22 ديسمبر، 2024 10:04 م

كل شئ ألا كركوك , مرة قالها صدام حسين في تجمع للصحفيين والاعلاميين العراقيين في أحدى قاعات مجلس النواب اليوم .. وكان يبدو عصبي المزاج , يتطاير الشر من عينيه .. ثم قال ( لا يستطيع أي حاكم عراقي أن يمنح كركوك الى الاكراد , وسندافع عن جميع مكوناتها ) .. ما أشبه اليوم بالبارحة .. ستة وعشرين عاما مضت , وكأن التأريخ يعيد صفحاته الواحدة تلو الاخرى .. كركوك بالنسبة للعراق كأنها فيروز الصباح , وبالنسبة للاكراد , حلم الدولة .. ولا يستطيع المسؤول العراقي أن يهبها للاكراد , ولا الاكراد يقبلون بخسارتها .. إذن , لتكون كركوك مدينة عراقية يسكنها الجميع ..
صدام حسين , أرتكب معصية وأثما كبيرا , حينما أسكن العرب وهجر الكرد من كركوك .. في حين أنتهج نوري المالكي أقبح المعاصي وأقذرها , حينما غلس وتجاهل تطبيق المادة 140 , ووضع الحلول الناجعة لقضية المناطق الكبيرة المتنازع عليها , التي كانت السلم الذي تسلق عليه في الولاية الثانية , حتى أنه تنازل عن كركوك للاكراد , وإستفتاء اليوم , كان على المالكي تطبيقه بعد عام 2007 ..
المشكلة , أن الادارة الكردية في شمال العراق , قد سنحت لها الفرصة المثالية , لان تؤسس دولتها الكردية , بعد سقوط النظام السابق , وكانت كل الاجواء سانحة أمام الاكراد , على إعتبار أنهم كانوا غير خاضعين للدولة العراقية , ولهم دستور ومؤسسات رصينة , ألا أن طمع وجشع جلال ومسعود بالمناصب والمغانم , وإستغلال ثروات العراق لصالحهم , هي من حالت دون تحقيق حلم الدولة الكردية المستقلة .. والغريب , أن صدام حسين كان ينفذ كل رغبات مسعود البرزاني للاطاحة بجلال الطلباني , وكان اليد الضاربة حينما أجتاح الطلباني أربيل , وخسر مسعود ثلاثة من أخوانه وأكثر من ثمانية ألاف رجل من عشيرته في حرب ضروس مع جلال , ألا أن كاكا مسعود أنقلب وغدر بصدام حسين حينما غزت جيوش الاحتلال الامريكي العراق ..
ومن أجل ذلك , أن الخنجر الذي أدخل في خاصرة صدام , هو نفس الخنجر الذي غدر به المالكي , كاكا مسعود .. لان في السياسة مصالح وأموال , ولا مكان للضمير أو الصداقة .. فلذلك أساء نوري المالكي تقدير معالجة المادة 140 والمختلف عليها , معتقدا أن التأريخ سينسي الاكراد بعض حقوقهم .. وهاي كلها منك حجي أبو إسراء !!!!!!!!!