23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

كل شيء يجب أن يمر ببغداد اولاً

كل شيء يجب أن يمر ببغداد اولاً

بعد التحول للنظام الديمقراطي في العراق، وسقوط النظام السابق، ودخولنا في إنشاء فضائيات، وإندماجنا مع العالم الخارجي، بعد الإنغلاق والتعتيم، الذي كان يسود بلدنا، بدأ التسابق العربي، والتزاحم في الاكثار منها، وباتت مُمِلّة لِكَثرَتِها .

يتبادر الى الذهن بسؤال محير جداً! هل كانت بغداد هي المعطل؟ والسبب الرئيسي من إنشاء هذا الكم الهائل ؟ أم هنالك شيء مجهول لا نعرفه !

كثيرة هي القنوات التي إنتشرت وتنوعت، فمنها الإخبارية، والعائلية، والرياضية، وقنوات الأفلام، وإن كانت معظمها تجارية بالأصل، كونها تعد فواصل إعلانية تجارية، في كل شيء مثير للمشاهد، لزيادة وارداتها المالية، إضافة للممول الأصلي، ولتبدأ بالقنوات الإخبارية التي تلهث وراء الجانب المظلم! والمجانب للحقيقة، وتترك المضيء منه سعيا للشهرة، والمتابعة من قبل المشاهد، والملفت للنظر أن هذه القنوات، تسعى في لقاآتها، للذين يهيجون الشارع بالأفكار المخالفة للحقيقة، وإن كانت مرة، وبين الحين والآخر نسمع أن هنالك دعوة في المحاكم، تقام ضد فلان لأنه  شتمني، ونعت الحزب الفلاني، أو غيره من الأعذار وقناة الجزيرة التي فاقت كل التصورات، من تدخلها في الشؤون الداخلية، لكل الدول العربية، بل وتساعد على الفتنة في كثير من الأحيان.

هل سأل أحد يوماً عن هذه القنوات، ومن الذي يقف خلفها، أو يمولها، والمغزى من إنشاءها، ولنضرب مثلا عن القنوات الدينية المغرضة، التي تبث السموم من الأفكار المتطرفة، وحصراً التي تبث من السعودية أنموذجا! ولنستثني منها القنوات الحكومية، التي تعبر عن رأي الحكومات، وإن كانت قليلة .

القنوات كانت تعد بالأصابع! وعندما بدأ العراق، بالبث الفضائي الحي والحر، بدأت القنوات تتوالى! وكأن العراق كان قد فرض قيداً عليها! واليوم قد إنفك أسرها، وبدأت الحرية تدب في أعضائها، فأين كانت نائمة هذه القنوات؟ قبل عهد الديمقراطية في العراق .

كل شيء في التطور، أو الثورة يجب أن يمر عبر بوابة بغداد، فمنها الثورة، ولنا عبرة في الامام الحسين “عليه السلام “، الذي قاد أكبر معركة ضد الظلم والكفر، ودفع  حياته ثمناً لها، وأول ثورة للإستقلال، كانت في العراق، بالتحرر من الإحتلال البريطاني سنة .1920

العلم والشعر، وكل الثقافات كان مصدرها بغداد، وأما الانتفاضة! كان العرب لا يعرفون معناها، الا بعد الإنتفاضة الشعبانية عام  1991 ، والتي علمت العرب معاناها الحقيقي، فكل شيء يجب أن يطبق في العراق أولاً،  ليذهب لباقي الدول، ومعظمهم لا يعرفون المعنى الحقيقي له .