19 ديسمبر، 2024 12:20 ص

كلنا نقول …. الله كريم

كلنا نقول …. الله كريم

أتعبت أصدقائي … وأنا الذي اسكن في احد المناطق الشعبية المكتظة والتي تئن من حجم التضحيات وضعف الخدمات وخاصة خدمات التعليم  وأنا اردد لابد أن يكون شعبنا متحد ..لماذا نحن منقسمين ..كل منا يغني على مقام مختلف ..لماذا شعوب العالم متحدة في السراء والضراء … أليس من الغريب أن نبقى وكأننا  عدة شعوب متناحرة …ومختلفة في ثقافاتها ومزاجها العام …لماذا ..لماذا .. كان أصدقائي لا يبالون بما أقول .. وكأنهم لا يعرفون لغتي .. فتراهم أما صامتون أو متندرين ..متفكهين علنا أو سرا ….. لا اعرف ربما أنا أتحدث خارج سياق المنطق … أو أنني أسير عكس تيار بات لا يبالي أو غير مقتنع بفكرة وحدة الشعب إزاء ألمصايب والبلاوي التي تمر بالبلد …
اضطررت أن أغير نغمة الحديث ( سيمفونية ) … وقمت أتسأل بهدوء
هل رأيتم …. في الدنيا  كلها حين يمر الوطن بكارثة ما أو محنة طارئة  ….. أو هزة إنسانية كبرى ..أو مشاكل خطيرة تؤثر على أمنه ومستقبله وتهدد وجوده .. ولا نفكر مجرد تفكير أولي وبسيط بضرورة اتحادنا جميعا… إزاء هذا الخطر …
أذن علينا أن نتوحد من اجلنا .. ومن اجل مستقبل أبنائنا … ليس أكثر ؟؟؟ … .. يبدو إن احدهم نفذ صبره … أو انه أصبح ضجرا بما فيه الكفاية …ليرد علي …
لا بأس سنتحد …. سنعمل بما تريده ..لكننا نريد أن نطرح القضايا بهدوء وتروي .. وللناقش حلة ما ونتبعها بحالة أخرى..
.. طيب تفضل ..أنا  أسمعك ..
حينها بدأ يسرد حديثة بلغة الواثق …قائلا ….. يا صديقي 
أن هروب عدد كبير من السجناء وبهم من القتلة القساة المتمرسين والأشداء .. أمر يصيب الجميع بالخطر … مثل هذا الأمر يفترض بأن ندعو إلى الوحدة … والوقوف مع بعضنا جنبا إلى جنب  … لكن أليس لنا الحق ..أن نتسأل مجرد تسأول …لماذا هرب السجناء … ولماذا لم تكن تلك العصابات اللانسانية …تحت حراسة شديدة ومكثفة …مع علم الجهات المسؤوله بان هناك محاولات لمهاجمة السجون وتهريب المجرمين … وهل لنا أن نتسأل ..عن مقدار المبالغ المالية التي صرفت على بناء السجون وتأثيثها ..وعلى مصرف السجناء وعلى القوات الأمنية .. ولماذا هناك حواسيب ..وانترنيت وتلفونات ذكية  وربما أسلحة ..لماذا كل هذا يحصل …أي درجة من الإحباط تصيبنا ..كيف لنا نلملم عواطفنا الوطنية…… قلت ….لك الحق بكل تسأولاتك وهذا الأمر يعمل به الجميع ..
.. قلت لكن مثل هذا الأمر ممكن أن نرجئه ألان  بعد انتهاء زوال الأزمة أو انتهاء البلوى…. ..قال على عيني ….. لنأخذ حالة ثانية ..
…. تفضل ………
هناك بلوى مستديمة وعاهة كبيرة ..ولا أمل بزوالها …وهي نهب المال العام …كيف ادع إلى ما تطلبه مني  وأنا أرى القادة السياسيين والحكوميين ….. وكأنهم ينهبون في بيت محترق … كيف لي أن أرى رجلا كان لا يمتلك سنتا أو ريال أو ليرة أو تومانا أو دينار عراقي واحد …. والآن يمتلك المليارات والعقارات والمزارع والشركات ..داخل البلد وخارجه …
كيف لي أن أرى الرواتب الهائلة والمرعبة ومقدار رواتب التقاعد التي يسيل لها لعاب الفقراء ….لسياسيين  لا يمضون سوى بضعة أشهر أو بضع سنوات ….. ثم استطرد قائلا ..أن الموضوع كبير وشائك .. وربما سنبحث مستقبلا ..أكثر المواضيع خطورة وحساسية على مجتمعنا ..وهو موضوع الطائفية السياسية وكيف تم توظيفها ..من قبل أصحاب المليارات…حين يصلح هؤلاء السياسيين .. أو ( الإباء المؤسسين ) لدولة الديمقراطية والتعدد ..حينها سنتوحد ونستمتع بديمقراطية رضية …ليست كما نراها أصابها الهزال وبدأت ترتجف من كل شيء …
…. حينها لم احد جوابا سوى …الله كريم