من رحم الشوارع العربية البائسة
يخرج شعب مسربل بهزائم خانقة
الليل عندهم رتيب الخطوات
حتى الغراب يدخل في حداد كبير
ويرتدي أعلاما سوداء منكسة
شعب مل من الحروب الدونكشوطية
والصراعات الطائفية
وحفلات مصارعة الثيران
على مدرجات جامعة الدول العربية
شعب صار كرصاصة فارغة
مرمية في الشوارع الخلفية
في مواسم الزبالة السياسية
ومن فرط البلاغات العسكرية
والتهديدات النسفية
يدخل مرحلة الكوما المزمنة
ويندب حظه لكواكب المجموعة الشمسية
شعب يركض تحت شمس النهار
ثم يعتذر للظل عن حصاره لفيئه
ويسأله الظل عن السر الكامن
الذي جعل زعيمه المناضل
يحقق الانتصارات تلو الانتصارات
في جميع حروبه الوهمية
مع “اسرائيل” العاتية
منذ “الجاهلية” حتى عصر الكورونا الوبائية
كل الحلول بيد الزعيم
حين يضع وراء اذنه قلم الليزر
وقبل ان يجف الحبر البنفسجي
يتحول الشعب في حلقه
الى شوكة مستحيلة البلع
ما عاد يستطيع التواصل
الا وراء الميكروفونات البلاستيكية
وامام سخرية الملايين
يتهجى في كتاب “الامير”
يقرأ ويمحص ويرتعش ويتطير فزعا
كأنه تناول التخدير بالابر الصينية