قرأت ذات مره قصه مفادها أن أحد ملوك القرون الوسطى كان يحكم شعبا حرا كريما، وكان هذا الشعب رغم طيبته وبساطته وعلاقاته الطيبة لا يسكت على باطل أبدا، ولا يدع الملك أو أي وزير من وزرائه يظلمون أحدا منهم، فإذا ظُلم أحدهم وقفوا وقفة رجل واحد حتى يُرد الظلم عن أخيهم.
أخذ الملك في حيرته يسأل وزراءه عن الحل.. وكيف له أن يحكم هذا البلد كما يريد، فخرج من وزرائه رجل داهية فأشار عليه باتباع سياسة يسميها ((سياسة البيض المسروق))
وهي ان ينادي في الناس أن الملك يريد من كل رب أسرة خمس بيضات من أي نوع.. فقام الناس بجمع البيض والذهاب به إلى قصر الحاكم.. وبعد يومين نادى المنادي أن يذهب كل رجل لأخذ ما أعطاه من البيض.. فاستجاب الناس وذهب كل منهم لأخذ ما أعطاه… وهنا وقف الوزير والملك وحاشيتهم وهم يتابعون الناس أثناء أخذ البيض.. ترى ما الذي وجدوه؟
وجدوا كل واحد تمتد يده ليأخذ البيضة الكبيرة !! والتي ربما لم يأتِ بها.
هنا وقف الوزير ليعلن للملك أنه الآن فقط يستطيع أن يفعل بهم ما أراد.. فقد أخذ الكثير منهم حاجة أخيه وأكل حراما، ونظر كل منهم لما في يد الآخر فلن يتجمعوا بعدها أبدا
لا عجب في ذلك فقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لِمن كان مأكله حرام وملبسه حرام ومشربه حرام ويدعو الله فلا يستجاب له.
من هنا لجأت بعض الحكومات لانتهاج نفس السياسة، تجويع الناس ليقوموا باللجوء إلى المال الحرام ولو في أبسط صوره، وجعلها طبقات فينشأ الحقد والحسد بين الناس وهو ما يجعلهم يستطيعون حكم البلاد . هل يعني هذا ان البلدان المترفه لم يدخل الشر بينهم …… ام ان حظها اوفر !!!! فهيأ لهم حكومات تنصفهم ..
او هناك قوانين وضوابط يتكمن الشعب ايقاف الحاكم عند حده ولايوجد بين الشعب من يتملق ويتودد للحاكم ويجعله بمثابه الآله
الشعب الذي يقبل ان تسرق امواله ويصبح بلده على حافه الافلاس ويسكت يستحق حكومته !؟
الشعب الذي حكومته تقتل شعبه وتسمح لكل من هب ودب يحمل السلاح ليروع المواطنين الامنين ويسكت يستحق حكومته
الشعب الذي لايوجد فيه قانون يُنصف المظلوم ويحاسب الظالم ويرد المال من السراق ويسكت يستحق حكومته
ماذا ينتظر الشعب عندما يخرج عليه كل يوم واخرهم ( مشعان ) ليقول نحن سراق ولصوص وكلنا متورطين في سرقه اموال العراق والرشاوي والفساد ماذا يعني سكوت الشعب ، هل هناك عاقل او مجنون يعرف بكل هذا ويسكت !!!! ؟.
ماذا ننتظر من شعب يرى بنفسه ان من يفترش الارض ويبيع السبح بالأمس ولايملك اي مبلغ ، اليوم ابنه يشتري اغلى عقارات في العالم، وساكت على هذا الظلم
هذا الفرق ياسادتي الكرام بين حكام تعرف الله سبحانه وتعالي وتعمل جاهده لوضع شعوبها على هذا الطريق فينال الشعب الخير الوفير . وبين بلد ضاع بين اللصوص وبين من سكت عنهم !!!بين حكام تناسوا وجود الله ، فزرعوا كل ماهو مفسد لتمزيق الشعب وتفريقه وسرقته ، بشعارات دينيه دخلت الادمغه الغبيه فتم السكوت عنهم بهذا الوهم وهو ( تسيس الدين ) كل لمذهبه ومعتقده ،فضاع الوطن وضاع المواطن واستحق الشعب حكومته بجداره .