22 مايو، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

كلمتين فقط تحطم طموح طلبة الدراسات العليا

Facebook
Twitter
LinkedIn

في كل عام وفي مثل هذه الايام وهي فترة التقديم الى الدراسات العليا في الجامعات العراقية ، تبدأ الاجتهادات والتفسيرات الشخصية لقوانين التقديم الى الدراسات والتي بسببها يخسر الالاف الطلبة فرصتهم في القبول بسبب هذا سوء التفسيرللتعليمات الذي لا يخلو من استهتار اصحاب المناصب المسؤولين على هذا الحدث المهم ، وفي هذا العام ظهرت لنا مشكلة جديدة تضاف الى الاشكالات التي اعتاد عليها طلبة الدراسات العليا في كل عام وهي مصطلحي ( الاصيلة والساندة) ، اطلق هذين المصطلحين على التخصصات العلمية في كل جامعة او كلية ولا افهم كيف يمكن لاختصاص علمي في كلية ما ان يكون ساند، واللطيف في الموضوع ان الوزارة تركت خيار تحديد اصالة القسم او اسناده الى الكلية نفسها ، فترى نفس القسم في كلية ما اصيل وفي كلية اخرى ساند ويمكن التاكد من هذا ببساطة شديدة ، مما جعل مستقبل المئات او الالاف من الطلبة في مهب الريح بسبب هذا التفسير الخاطئ، فكما نعرف طالب الدراسات عليه ان يخوض عدة معارك قبل التقديم واخص بالذكر المتقدمين من التدريسيين في الجامعات العراقية، فالاستاذ عليه ان يخوض معركة طاحنة مع كليته لكي يترشح الى الدراسات العليا وهذا اكيد بسبب التقليص في النسب التي تفرضها الوزارة في كل سنة، واذا لم يكن للاستاذ علاقة طيبة بالعميد او مساعد العميد او (بعراب الكلية) الذي يختلف منصبه من جامعة الى اخرى، فاقرأ عليه السلام واني على معرفة بالعديد من التدريسيين الذين مازالو بانتظار فرصتهم في الترشح للدراسة من قبل كلياتهم، والمشكلة الاخرى هو صدور التعاميم الخاصة بتعليمات الدراسات العليا قبل بدء التقديم بايام ويتم ارسالها الى عمادة الجامعات وكانها منشور سري ويكونون حريصين على عدم وصوله الى الطلبة الرغبين بالتقديم للدراسات كي يفاجأوا بعد ذلك وتحديدا عند عدم قبولهم بتعليمات تظهر بشكل مفاجأ وبتواريخ قديمة، طبعا هذه التعليمات لا يعلمها الا الراسخون في العلم من جهابذة الكليات والجامعات كما ذكرنا انفا، ومن الامثلة الحية على هذا الموضوع حالات اطلعت عليها بشكل مباشر عند تواجدي بالصدفة في رئاسة جامعة بغداد حيث استمعت الى شكوى احد الاساتذة في كلية التمريض / جامعة بغداد والتي كما يبدو من حديث الاستاذ المذكور ان هذه الكلية وحدها تحتاج سلسلة من المقالات لما يحدث فيها من عجائب وغرائب وفوضى بالادارة، هذا الاستاذ الذي اصر على عدم ذكر اسمه (لخوفه من ان ينقل) ينتظر فرصته للتقديم الى الدراسات العليا منذ اربع سنوات، وفي كل مرة تعده العمادة بان ترشح اسمه الى الدراسات وعندما تحين ساعة الصفر يفاجأ بعدم ورود اسمه في كتاب الترشيح معللين ذلك بان الوزارة قد حددت نسبة معينة لكل كلية يتم على اساسها ترشيح الاستاذ ويقولون له بنص العبارة (تعرف طبعا اختصاصاتنا اولى لان انت اختصاصك غير مهم وفعال في الكلية ) علما ان تخصصه علمي وفي صميم اختصاصات الكلية طبعا هذا العذر يقال لكل التدريسيين الذين تخصصهم ليس من تخصصات التمريض، وفي هذا العام وقع هذا الاستاذ المسكين في فخ من الطراز الاول، فقد ارسلت في طلبه العمادة، وقالوا له مبروك تم ترشيحك هذا العام الى الدراسات العليا وقد فرح المسكين فرحا غامرا فقد بدا له ان الحلم سيتحقق، وفعلا تم رفع اسماؤهم بكتاب من الكلية الى الجامعة واخبروهم بان يقدموا عن طريق الموقع (اجازة اونلاين) لغرض الحصول على الاجازة الدراسية، وبعدها طلبت منهم الدكتورة ربيعة مساعد العميد كلمات المرور الخاصة بحساب كل واحد من المتقدمين بحجة تدقيق البيانات المدخلة لتقوم بتغيير احد الاختيارات وما عرف بعدها بين الاساتذة بالاختيار المشؤوم (اصيلساند) لتقوم بتغيير كافة الذين اختاروا تخصص اصيل الى تخصص ساند لتأتي بعدها الضربة الفنية

القاضية من الوزارة برفض قبولهم على اعتبار ان هذا العام التقديم للتخصصات الاصيلة فقط حسب تعليمات الوزارة الموقرة، و بالمناسبة عند دخولكم الى موقع كلية التمريض على الانترنيت تجدهم يعدون القسم الذي فيه صديقنا من اهم الاقسام التي ترفد الكلية بالخبرات العلمية في المرحلتين الاولى والثانية فهل قسم بهذه الاهمية يعتبر ساند، وهل يوجد في اي كلية قسم ساند فاذا كان هذا حقيقة فلماذا لا يتم الاستغناء عن هذا القسم او ذاك وتوفير اموال للدولة خصوصا ونحن في سنة عجاف.

وعند مراجعة الاساتذة لجامعة بغداد للاستفسارعن هذا الخطأ كان في استقبالهم مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية الدكتور اسامة عبد اللطيف بكل همجية واستهزاء لا تتناسب ومنصبه ولا تليق باستاذ افنى عمره ي ايصال رسالته العلمية وكانه يتصدق عليهم بالجواب او بالاستفسارات، المهم علم صديقنا التعيس الحظ بان هناك كتاب وصل من الجامعة الى الكليات قبل فتح باب التقديم عن طريق الموقع الالكتروني يخبر الكليات بان الاختصاصات الاصيلة هي كل ما يتعلق بمناهج التدريس العلمية الخاصة بهذه الكلية او تلك وان ما حصل هو اجتهاد شخصي من الدكتورة ربيعة بهدف عدم قبولهم في الدراسات، بدليل ان تدريسيين في نفس القسم ولكن في كلية اخرى تم قبولهم على اساس ان تخصصهم اصيل وليس ساند، من يتحمل نتيجة هذه المؤامرات التي يتعرض لها التدريسيين باشكال شتى، لقد رافقت صديقي هذا اثناء رحلته في تقديم شكوى على حالته المذكورة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لاجد فوضى واكبر واعظم تجتاح الوزارة في مختلف اقسامها والكل يجد نفس الاجابة وعلى اي معاملة ( والله عيني التعليمات كل شوية شكل وماحد يعرف شديصير الوزارة صايرة هوسه) وعند تقديمه طلب الى الوزير او بالاحرى (ثلاث طلبات) لم يجد اي رد او نتيجة سوى كلمة يسمعها كلما ذهب الى استعلامات مكتب الوزير (انت من كل عقلك يقرة شكاوي لو يقابلك)، اعرف ان اطلت عليكم ولكن الحقيقة يجب ان تكشف وصوت هؤلاء الاستاذة يجب ان يصل الى اصحاب المقام العالي، التقيت بالعديد من الاساتذة في كلية التمريض وفي وزارة التعليم العالي وعندما اسألهم بانهم لماذا لا يتقدموا بشكوى مباشرة الى السيد الوزير او السيد رئيس ويتم فيها تسمية الاسماء الحقيقة حتى ياخذوا حقهم، يجيبون (يمعود خلي نستر على روحنا هسه يطلعونا فائضين لو ينقلونا، هاي هي نبلعها ونسكت واحسن شي نهج من هذا البلد ونروح لبلد يحترمنا)، التعليم العالي هذه الوزارة العتيدة تتعرض الى تخريب داخلي والكل غافل عنها او يتغافل، ومنشغلين فقط بالتطبيل والتهليل لمنجزات وهمية يعتقدون انها تخدم المسيرة العلمية ولكنها منجزات اكثر من بسيطة، اتمنى ان يصل صوت هذه الثروة الوطنية من اساتذتنا الى السيد رئيس الوزراء او الى من يسمعهم قبل ان نفقدهم بحملة هجرة كفاءات نحن في امس الحاجة لها.

انقذوا التعليم العالي..

ولكم مني الف تحية

مواطن يحب العراق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب