23 ديسمبر، 2024 12:01 م

كلّ “إعفاء” و”أنتم” المعنيّون به ,وبالقانون

كلّ “إعفاء” و”أنتم” المعنيّون به ,وبالقانون

” تهديدات سياسيّة بعرقلة قرار العفو العام إن شمل الارهابيّون”.. هكذا نشر الخبر اليوم عبر وكالات الأنباء المحلّيّة ,هنا نسأل هل يوجد داخل معتقلاتنا في العراق وداخل سجوننا غير الارهابيين؟ بالنسبة للكثير منّا لم يسمع يوما السلطات أو لجان التحقيق ألقت القبض على سارق أو مزوّر أو خاطف أو متلاعب بقوت الشعب أو تاجر عملة صعبة أو محتكر أو مقاول مشاريع وهميّة, وهنّ هذه كنّ المداخل الّلاتي عن طريقهنّ استشرى الفساد ونخر بدن العراق حدّ العظم ,وهنّ هذه “المصنّفات” عادةً ما يكنّ المكوّن الرئيسي لموجودات السجون من المتّهمون بها ,لكنّ سجوننا خالية منهم ,ولا يوجد سوى الارهابيّون ,ومن يقل بغير ذلك فإمّا شريك يحاول تغطية نفسه بالتصريحات أو لم يلقي نظرة على ما يعانيه العراقيّون ومؤسّسات الدولة من نخر وتخريب ونهب وفساد أوصلت البلد أسفل ذيل قائمة الفساد في العالم وفق تصنيفات منظّمات الشفّافيّة الدوليّة, لم يكن ذلك ليكون لولا خلوّ سجوننا من الفاسدين ,ولكثرتهم حتّى أنّ ليس مفاجأً رأينا اتّجاه جميع المؤشّرات نحو المشكّكون بقانون العفو هؤلاء كأوّل ينابيع تنمية وصنع الإرهاب فتراهم يسرحون ويمرحون دون عقاب والسجون خالية منهم, فمن وجهه مكشوف خائف على نفسه وهو ما يحاول جاهدًا العبادي وبكلّ قوّة وضع حدّ للإرهاب, لن يفلح إلّا باجتثاث هؤلاء أوّلًا, فالخراب دلالة كلّ انتفاخات البنية الاجتماعيّة وبؤر فساد ودلالة تجذّر الفاسدين وتحكّمهم بالقضاء ..طيلة فترة ما بعد 2003 ولغاية اليوم لا يسمع العراقيّون سوى بقانون 4 إرهاب وعن المعتقلات الّتي لا يسكنها سوى الارهابيّون ,وغير ذلك فلا يعلمون ..والعراقيّون بعشرات الآلاف من يتابعون ذويهم وأبنائهم وأقاربهم وجميعهم يملأ وجدانه طموح بالعفو منذ اثني عشر عامًا بل هنالك من الأقارب من له ابنًا في الرابعة عشر من عمره من بيئة اجتماعيّة أسريّة منتظمة متساوية التطلّع مع غيرها من مجتمعات متقدّمة حاضنة للعلم وطلب المعرفة, تمّ اعتقاله من 2006 ولغاية اليوم لا أثر له ,فكم من البحث عانت أمّه ومن عويل وحرقة في القلب ,وكم من عشرات الآلاف مثلها وربّما أكبر إيلامًا من محنتها وبلدنا بلد إسلامي “وعلى نهج الأئمّة والصالحون” نظيف معافا كما يُفترض ويتغنّى بأمجاده العرب والمسلمون! فما بالنا وقد سجّل حضورًا مستجدًّا في هذا العصر أيضًا ,كيف؟ ليس مهمًّا كيف, المهم أوجد له موضع قدم من جديد على نهج آل بيت النبوّة صلوات ربي وتسليمه عليهم وهي مدعاة فخر يتنفّس العراقيّون روح الوحي من جديد وبما الجميع اليوم يشكو عدم العثور على الفقراء ليزكّي من ماله الحلال فلا يجد والعدالة تأخذ مجراها على الشرع الإسلامي الصحيح وأيّ سارق ستقطع يده, وسيعزّر من يتجاوز المال العام..
ينادي المنادي في أسواق البلاد بطولها وبعرضها ألا من سائل نجيبه ألا من محتاج نعطيه ألا من مظلوم ننصفه ألا من أمّي نفتح له باب علم ألا من معلول نطبّبه ألا من يتيم نكفله ألا من مسنّ نأويه, حكومة جميع الضعفاء لديها أقوياء حتّى تأخذ الحقّ لهم ولديها جميع الجبابرة وحيتان السياسة والمال ضعفاء حتّى تأخذ الحقّ منهم وبديمقراطيّة ضاهت ديمقراطيّتي لندن وواشنطن.. ونظافة للمدن تفوّقت على نظافة نيويورك وبصناعات ضاهت التطوّر الصناعي الياباني والألماني ,وإلّا كيف يسمحون للعراق الحضور مع “السبع الكبار”؟ يوجد عندنا فقط ارهابيّون في المعتقلات ولن يسمح لهم الخروج خوفًا من إقلاق راحة أسعد شعوب الأرض.. نطالب بسحب قرار العفو؟.. هل تريدون تقولوا غير هذا يامن تبحثون عن أيّ مبرّر تزكّون أنفسكم من الإرهاب بمهاجمة الإرهاب وجيوبكم تنبعث منها روائح جيف ونتانة جميع أوساخ العالم ومزابله كافية لخلق بؤر إرهابيّة تكفي يعتاش عليها تجّار الدماء والموت عشرات السنين؟.. قانون 4 إرهاب يعني الفاسدين ولا يعني نتاجهم الّذي هو الإرهاب لا غيره! فالإرهاب الابن الشرعي للفساد, هذه حقيقة لا تحتاج لنقاش لذلك فالله دائمًا ما يجتثّ الفاسدون مع القرى “الّتي حقّ عليها العذاب” لئلّا يخرج الإرهاب من قمقم الفساد واجتثّ معهم الفاسد الّذي ادّعى بنوّته لنوح علّ من يستقرّ ممّن نجا من تهمة الإرهاب على أرض جديدة لا فساد فيها.. فالفساد هو من يستدعي ظهور نبيّ سرعان ما يتّهمه الفاسدون بالإرهاب!..