23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

لا اعرف لماذا يذكرني الحديث عن قرار محافظة ذي قار بمنع عبور الوافدين الغرباء اليها بما فيهم ابناء المحافظات المجاورة الا بكفيل من سكان ذي قار نفسها بفيلم الحدود للفنان السوري دريد لحام والذي تدور أحداثه حول عبد الودود الرجل المسكين الذي تعقد من اجله عبوره الحدود المؤتمرات بحضور ممثلي دول غربستان وجنوبستان وشمالستان وبحضور مندوب عمومستان وتنطلق الاحتفالات والمهرجانات الشعبية من اجل قضيته وبقاءه بين حدود هذه الدول لانه اضاع جواز سفره ويصبح حديث الصحافة والتلفزيون والشارع وحينما يأتي دور عبور الحدود يعبر الجميع الا عبد الودود  … تلك هي بساطة مؤلف الفيلم محمد الماغوط في تعبيره عن حال التقييدات على الحدود العربية وواقعها المؤلم باسلوب كوميدي ساخر.

فهل انتقلت تلك التقييدات الينا والى داخل بلدنا ، وهل نحن مقبلون على مباديء المعاملة بالمثل بين المحافظات مع اعلان مجلس محافظة المثنى امتناعه عن معاملة قرار محافظة ذي قار بالمثل وهو يشكو إجراءاتها التشددية ضد مواطنيه على الحدود المشتركة بينهما في مؤتمر صحفي ، هل انقطعت وسائل الاتصال الدبلوماسية !!! بين المثنى وذي قار ليتجه المتضرر الى الاعلام ، وأين الحكومة الاتحادية والمحكمة الاتحادية من تنظيم القضايا بين المحافظات غير المنتظمة باقليم. هل عجز وسكت الجميع هل وصلنا الى هذا الحد هل سنصل الى اكثر من ذلك !!؟؟

قبل اعوام كان الحديث عن الانتماء الطائفي والمحاصصة حديث غير وطني يدخل قائله دائرة الاتهام والدعوة الى الفرقة بين الأخوة ، واليوم نتفاخر بالانتماء المناطقي ونعتز به وندعو إخواننا في الوطن بالغرباء.

ما هكذا الحكم أيها السادة فتعريف الغريب في هذه الحالة هو من غير مواطني الدولة ويكفي على المواطن تقديم إثباتاته الرسمية وما اكثرها عندنا ليمر حيث يشاء في اراضي بلده من اقصاها الى اقصاها .. اخشى ان يكون وضع اقليم كردستان الخاص في دخول غير مواطنيه اليه اصبح عاما في عقول بعض الساسة من اعضاء مجالس المحافظات ، مثلما أخشى على وطن يتشتت ونصبح فيه جميعا … عبد الودود.