مقدماً ليفهم القاريء الكريم إن شاألله اني لستُ طائفياً ‘ اقول أن الحزب الإسلامي العراقي أيضاً وبإمتياز بدليل لايمكن أن يقبل في صفوفه أي مواطن عراقي إذا لم يكن من طائفة سنية ‘ إذاً ‘ هنا أقصد أنه لايوجد بين الأحزاب الدينية الإسلامية ‘ فاتح بابه للأنتماء على أساس الإسلامي الحقيقي بغض النظر عن طريق المذهبي والطائيفي ويكون شعار الحزب هو النهج الإسلامي الشامل المبني على ثوابت الإسلام (القرأن والسنة النبوية) وليكون خارج العمل الحزبي (كيف يتصرف العضو في ممارسة الطقوس الدينية وعلى أي مذهب فهو حر مادام لا يتقاطع مع الثوابت الإسلامية ) ‘ إذاً ‘ ماأقصده هو أن من يحكم (بيد من حديد!!) في بغداد هم منتمين إلى أحزاب دينية ومن مذهب الشيعي ‘ وكل تصرفات هذه الأحزاب يدل أنهم طائفيين ومصرين على إلأمساك بكل مفاصل الدولة العراقية ويكون المسؤول الأول في كل مفصل من الطائفية الشيعية وشعار (ماننطيهالأحد) ليس شعار ساخر يستعملها مايسمى بالمعارضة ! بل من ثوابت كل ألأطراف الشيعية المنظمة أنهم متفقين على (ماننطيها – من الداخل ومن الخارج بإستثناء إيران !) حتى لو غرق كل العراق ببحر من الدم ! (كما كان صدام مستعد أن ماينطيها إلا بعد أن تم احتلال العراق !!) ‘ لذا ترى أنه كل ما يصل من إحتجاج الشعبي في العراق لحد يهدد تغيير في العراق لاي نوع من إنفتاح وطني بعيد عن الطائفيه ترى أن كل من (مجلس الإسلامي و مايسمي بالوطنيين _ بطل القتال الطائفي بدريلات صولاغ ومايسمى بالحزب الفضيلة ومايسمي بحزب الله وعصائب أهل الحق – أهل ماذا..؟؟) يشمرون كل الخلافات ويمسكون بظهر أعنف طائفي ظهر في العراق : الرفيق الاوحد المالكي !!!) و ماينطوها ومن الواضح يحصل هذا بعد أن يرسل (خامنئي) أحد يفرك أذان أي شيعي سياسي يعارض المالكي ويقول له : أجل معارضتك لمرحلة مابعد تصفية السنة !! من هنا من الضروري أن نلفت إنتباه العراقيين أن أحد أسباب تحرشات حزب الدعوة الطائفية بالكورد هو طائفيي أيضاً ‘ فالمالكي وحزبه يعتقدون أن هذا التحرش يدفع المتطرفين الكورد للسير بإتجاه إلأنفصال من العراق وهذا الإنفصال من صالح نهج حزب الدعوة الطائفية حيث أن الكورد أكثريتهم من السنة ويكرهون الطائفية و(التحالف الستراتيجي بين الكورد والشيعة كان ولايزال بدعة طالبانية لخدمة النهج الأمريكي مدعياً أن صدام كان فقط يضطهد الشيعة والكورد!!) كتوجه لزرع الكراهية ضد الطرف الأخر وهم السنة . معتقدين ان بانفصال الكورد عن العراق سيصبح اقلية السنه بالعراق حقيقه واقعيه وسيكون اضطهادهم واسكاتهم من قبل المتطرفين الشيعه عمليه سهله …. وهذا واقع في العراق ومن لايصدق ليطلع على هذا الموضوع المرفق المأخوذ من أشهر الصحف العراقية .
العدد(2694) – الاثنين 2013/01/07
عمود أحاديث شفوية – احمد المهنا
عنوان المادة: مأساة “عمر”
هناك نوع من العمى الانساني يصيب الساسة في بلداننا. خلاصته تركيز الساسة على صراعاتهم ومنافساتهم ومشكلاتهم مع نسيان هموم الناس نسيانا تاما. واذا حدث أن كبرت هموم الناس وتحولت الى مصائب ومآس فإن ذلك يسُّر الساسة ويسعدهم، لأن تلك المصائب والمآسي تصير على أيديهم مادة استثمار مفيدة.
وليس هذا أسوأ ما يحدث في بلد ساسته من هذا النوع. الأسوأ هو تسببهم بتعميم هذا العمى الانساني، هذا الفقدان للإحساس، على الشعب. وهذا يحدث اذا انقسم الشعب، وتمترست كل طائفة أو اثنية فيه خلف خندق أو جدار فاصل بين بعضها البعض. في مثل هذه الحالة لا يعود هناك انسان فرد، وانما مجرد جماعات بشرية. فأنت لا ترى في رجل اسمه “علي” انسانا بشخصية وتجارب وأخلاق وأهواء وتطلعات ومخاوف خاصة به وحده دون غيره. لا تراه في الحالة الطبيعية التي يختلف أو يتميز بموجبها كل انسان عن كل انسان. وانما تراه كشيعي، أو سني، أو كردي.
ان “علي” في هذه الحالة ليس شخصا، ولذلك فإنك لن تراه ولن تحس به. انه الطائفة أو القومية. تتعاطف معه أو تقسو عليه بناء على موقفك من هويته الطائفية أو القومية. والعقل الذي يرى الناس من هذا المنظور مصاب بالعمى الإنساني. انه عقل التعصب الطائفي أو القومي. العقل المؤمن بالهويات القاتلة.
اليكم هذه الواقعة:
عمر نجم عبودي رزوقي، مواليد 1980، مهنته سائق تاكسي. اعتقل خلال مداهمة ليلية لمنزل اسرته في 12/ 1 / 2011. التهمة 4 ارهاب. طلبوا منه الإعتراف بقتل خمسة أشخاص ووعدوه باطلاق سراحه اذا اعترف. هذا الترغيب لم يأت بنتيجة. أما الترهيب فقد حقق النتيحة المطلوبة. فتحت التعذيب اضطر الى الاعتراف بقتل خمسة أشخاص. ثلاثة منهم اصدقاء أحياء الى يومك لكنهم مهاجرون الى هولندا وسوريا وألمانيا. والإثنان الآخران هما خاله وابن خاله اللذان قتلا في حادث مريع خلال الحرب الطائفية عام 2007.
هذا الشاب، المصاب بالضغط، الذي كسر احد أضلاعه تحت التعذيب، مازال موقوفا في قاعة رقم 2 بسجن ابو غريب بانتظار صدور الحكم عليه. إن مأساته قد لا تنشر في منبر اعلامي شيعي لأنه سني. واذا صادف ان وجدت طريقها الى منبر اعلامي سني، فقد يكون الهدف “سياسيا” أو”طائفيا” لكن ليس انسانيا. وعمر في الحالين لا وجود له. عمر الفرد، الشخص، الانسان يختفي في موقع لأنه ابن طائفة أخرى، ويختفي أيضا حتى اذا ظهر في موقع سني، ذلك انه لن يظهر لشخصه، ولا للظلم الذي لحق به، وانما لتكسب “سياسة” نقطة في الصراع ضد “سياسة” أخرى.
ان مآسي عمر وأمثاله هي التي فجرت احتجاج الرمادي ثم المحافظات الأخرى. وهي مآس سببها المباشر استمرار أجهزة عدالتنا الجنائية في اعتماد نظام الإعتراف بدل نظام الأدلة والبراهين. ونظام الاعتراف مرفوض بل مجَرَّم بمنظور قوانين حقوق الانسان، لأنه يرتكز على التعذيب. وهذا النظام هو ما يجب أن يكون الموضوع ، فمن دونه ما كانت المظالم التي أطلقت الاحتجاج الحالي ممكنة.
لكن العمى الانساني، نتاج التعبئة الطائفية والاستثمار السياسي، من شأنه حرف الاحتجاج عن موضوعه، وبالتالي دفن مآسي عمر وأمثاله. تدفن بتحويلها من قضية انسانية الى قضية صراعات مذهبية وسياسية. وتدفن لأن “الهويات القاتلة” تعمي الناس عن رؤية الناس. وتدفن لأن الانسان الفرد مشطوب أصلا في معادلات العشيرة والطائفة والقومية.
http://almadapaper.net/ar/news/256613/مأساة-عمر