في المرحلة المتوسطة من دراستنا اضفنا الى هواية القراءة و الولع بها هواية اخرى و هي ممارسة كرة القدم التي عشقنا لها عشق قيس لليلى فكان علينا تقسيم الوقت بعقلانية سبقت اعمارنا. و صدق علماء الاجتماع يوم قسموا العمر الى قسمين: العمر العقلي و العمر الزمني، اذ سبق العمر العقلي لدينا العمر الزمني ، فاصبحنا نتنافس منافسة شديدة في كل شئ، في مطالعة الكتب الخارجية و الحصول على الدرجات العالية و في الرياضة و بالذات كرة القدم، اذ ذكرتني هذه اللعبة بما حدث لي في كلية التربية في حزيران 2015 و بعد ان اوشك العام الدراسي على الانتهاء و اسدل ستائره ، و ما حاكته لي (قيادة الكلية و قسمي) من مكائد و هي مكائد لا يقوم بها الا من كان عمره العقلي(صفر) و من كان لا يخشى الله و ظلمة القبر. ففي كرة القدم كنا نجتمع قبل يوم لتوزيع الادوار و نعين من سيلعب غدا و مركزه و من سيجلس على مقاعد الاحتياط و حتى خطط هذه اللعبة كنا ندرسها قبل يوم لنطبقها اثناء المباراة كي نحصل على نتائج مشرفة. في شهر حزيران 2015يا حزيران انت اكبرُ منا
وانتَ ابٌ ما له ابناءُلو ملكنا قليلا من حياءٍ لانتخينا ولكننا جبناءُكُنت التدريسي الوحيد من قسم اللغة الانكليزية الذي يُراقبُ في قسم الجغرافية!! و عندما استفسرت من السيد معاون العميد الاداري المحترم اجابني انها توجيهات السيد العميد ، فاجبته انها (قسمة ضيزى) و فوضت امري الى الله و راقبتُ في قسم الجغرافية (و الذي اضمر كل الحب و الاحترام لاساتذته و رئيسة القسم المحترمة) من منطلق مكرهٌ اخاك لا بطل و بالرغم من معرفة السيد العميد و معاونه الاداري و رئيسة قسم اللغة الانكليزية ان حالتي الصحية لا تسمح لي بالمراقبة في قسم آخر!!
و لم اكن اعلم بما يُدبَر لي في الخفاء و كإننا في سوق و ليس في جامعة، إذ اخبرني احد الموظفين و الحزن بادٍ على وجهه بأنه تم نقلي الى قسم العلوم التربوية و النفسية!! و من دون علمي و بكتاب تعسفي ذو نبرة دكتاتورية يبدو لي ان من صاغهُ قد جُبِلَ عليها. فكيف يكون الاستخدام التعسفي للسلطة؟! و كيف تكون الدكتاتورية؟! فأين مجلس الكلية و أين اللجنة العلمية في قسمي و ما هو دورها؟
هي نسيَ السيد العميد المحترم و هو من ينسب نفسه الى الرسول الاعظم(ص)!!! الآية الكريمة (و شاورهم في الامر) . هل ارسل العميد في طلبي و شاورني؟و انا اقدم منه في هذه الكلية . و كيف يتم نقل استاذ خدم التعليم سبعة و ثلاثون عاما؟ و إن نصف اساتذة قسم اللغة الانكليزية في الكلية هم من طلابه و لا يخلو قسم للغة الانكليزية في العراق الا و تجد فيه بعضا من تلامذته. و ينطبق الحال على قسم اللغة العربية الذي درّست فيه طلبة الماجستير و الدكتوراه لسنوات طوال و بعضهم الان استاذة في نفس القسم. كيف يُنقَل من درّس في الدراسات العُليا سبعة عشر عاماً؟!! أما كان الاجدر بالسيد العميد المحترم مواجهته و اخذ رايه علما بأن معرفته به منذ عام 1991؟!! و يبدو لي ان الاساتذة الكبار و الذين لا يساومون و لا يخضعون لزيد و عمر يجب ابعادهم عن المرحلة الرابعة لان بنت السيد العميد ستكون في المرحلة الرابعة للعام القادم و بذك نُقل بعض اساتذة المرحلة الرابعة نقلا تعسفياً و ظالماُ!!
وانا ادون هذه السطور تذكرت ايام الخدمة العسكرية الالزامية و بالرغم من شدة و قسوة الظروف كنا نُبلّغ قبل النقل بايام حتى نستعد لذلك و كان المسؤولون عن وحداتنا يودعوننا متمنين لنا السلامة؟ و حتى طيار الطائرة أف16 على سبيل المثال لا يُنقل لاى سرب آخر ليقود طائرة (سوخوي) او(ميك) الا بعد ادخاله دورة تحويلية تؤهله لذلك!! أتساءل و يتساءل الكثيرون الذين نُقلوا من قسمي و الاقسام الاخرى داخل الكلية و خارجها هل تم نقلهم على اسس علمية و وفق سياقات الجامعة و حسب العمر و الدرجة العلمية و الخدمة أم على مسح الاكتاف و التلون و الولائم؟!! اتساءل مرة اخرى كم من الاساتذة طلبوا النقل الى كليات اخرى و لماذا طلبوا النقل؟ و لماذا لم تُنفذ طلباتهم؟ ألم يقل الباري عز و جل (لا اكراه في الدين) و كيف يُبدع من يعمل مُكرها في مكان لا يهواه؟ و السيد العميد المحترم اختصاصه علم النفس (رياض الاطفال) يجب ان يكون مُلما بهذه الامور!!
يتساءل الكثيرون الذين نُقلوا أيَّ ذنب اقترفوه؟ و يسأل المتتبع لامور هذه الكلية ما سبب تقديم الاساتذة على التقاعد حيث كَثُر عددهم ؟ كيف يحدث هذا في اكاديمية علمية تابعة الى وزارة التعليم العالي و البحث العلمي؟ كان من المفترض ان تسود علاقات المودة و الاخوة و التعاون و نكران الذات بين الادارة و الاساتذة و كان على العميد و ادارته ان ينسوا كلمة (انا) و يضعوا بدلا عنها كلمة (نحن) و ان لا يفضلوا الخاص على العام و العلاقات الاجتماعية و و و …… أتساءل ما ذنب طلبتي الذين اشرف عليهم و هم يكتبون اطاريحهم اذ بقوا بدون مشرف يوجههم و يرعاهم لفترة تجاوزت (الشهرين) إلى ان تبرعت بالاشراف عليهم استاذتان فاضلتان من كلية اللغات !! جزاهما الله خير الجزاء ، فهل وجهت الادارة كتابي شكر و تقدير لهما؟! ألم يكن هذا التصرف خطأ قاتلا ؟ لم ترتقِ لدارة الكلية الى عقولنا و نحن طلاب (المتوسطة) و لم ترتقِ الى سلم المدرسة العسكرية لانها ضمرت اشياء و دبرت مكائد لي و وقفت تراقب (اعتداء تدريسي عليَّ في تشرين الاول 2015) في قسم اللغة العربية (فما هي عقوبته) ثم اعتداء (طالب)(ماجستير) أدب انكليزي من مواليد 1968!!!! عليَّ و على استاذ آخر في مايس 2015 فما هي عقوبته؟!
ثم نجاح طالب ماجستير لغة عربية في قسم اللغة العربية بعد فشله بدرسي عام 2015 دون علمي و دون ان اعلم بموعد امتحانه و دون ان اضع له سؤالا واحدا ؟!!! فما عقوبة من قام بذلك؟ وهنا اعارض جواهري العرب في هذا البيت يوم قال:و إذ تطغى على الحران جمرتهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطوى عليه فمُيبدو لي ان الجواهري رحمه الله كان قد نسيَّ قول المصطفى (ص) (الساكت عن الحق شيطان اخرس) و هنا اؤيد قول الجواهري :لم يبقَ عندي ما يبتزه الالمُ فبي من الموجعاتِ الهمُّ و الهرمُ
يتساءل الكثيرون كيف كرمت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي السيد العميد المحترم بعد ان عاقبته بكتاب لفت نظر في 7-4-2013 و برقم ق/ع/أ/8745 و نصبته عميدا لكلية التربية ؟!!! و سؤالي الاخير ما علاقة قسم العلوم التربوية و النفسية و جُل اساتذته من الاكفاء و المخلصين بالهند التي نُفي اليها بعض قادة ثورة العشرين الابطال و احرار العراق، فما بال السيد العميد (ينفي) اليه كل من لا يهواه علما بان القسم لغاية حزيران 2015 يضم (7) شعب للمراحل الاربعة و فيه (64) استاذا !! ما هكذا تورد الإبل أخي العميد المُبجل . إنها دعوة لوزارة التعليم العالي الموقرة باختيار الاتقى و الانقى و الاعلم و من يخاف الله اولا و من يضع الله و الوطن نُصب عينيه . كتبتُ هذه السطور كي لا يُظلم غيري من الاساتذة الكرام و كي لا يُسار بالكلية و القسم الى المجهول.
