19 ديسمبر، 2024 1:50 ص

كل العراقيون سفراء من مواقعهم …وإن لم يكونوا سفراء

كل العراقيون سفراء من مواقعهم …وإن لم يكونوا سفراء

كنت أتساءل مراراً لماذا اختارت الأمم المتحدة الشابة العراقية الإيزيدية نادية سفيرةٌ للنوايا الحسنة،بأن تقوم بشرح معاناتها وما لاقته على يد العصابات التكفيرية ومعاناة طائفتها أمام أنظار المجتمع الدولي من أفعال وحشية تدل أجرامهم ؟أو ليس هنالك غيرها من مورس بحقها الاضطهاد والتنكيل وبيعت بسوق النخاسة ,أنا لست ضد اختيارها فهي صاحبة قضية ومن حقها الدفاع عنها ,لكن لماذا هذا التغييب عن دور نساء كان لهن ملاحم يعجز التأريخ عن كتابتها وتدوينها ,ورجال سطروا أروع الانتصارات والتضحيات بدمائهم ولم يمر ذكرهم ولو بمر الكرام ؟؟؟ لماذا هذا التغييب بأن لا يذكر الدور الفاعل للقوات العراقية بكل صنوفها وأبناء العشائر وأن تقدم لهم جائزة نوبل للسلام أو ليس هم كذلك أصحاب قضية ؟؟..وأي قضية صراع مع الإرهابيين وفكرهم الوحشي بين أن نكون أو لا نكون عجزت دول عظمى من التصدي لهم فتقهقروا على يد سواعد العراقيون ,أين كان المجتمع الدولي وداعش على أبواب بغداد متهيئة لإستباحتها تحت صمت مطبق من دول أدعت أنها تعنى وراعية لحقوق الإنسان ؟؟لم يحركوا ساكن كانوا ينتظرون أي جهةٍ سترتفع وستؤول لها كفت النصر وبعد ذلك يتعاملون مع واقع حال بما هو موجود,جاءت فتوى الجهاد الكفائي وتطوع آلاف الشباب والشيب للقتال وهم مؤمنين بأن يموتوا بعز خيرٍ من العيش بذل,أعادت الفتوى الاستقرار ليس للعراق وحده فحسب بل لدول الجوار ومنطقة الشرق الأوسط وأرعدت وردعت الإرهاب في عقر داره ونقلت زمام المبادرة منه بعد أن كان يمتلك المكان ويتحكم بالزمان,لماذا يذكرون الايزيديين ويسلط الضوء على أنهم تعرضوا لمأساة الانتهاك والإبادة الجماعية,داعش لم تكن لها خطوط حمراء في تعاملها مع أية منطقة تدخلها ,ولم تراعي حرمةٍ لأي مكون وطائفة كل من يخالفها بالرأي فأن مصيره أبشع أنواع التعذيب ثم القتل ,كل عراقي غيور يحمل بين فكره قضية وطن يناضل من اجل كرامته التي تكالبت عليه الذئاب أما حسداً بما لديه من منجزات ,أو غيرةٌ لأنه يمتلك مقومات النجاح كلها وهم يفتقرون لأبسطها,أو أنه يشعرهم ويذكرهم بعقدهم عقدة النقص والتقزم التي تدفعهم نحوه لإلحاق الأذى به وبشعبه وهو العملاق الذي يحمل أروع وأنبل المآثر,سيدي بان كي مون عليك أن تدعوا تحت قبة مؤسستكم العالمية ممثلين من كل شرائح المجتمع وأسمع منهم ستجد ما تقشعر له الأبدان وينأى له جبين الإنسانية ,ستجد حكايات لم تذكر حتى في الأساطير والروايات العالمية ,أدعوك لتستمع لما حصل في مجزرة سبايكر شباب قتلوهم بمعمر الورد
بدم ٍ بارد ,ومناطق أبيدت عوائلها بكاملها بسيارات مفخخة ليس لهم علاقة لا بسياسة ولم يمثلوا رحى لنزاع معين أناس مسالمين بسطاء ,أستمع لشخص يمثل مأساة النازحين المهجرين الذين شردوا من ديارهم بسبب همجية الضلاميين هي منجزات دولة الخرافة الإسلامية التي جاؤوا بها بدين جديد قائم على سفك وقتل واستباحت المجتمع وقولهم بأنهم فقط هم على الصواب والباقين على ضلالة وكل ضلالة بالنار ,ألتمسكم بسماع أهات الأمهات الثكلى وأنين الأطفال والأرامل النائحات ولوعة الآباء بفقدانهم أولادهم وأضحت ديارهم غاليةٍ منهم ,أطالبك أن تبعث لجان منصفة نزيهة تتقصى الحقائق وتنقل لكم ولمنظمتكم الحقيقة بدلاً من سماع تقارير وأخبار مزيفة قائمة على الحقد والكراهية ,هل سمت يوماً ما أن هنالك رجلٍ يقدم أولاده الخمسة فداءٍ للوطن من أجل أن ينعم آخرين بالأمان وعند سؤاله لماذا أقدمت على هذا الفعل المشرف سيجبيك بروح شامخة :أنني مؤمن بقضية لأجل أن يحل السلام في العراق فهذه ضريبة الحرية والكرامة ,هل تحدثوا لك عن المقابر الجماعية والإعدامات التي راح ضحيتها مئات الآف المواطنين وهنالك من لم يجدوهم غيبوا في غرف المختبرات أجريت عليهم أنواع التجارب والاختبارات ؟هل قالوا لك أن التهم كانت تساق على قدم وساق بحجج التآمر على الدولة في زمن النظام البائد وأي تآمر كل شخص يختلف بوجهات النظر مع السلطة ,أو يمارس شعائر ضمن مكونه وثقافته تعتقد الحكومة آنذاك أنها محاولة انقلاب صامتة بحقها فيعدم مع عائلته وأن التمسوا الرحمة لهم والغفران لأهله يسفرون من أرض الوطن ويلاقون مصيرهم المجهول عند الحدود ,وتحل اللعنة على أفراد عشيرة المعدوم وصولاً للدرجة الخامسة يفصلون ويستبعدون من الدوائر؟ هل أوضحوا لجنابك أن أحلامنا البريئة ضاعت وبدأت تتلاشى بفعل مخلفات الطغاة والمستبدين وجاء الإرهاب ليكمل عليها حيث نشر الموت بين الأزقة والشوارع وزينت البيوت بلافتات الموت السوداء اليومي ؟أتمنى عليك وعلى منظمتكم الدولية بمنح كل العراقيين صفة شرف سفراء للسلام وللنوايا الحسنة وبدون مبالغة ورياء ..وللحديث بقية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات