11 أبريل، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

كل عام خال من التبذير الجنوني وانتم بالف بخير

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعبيرنا نحن بنو الانسان عن الفرح كفلسفة لحبنا للسلام والامان والحياة الحرة الكريمة كبديهية فطرية يبدا بالوئام والسلام مع الذات وحب الخير للاخرين لينطلق الى افاق التضامن السلوكي معهم والانطلاق في هذا التعبير السلوكي تصاعديا وكل حسب قدرته واستطاعته الى مراتب التضحية بسعادة الانسان نفسه من اجل سعادة الاخرين وزرع البسمة والامل والتفاؤل في نفوسهم واشعارهم ان عالمنا الارضي لازال بخير.
 
ومن هنا وعلى ضوء ما نشهده في واقعنا من تداعيات مؤلمة افرزت عشرات الالوف من المهجرين والنازحين وعوائل الشهداء والايتام والارامل والمعوزين والفقراء المتعففين في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن ونيجيريا وغيرها من البلدان التي مازالت جراح ابنائها تنزف وهي تدعونا الى التعبير الفعلي عن حضورنا التضامني في ساحة الفرح والسلام الحقيقي السلوكي لنصرة هؤلاء المظلومين في مجتمعنا ورفع الحيف عنهم ومواساتهم والوقوف الى جانبهم في هذا الظرف الزمني الابتلائي المعقد نقول:
 
اليس من العقل والمنطق والواجب والضرورة والانصاف بذل الاموال وصرفها لاعانة هؤلاء المظلومين بدلا من التبذير الفوضوي الوقح للكثير منا للمبالغ الطائلة في شراء الالعاب النارية واطلاقها في الهواء ليلة راس السنة الميلادية كما حدث ليلة راس السنة في الكثير من عواصمنا العربية ومنها العاصمة بغداد التي شهدت هذه الليلة سابقة ليس لها مثيل في تاريخ بغداد في كثافة اطلاق الالعاب النارية والتي كلف شراؤها الملايين من الدولارات التي ذهبت هباءا في سويعات قليلة !!!
 
كل هذا حدث للتعبير عن فرح الكثير منا بقدوم العام الجديد في ظرف عصيب شاهدنا فيه عبر الفضائيات العديدة ليلة امس الكثير من النساء والاطفال والشيوخ في احد مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع اللبناني وهم يعانون من محنة الجوع ومحنة الهجمة الداعشية على الشعب السوري واخرها محنة الامطار الغزيرة التي تنزل على رؤوسهم من سقوف خيامهم المهترئة وهذا مثال صارخ واحد على ما يعانيه ملايين الناس عندنا في العراق وسوريا ولبنان واليمن نتيجة الحروب الداعشية الصهيونية التي سببت كل هذه الفواجع والكوارث والمصائب.
 
نعم نحن في هذا الظرف الغريب المعقد نحتاج الى لحظات فرح ومحطات امل نختلقها في خضم هذه المحن التي واجهتنا وتواجهنا فهذا من ابسط حقوق انفسنا علينا لنشحن انفسنا بالامل والتفاؤل ونستعيد انسانيتنا من خلال التعبير عن تصميمنا على مواصلة المسيرة الانسانية بشحنات من الامل المشروع الخلاق وهذا ما لايختلف عليه اثنان من العقلاء والمنصفين لكننا في نفس الوقت ايضا يمكن لنا ان نعبر عن سرورنا بقدوم العام الجديد بطرق بسيطة تغنينا عن هذا الاسراف الجنوني وتوفير هذه الاموال الطائلة لاغاثة من يستحق هذه الاموال من اخواننا وابناءنا الذين هم بامس الحاجة الى الشعور انهم جزء من مجتمعات تقف معهم وقت المحن والازمات لاسيما ونحن نردد يوميا حديث الرسول الاكرم محمد ص (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع) والحديث الشريف الاخر(من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم)
 
والكثير من الاحاديث الحكيمة التي تدعونا الى نصرة المضلوم واغاثة الملهوف من اي دين كان او اية ملة..
 
ولذلك اقول  اننا حتى في التعبير عن فرحنا فنحن داعشيون اعرابيون ظالمون بطريقة شعورية أو أخرى لاشعورية !!!
لاننا نترك جريحنا ينزف ونحن نرقص فرحا على جراحه والامه ومعاناته تاركين ومطلقين العنان لنرجسيتنا وجهلنا وتخلفنا ان يتحكم في سلوكياتنا تجاه الاخرين فمتى تفيق مجتمعاتنا من سلوكياتها الانانية والنرجسية الاعرابية في عالم الفوضى الامريكية الهدامة التي نساهم نحن من حيث نعلم او لانعلم في تطبيق منهجياتها من خلال سلوكياتنا المنافية للعقل والمنطق والضمير؟
وكل عام خال من التبذير الجنوني وانتم بالف بخير

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب