18 ديسمبر، 2024 8:58 م

كل شىء محظور سوى الفرجة والصمت

كل شىء محظور سوى الفرجة والصمت

المشهد العراقي متغير ،متبدل. يوميا تتلاحق الاحداث وتتغير المواقف ، ويحاول الكثيرون ملاحقه رصد المشهد السياسي والتعليق عليه ، هناك المؤيدون والمعارضون والمشككون، كل يبدي وجهة نظره وهو بها مسرور مقتنع. ما يعكر هذا المشهد الخوانون والرامون الاخرين بشتى التهم كالمشاغبين او المشهرين او الكارهين ، ليس لشئ سوى انهم ابدوا وجهة نظر مختلفه . وجهة نظر فيها الحرص على البلد ومصالحه وفيها الكثير من الحصافه والموضوعيه ، بلغة واضحة شفيفه ، تسقط سقوط قطرات المطر على الزرع فتسقيه وترويه الى نمو واكتمال وازهار وثمر. بينما يتصور ذوي الرأي الواحد ان قنابل الكلام تساقط عليهم وما استوعبوا لحد الان ان الديمقراطيه هي التعدديه في الرأي وان رأيهم قد يكون صوابا يحتمل الخطأ وان الرأي الاخر قد يكون خطأ يحتمل الصواب. وان كل مواطن له كامل الحق في ابداء رأيهِ في ما يدور في بلده والتدخل لتقرير مصيرها بشتى الوسائل. البعض يرى ان التفكير في الامور الجاريه في البلد والتعليق عليها او الاعتراض على ما يراه حقا مسلوبا او وضعا مقلوبا اوالمطالبه بالحقوق واستقامة الامور ، يراه خيانه اوشغب او غوغائيه مهما اختلفت التسميات. لماذا يعتبرون مجرد التعليق وكأنه عكس الولاء للوطن . إن الولاء يعنى أن تكون معنياً بصدق بواقع ومستقبل بلادك. كفاكم خوفا وتلعثما فى تعبيركم عن ذلك الولاء والحب فالتفكير والتعليق والإعتراض والمطالبات ليست خيانة بل إنتماء . التفكير والتعليق والاعتراض والمطالبات هي انتماء وطني . الولاء ان تكون معنيا بصدق بواقع ومستقبل البلد حتى لا ينزلق الى الهاويه حتى لا يمسح أطفاله نوافذ السيارات عند إشارات المرور ،،، ولا يعمل أطفاله في الكراجات و بيع الجرائد … حتى لا يصبح الدم ارخص من قطرة بترول الولاء ليس بالشعارت وبالكلام الولاء ان تضحي وان لا تمالي ، تقول الحقيقه مهما كان الثمن اتحدث من واقع بلدي العراق ، الذي ما وصل الى ما وصل اليه الا بسبب الرأي الواحد الذي يعتبر كل ما هو مختلف او مخالف خيانه عظمى وتلك هي النتيجه ومهما قصر البلد بحق مواطنيه يبقى حبهم الازلي له . الوطن ليس فقط في اوقات الرفاهيه . البلد ليس ذلك الذي يعز المواطن ويكرمه ، الوطن ليس ذلك الذي يوفر الامن والامان لمواطنيه. الوطن ليس وطن الرفاهيه بل وطن النكبات والازمات أيضا. الكثير غادروا الوطن عند محنته وسكنوا المنافي او انهم بحثوا عن اوطان بديله اكثر رفاهيه. وهناك من هم في غربتهم ومحنتهم يدافعون عن الوطن ويضعوه في احداقهم. يقول الشاعر: بلادي وان جارت علي عزيزة…. واهلي وان شحوا علي كرام واذهب ابعد من ذلك ، ان بلدي عزيزه حتى لو جارت علي فكيف اذا اعزتني وكرمتني ، لكن انا اتحدث عن موضوع اخر حتى لا ينزلق بلدي الى الهاويه عليّ دائما وابدا ان اضع يدي على الجرح النازف حتى يكف عن النزيف ان الولاء الحقيقي للوطن ليس بالهتاف والكلام المجاني والمزايدة .. ولكنه وخاصة في وضعنا العربي يكون اكثر صدقا… بالنقد الحقيقي وتوجيه الضوء بل وحتى مشارط الكلمة الى الفساد والمحسوبية .. ومصادرة الحريات .. .. فعندما اتحدث عن الفساد وانعدام العدل والمساواة واطالب بالتصحيح فليس معنى ذلك اني عميل او انني لا احمل انتماء لبلدي .. هنا تكون الوطنية والانتماء والولاء الحقيقي .. اما ان نصفق فقط كقطيع فاعتقد ان هذه ليست من مهمتنا كمثقفين حقيقيين .. لربما هناك جوقات تتكفل بذلك .