الصدري، صوت الشارع الان ينادي ان الفوز الآتي للتيار الصدري، فسمع حسن العلوي وترك البعث العريق ليتمسك بذيال هالخير ، واسماء اخرى تحت الطاولة كلها تهرول باتجاه التيار الصدري، ولا ادري كيف يحسب هؤلاء حساباتهم، القليل من المثقفين حائرون الى اين يولون وجوههم، البعض يرى في مغادرة العراق الحل الوحيد لان الشارع سجل باسم الاسلام السياسي وانتهى الامر، والبعض الآخر يتعلق بكشايه كما يقولون في ان تيارات لمثقفين ستدخل هذا الصراع، ولعل الامر يكون مفيدا، لكن الصورة القاتمة التي يرسمها الواقع تقول ان الامل بعيد لان نفس السياسيين سيدخلون المعركة، وان الشعب العراقي لن يفارق هذه الوجوه حتى عند قيام القيامة فستكون وقفته معهم طويلة وهناك ستعلق كل لشه امن اكراعها.