يقال أن الاعتذار عن الخطأ فضيلة, وهو بادرة لتصحيح الخطأ أو عدم تكراره, والاعتذار قد يقبل ان كان يتعلق بفرد أو قبيلة أو شريحة ما من مجتمع , وقد لا يقبل لأسباب الموضع ومصيبة الحدث, والشرائع السماوية فيها تفصيلات كثيرة ومختلفة عن العفو وخاتمة هذه الشرائع السماوية ديننا الحنيف الذي يحثنا على قبول الاعتذار حيث أوصانا الله في كتابه المحكم(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ
بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يَا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) وقوله – عز وجل – (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) الآية، لأنه جعل الأخوُّة بين المؤمنين، فقال – عز وجل – (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الآية. وقطع ذلك بين المؤمنين والكافرين. ولهذا بماذا يفيدنا اعتذارك في هذا الوقت يا أيتها الكافرة الملعونة أنت ورئيسك الملعون ومن ساندكم في الذي حدث ويحدث لبلدي
الذي مزقتموه قتلا وتدميرا وتخريبا, على اي المحامل أحمل هذا الاعتذار, وكيف أطوف به على ملايين الشهداء الذين سقطوا, وعلى اية مقبرة أدور في أرض العراق, وعلى اي المدن المدمرة بالبراميل المتفجرة أو الدبابات أو المفخخات والمليشيات أنادي باعتذارك, وهل اعتذارك يخفف من معاناة ملايين الارامل واليتامى, وملايين المعوقين والمهجرين , وهل يكسب من اعتذارك الاف الاطفال المتسولين في الشوارع, وهل اعتذارك الان يوقف نوح العراقيات على فقد الولد والاخ والحبيب والزوج ,وكيف السبيل الى اعتذارك وانا أرى العراقي الاشم الابي يستجدي لقمة العيش, والقائمة تطول لأنك تعين ما فعلت وما عملت , وقد يقال صحوة ضمير أو تأنيب لنفس أمارة بالسوء, ما عاد ينفع اعتذارك واعتذار كل السفلة الاعلى منك ودونك ترتيبا, فقد أوشك المركب على الغرق والموعد الله.