23 ديسمبر، 2024 12:53 ص

كل قرين بالقرين يقاس

كل قرين بالقرين يقاس

الولاءات الدولية.. طابور خامس.. يكشف الأفراد
* يتجاذب الأشباه بسر سحر ممغنط يستلب الإرادة الفردية إندغاما بالتصرف الجمعي
أفتى المشرعون بقياس الغائب على الشاهد، وهي وحدة تداول صالحة لكل ميادين الحياة.. ماضيا وحاضرا؛ لذا يمكن ان نؤطر أبعاد أية شخصية، بمعرفة مريديها الملتفين حولها.. “قلي من أصحابك، أقول لك من أنت” لأن “كل قرين بالقرين يقاس”.

ينجذب الأشباه الى بعضهم، بسر سحر ممغنط يستلب الإرادة الفردية، إندغاما بلغة القطيع، الى حد التصرف الجمعي، الذي تتوحد من خلاله الإرادات، ويصبح من السهل توقع ردة فعل سياسي حاضر بيننا، بمعرفة موقف الدولة او الفئة التي يتناغم معها إيديولوجيا!

بل يمكن ان تنكشف أبعاد شخصية حويطة، شديدة التكتم على أسرارها، عبر أصداء طروحاتها، المرتدة من دول وجهات وأفراد، يقيس الرأي العام حقيقتهم، بإدراك ردود الفعل؛ لأن الطرح الحسن يستجيب له الفضلاء ويستنكره السيئون، والعكس صحيح.

رطب ماطر

إذا المرء عاداه الظالمون، فهو منصف، وإن تقربوا إله فمثله.. “شبيه الشيء منجذب إليه” لذا قال الرسول.. صلى الله عليه وآله، للإمام علي.. عليه السلام: “تقاتل القاسطين والمارقين والناكثين”.

وسيرة الإمام.. عليه السلام، حققت الحديث النبوي الشريف، إذ إستخلف بمواجهة عداء بني امية والطلقاء والخوارج وأهل الشقاق والنفاق، الذين يبغون منه تدعيم أركان دولة عدل ورفاه، وهم نائمون.. تنابل.. تحت نخلة بإنتظار غيث من رطب ماطر، يفغرون أفواههم لتلقفه ماضغين.. يرجئون القتال للصيف.. شتاءَ، وللشتاء صيفا.

نول الفتوى

نزولا في توالي مراحل التاريخ تباعا، في الزمن، نشخص محيطنا الراهن، نسجا على نول الفتوى؛ وأنا أرى أعدائي حاليا هم أزلام الطاغية المقبور صدام حسين، الذي قيض الله لي ان اتشرف تاريخيا بالمشاركة في إعدامه، يدا يمنى لأمين عام حزب الدعوة نوري المالكي، بصفته الوظيفية حينها.. رئيسا للوزراء.

الطائفيون والمستفيدون من حكم صدام، يكرهونني، مثلما قطر والسعودية وتركيا، ناصبت المالكي عداءً سافرا؛ لأسباب طائفية أيضا.

شهوة المال

ينسحب المعيار على دول تريد تفرقة العراق.. مزقا؛ لأجل مصالح فئوية ومنافع مادية، تبنت طابورا خامسا.. هنا في العراق، معظم أفراده مسهمون في إدارة شؤون مفاصل مؤثرة داخل العراق.. إذن هؤلاء إنتدبوا لتلك المهمة؛ تيقنا من إنتمائهم لما يفتت وحدة الصف، ويجمع شمل مصالحهم الشخصية.

من علاقاتهم بتلك الدول المعادية للعراق، ندرك عدم ولائهم الوطني، كاشفين شهوة المال والسلطة، اللتين لا ترتويان!

موطئ الربح

وبينما تختلط دماء ألوان طيف العراقيين، إمتزاجا على لوحة الشهادة الخالدة، بمواجهة “داعش” ثمة نهازو فرص يتصيدون مواطئ الربح، متجنبين الخسارة، وهم يلوحون بالتضاد مع عدو لا يقاتلونه، مكتفين بالتهافت على الغنائم.

من تلك العلاقات.. المحلية منها والدولية، بل والإنتظام تحت لافتات جمعية وفردية، إتضحت للشعب العراقي حقيقة البرامج السياسية التي يشتغل عليها الكثيرون؛ الأمر الذي يهدي المواطن الى حسن الإنتخاب مستقبلا، بالقياس على طبيعة علاقات كل مرشح، وقراءة جوهره من أعراضه.. شبكة علاقاته وأصداء افكاره والمعلقين عليها.. رفضا وتأييدا.