20 مايو، 2024 11:48 ص
Search
Close this search box.

كل شيء سيتطور بدءاً من أسطورة أنطونيا الى التكوين الأوركسترالي….

Facebook
Twitter
LinkedIn

ذهبَ ليعيش رامبويته أمام قوسِ باريس

وليعش كافكياته

أمام بيرية وحصون الإسكندرية

كان معي جمعٌ من الأبرياءِ الذين لم يفلحوا في تهجئة أفلاطون وسقراط ولا في لفظ إسميّهما

إستأذنتُ النادلةَ في أحدِ مقاهيَ إكروبولس

أن أضربَ الطاولةَ بعنفٍ بيديَ

وضربتُها هكذا وهكذا من جميعِ الجهات ،

ولم أكتف إلا أن صاحَت بي :

ستكسبُ القضية …

أخبرتُها أني هُنا

أريد أن أرى على الرصيف أحمقاً يشبَهُني

أمرأةً طائشةً بعُريها

رغم أني لم أرَ أمامي غيرَ قلةٍ من الموتى وكثرة من المنتحرين

والأصواتَ التي سَمَعتُها من المشفى العام وطبولَها الجنائزيةَ قُربَ بابو الذي كان يقرأُ الشيخَ والبحر

وأنا أُمَسِدُ لحيةَ همنجواي من النُسخةِ الهندية

أنصتُ للحشرةِ الذّكر ترطنُ وتعتلي الحشرةَ الأُخرى

أنصتُ لأصواتِ تَحَلل الطحالب وسيوحَها في ممراتِ الصُخور لتأويليَ لتحيةِ قاطعة التذاكر في المركز الصحي ،

أنصت بكُليّتي لما أستطع سماعَه من الماضي

ثم مابي وبهذه السرعة لم أعد بحاجة لما يروي لي بابو لاحاجة لي بدخان سكائره بأنقطاعه عن عمله اليومي بفكاهاتهِ السالفةِ البرنادشويه بل لم أعد بحاجة وأنا أستمع

للأصوات من المشفى العام لم أعد بحاجة لمعاينة فلسفتي أمام فلسفة (جيشن ) وهو الصياد الماهر الرجل الأحادي مع المجهول والحاضر عند تعريف المراكب وطوق الحمام ،

أعلم أن كل شيء سيتطور….

ألم تتطور أسطورة أنطونيا ….

ألم تدخل الجُمل اللازمة في التكوين الأوركسترالي ..

ألم يزحف البحرُ ذاتَ يومٍ على قوائمه الأثنى عشر …

مادام كل ذلك قد حدث

فلماذا أختفى ذلكَ السحر من تلك البوهيمية المعلولة

ولماذا لاتبقى تلك الفضلات في أكياسِها السّود

ولماذا لايُعاود كليَ الظهور مع أحلام يقضته وشبح ريجونا ومارشات الجنرال ولحية همنجواي على غلاف النسخة العربية ،

كانت اللهجاتُ تختلطُ وتختفي ثم تندمجُ مع بعضِها ثم تتحللُ فتذهبُ كلُ لُغةٍ للسان شعوبها وكأن الذي يعنيني أن أضبط اللفظَ في فمي وأضبط الإشارةَ في أفواه الآخرين

ووجدت أنني أكررُ(على كُل حال )

وحالما أستفيق من سماعِ :

على كل حال ،على كُلِ حال

يحين الوقتُ كي تتجمع الأفكارُ لأُعيدَ تشتيتِها

إذ في كراس بابو بقيَ:

تحدثوا

بصوتٍ واهنٍ ..

وفي كراس جيشن بقيَ :

أصقلوا الينبوعَ

بالمِطرقة …

في حدائق المشفى

ستسمعونَ المطرَ

وفي كُراسيَ :

يتجهون بالماء لمظلاتهم السمفونية

أن بقيّت الأرضُ

رُسمَّت أشكالهُم ببوهيمية

مع النحل الأسود الهارب

من طبقِ النادلة ..

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب