23 ديسمبر، 2024 1:45 م

كلوا وأشربوا .. نيابة عنا

كلوا وأشربوا .. نيابة عنا

ترى هل استبرأ اعضاء مجلس النواب ذمتهم من الشعب ؟ ، وهل حاول احدهم ان يعمل مقارنة بين ما تقاضاه من رواتب ومكاسب وأمتيازات وعمولات وسفريات وأرصدة وبين ما قدمه لابناء محافظته الذين عولوا عليه وقاموا بأنتخابه ليصبح ممثلهم والناطق المخول بلسانهم والمدافع عن حقوقهم والجالب لهم منفعة والدافع عنهم مضرة ..هل دار بخلد أحدهم صراخ طفل جائع ودعاء ثكلى او أرملة .. او معاناة أسرة تسكن في بيت من الصفيح او أفضل منه بيتاً من الطين ..او صرخة مكبوتة لمعتقل يقبع في السجون ولا يدري باي جريرة اقتيد من منتصف الليل .. وغيرها وغير ذلك كثير ..وهل أستعاد شريط ايام الانتخابات وكيف كان يتنقل هنا وهناك وينثر الوعود ويغدق العطايا وبين ما اصبح عليه وهو يتسائل كل صباح ومساء مع نفسه ومع حاشيته كم أصبح لدينا ؟ وهل من مزيد ؟ .. وكأن عملية الانتخابات هي ضربة الحظ التي قد تصيب البعض وتخطئ البعض الآخر ، فان أصابت انفتحت ابواب ( النعيم ) عليه ،، ولكن في حساب الشريعة والمنطق والحساب فأنه قد فتح عليه ابواب الجحيم ان هو لم يوف الامانة حقها ويؤدي دوره ” النيابي ” حقه .. فالنيابة في اللغة هي ان يحل شخص محل شخص بتفويض منه ويتوكل بأدارة جميع شأنه ، فأن نحن فوضنا (نوابنا) بالحلول محلنا في موقع القرار وتحديد السياسة العامة للبلد وتخصيص الميزانية المسخرة لخدمتنا ، فما عليهم الا ان يقوموا بما اوكل اليهم وينالوا على جهدهم هذا أجوراً تتناسب مع مقدار العناء الذين سيبذلونه في مهمتهم الوطنية هذه . لكن واقع الحال لا علاقة له بكل مايُكتب ويقال … فالسياسيون وأشباههم يقومون باغراءنا كي ننتخبهم ، ويفرشوا لنا الرمل ويصوروا لنا المرحلة القادمة كحلم جميل وسوف تراه حقيقة عندما تدلي بصوتك لهم،ويخدعوننا بقولهم ” هذه هذه الديمقراطية التي كنتم تنشدون .. ” . والشعب لايرى من الديمقراطية سوى بذهابه الى التصويت ليقال له ” عَظم الله أجركم وشكر سَعيكم ” ويقتنع البائسون ان قادم الايام سيجلب له راحة الدنيا وسيتخيل ان النواب سيقولون له ” دع القيادة لنا …وأستمتع بالرحلة ”  اي أجلس انت قرير العين وطيب النفس ونحن نتولى عنك أدارة البلد بالشكل والصورة التي تحقق الرفاهية لجميع ابناء الشعب ونرتقي بالبلد الى مراتب متقدمة من الرقي والازدهار ونحن نتولى عنك القسمة العادلة لموارد البلد بحيث تتحقق العدالة الاجتماعية وتذوب وتنصهر الفوارق الطبقية وكلٌ ينعم من خيرات هذا الوطن لأنه وبكل بساطة ” مواطن ” .. ولكن ماذا حصل .؟ وماذا جنى ” المواطن ” .. وما هو دور ” النائب ” الذي اوكلناه رعاية شؤوننا .. الذي حصل .. ان النواب : تنعموا نيابة عنا .. وعاشوا الرفاهية المترفة ” نيابة عنا ” وتقاسموا المبالغ والمكاسب ” نيابة عنا ” وتنعموا بالكهرباء والاموال والقصور نيابة عنا وجالوا في ارجاء المعمورة وشاهدوا ومتعوا ناظريهم واستمتعوا بمشاهد لانراها سوى على شاشات التلفاز نيابة عنا .. ولكن قصروا في مسالة واحدة انهم بعدما رجعوا من ( سياحتهم ) لم يحكوا لنا !!! ونحن انتخبانهم وهم نوابنا ,, فكان اولى بهم من لحظة رجوعهم ان يقصوا علينا ما شاهدوه من نظام او عمران او تطور او جمالية تفتقر اليها جميع مدننا .. أما غير ذلك ..فكل شيء كان يحلم به المواطن البسيط .. لم يذهب سدى ولم يضِع فقد ( عاشه وتنعم به وحصل عليه نوابنا نيابة عنا ) ، فما بقي لنا من شيء ..وهذا ما جنته ايدينا علينا .. فالى متى تنتهي هذه ” المهزلة المقرفة ” .. وهم يعلمون ان الشعب لم ولن يستحلل لهم ذممهم .. والعجب العجاب .. ان يتكرر هذا السيناريو الممل .. مرشحون فاسدون ودعايات انتخابية كاذبة ومواطن مكسور الخاطر واسلاك شائكة ..وصوت انفجارات ( لها دوافع سياسية وانتخابية ) .. وأغتيالات وشتائم بين المرشحين ..ووثائق وصور تظهر للعلن في اوقات محسوبة بدقة . وغير ذلك مما ينذر بشؤم قادم الايام .