23 ديسمبر، 2024 10:44 ص

كل اول نيسان والعراق بخير‎

كل اول نيسان والعراق بخير‎

في اول نيسان من كل عام يحتفل كذابوا العالم باليوم العالمي للكذب على طريقتهم الخاصة والذي لا نتحدث عن اولياته لان الكثير من الكتاب سبقنا اليه فكما تحتفل المرأة والام والعامل والمعلم والعسكر والشعوب بأعياد التحرير والمناسبات الدينية والوطنية يحتفل الكذابون على طريقتهم الخاصة فيطلقون كم هائل من الاكاذيب يتسبب الكثير منها في نكبات وصدمات نفسية للاخرين وكأنما لا تكفيهم السنة بطولها لنشر غسيلهم على الناس وبشكل خاص السياسيين في العالم وسياسي العراق الذين سوقوا لنا مجلدات من الاكاذيب من اجل التمسك بكراسي المناصب التي يشغلونها رغم ان قوائم تلك الكراسي تنزف دما منذ ما ينيف عن 50 عاما وكان اشدها ما حصل في العراق من تشتت في مكوناته والاحتراب الوطني الذي لم يحصل في تاريخ العراق بسبب الاكاذيب التي سوقها المحتلون ومن والاهم يقول الله عزوجل ( انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بأيات الله واولئك هم الكافرون ) النحل 105 هكذا بأختصار لايقبل التاويل ان الذي احتلوا العراق ومن والاهم كافرون وعصاة لامر الله فمن يعين كافر على تدمير بلده لا يختلف عن الكافر في عقيدته وللكذب تعاريف كثيرة ولكن بشكل مختصر هو ( تسويق الكلام بما لا ينطبق مع الحقيقة ) والكذاب منبوذ في المجتمع وموضع سخرية من الاخرين ووصف البغادة الكذاب بمسميات ( نفاخ – كاصوص – طيار فياله – وغيره ) وهناك العشرات من الامثال على الكذب ( حبل الكذب قصير – ابو طبع ميجوز من طبعه – فاتك من الكذاب صدق كثير- كذب مصفط خير من صدق مخربط – الصدق اخو العدل – مثل المزين يضحك على الاقرع بطقطقة المقص .. كما يفعل حكامنا الاشاوس وقد وصف طليعة المجتمعات العربية والعالمية الكذب بأوصاف وعبارات طريفة وواقعية يقول سيدنا محمد (ص ) ايات المنافق ثلاث ( اذا تحدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان ) يا لروعة الوصف كأن رسول الله يعيش بيننا فالعمر الذي قضيناه تحت ظل من يتحكم في رقابنا وهم على شاكلة واحدة يكذبون ويخلفون الوعد ويغدرون ويخونون الامانات .. يقول علي بن بي طالب كرم الله وجهه :لا سوء اسوأ من الكذب – ويقول امين الريحاني : ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والامانة – ابراهيم اليازجي : الصدق عماد الدين وركن الادب واصل المرؤة – ومارتن لوثر : الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها – جورج برنادشو : مأساة الكذاب ليست في ان احد لا يصدقه وانما في انه لايصدق الاخرين – لافونتين : الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغي اليهم – ابراهيم لنكولن : تستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت او بعض الناس كل الوقت ولكنك لا تستطيع ان تخدع الناس كل الوقت – ارسطو : الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب – الكذابون خاسرون دائما ولا سيما ان احدا لايصدقهم حتى ولو صدقوا – ثابت بن قره : الصدق ربيع القلب وزكاة الخلقة وثمرة المرؤة وشعاع الضمير – شكسبير : اذا كنت صادقا فلماذا تحلف – الشاعر الشريف العقيلي : لايكذب المرء الا من مهانته .. او عادة السوء او قلة الادب …. وعموما الكذب من علامات ضعف الشخصية ويتلذذ به البعض كوسيلة للهروب من المواقف الصعبة وعادة ما يكتسب الكذب الشخص في مرحلة الطفولة وكثيرا ما يوقع الكذاب نفسه في مطبات ومشكلات لا خلاص منها ان كان يقصد او دون قصد ويبقى ضمير الانسان هو ينبوع الكذب والصدق اما اول من اطلق اول كذبة فهو الشيطان حينما قال لادم وحواء وهما في الجنة حينما قال لهما بسم الله الرحمن الرحيم ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوأتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين ) الاعراف 20 .. اما على مستوى الاعلام والدعاية فيعتبر جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد ادولف هتلر والمانيا النازية والذي يعتبر احد الاساطير في مجال الحرب النفسية وهو ابرز من وظفوا واستثمروا وسائل الاعلام في الحرب وهو صاحب اشهر شعار ( اكذب اكذب حتى يصدقك الاخرين ) غيران كذبه كان ممنهجا ومبرمجا يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها وقد اكدت ظاهرة غوبلز هذه ان من يمتلك وسائل الاعلام يمتلك القول الفصل في الحروب الباردة والساخنة وبناءا على ذلك فهو ( مؤسس فن الدعاية السياسية بلونها الرمادي ويعتبر مؤسس اعلامية مستقلة بذاتها ) ومن اقواله : كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي وكانت نهايته الانتحار مع زوجته واولاده الستة الذين تتراوح اعمارهم بين 4-11 سنة بحجة عدم اذلالهم بعد موته وهذا مصير كل طاغية كذاب لايحترم شعبه ولا يحرص على سلامته وامنه وسعادته في الختام ندعوا برلماننا الموقر الى اصدار تشريع بأعتبارالاول من نيسان عيدا وطنيا ليضفي الشرعية على كذب اكثر المسؤولين الذين ملأوا العراق كذبا وظلما ….