23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

كلمة مع المعتصمين حتى لاتتحول ألانبار ساحة لداعش

كلمة مع المعتصمين حتى لاتتحول ألانبار ساحة لداعش

قال رسول الله “ص” : ” أياكم والجلوس على الطرقات فأن أبيتم فأعطوا الطريق حقه , قالوا : وما حقه يارسول الله ؟ قال “ص” : رد التحية , وغض النظر , وأحترام الكبير ومساعدة الصغير , وعدم قطع السابلة ”
وقال الخليفة الراشد ألامام علي بن أبي طالب : ” أذا  شغب شاغب عوتب , فأن أبى قوتل ” .
وقال ألارهابي التونسي أبو أيوب : نحن نقاتل في العراق الصفوي نوري المالكي .
وقال أعضاء الخلية ألارهابية وأحدهم عراقي  التي نفذت قتل رئيس أتحاد علماء الشام ألاستاذ الشهيد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي : قتلناه بفتوى شرعية من أمير أردني لآنه ضد جبهة النصرة وهو صوفي ونحن سلفية ؟
أحببت أن أضع هذه النصوص أمام أخواني وأبناء وطني في ساحة أعتصام الآنبار بعد مضي عام عليها حتى لاتبقى موضعا لسرور وفرح أعداء ألامة وأعداء العراق وفي مقدمتهم الصهيونية ودويلتها المحتلة أسرائيل .
وقبل ألافاضة في الحديث مع المعتصمين : أود أن أقول لهم أني كتبت كثيرا عن أخطاء الحكومة المركزية الفدرالية ولاسيما على موقع كتابات , وأشرت الى أخطاء أدارة السجون , والى ضعف القضاء , والى فساد ألاجهزة ألامنية كما أشرت مرات ومرات الى أخطاء وفساد أحزاب المحاصصة الشيعي والسني منها على أني ضد هذه المسميات وأدعو الى  مشروع ” ألانسان والوطن ” هوية لكل العراقيين حتى ننصف المواطن الكردي والتركماني والعربي والكلدو أشوري , ونهجر في ثقافتنا مصطلحات ” ألاقلية ” وألاكثرية ” فألانسان وجود , وهذا الوجود لايجزء الى قليل وكثير .
وألان أقول لآخواني المعتصمين : لقد أستمعت بأهتمام وحرص الى مطالبكم من اليوم ألاول , فوجدت فيها عموميات تجعلها أقرب الى الضبابية , لآنها لم تأخذ بنظر الآعتبار ظروف العراق الخارج من حقبة حكم ظلامية تبعتها مرحلة أحتلال أشاعت الفوضى عمدا وزرعت ألارهاب قهرا ونكاية بأهل العراق والمنطقة .
وعندما أقول لآخواني المعتصمين حقيقة يعرفها أهل الخبرة والمنصفين من المتابعين أنه لايوجد في العراق سجين سياسي , وأنما يوجد سجناء بسبب أدانتهم بألارهاب الذي أصبح في العراق ظاهرة لايختلف عليها أثنان من العقلاء وأعزاؤنا من أهل ألانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى هم من أكتووا بنيران وجرائم ألارهاب التكفيري , وهناك سجناء لجرائم جنائية كالقتل والخطف والسرقة , على أن حجم هذا النوع من الجرائم تجعلنا نتوقع وجود ضحايا أبرياء يؤخذون بجريرة أصحاب تلك الجرائم أثناء البحث والتحري الذي تقوم به ألاجهزة ألامنية وقد بينت أنها تعاني من فساد بعض مسؤوليها , لذلك كنت أتمنى على أخواني المعتصمين التفريق بين هؤلاء السجناء حتى لاتضيع مطالبهم وتبقى متأرجحة بين الرفض والقبول المتردد , والمثل يقول : أطلب المستطاع أذا أردت أن تطاع ”
وكنت أتمنى على أخواني المعتصمين : أن لايضعوا شرطا لاستجابة مطالبهم من قبل الحكومة ألغاء مادة ” 4 أرهاب ” لآنها مرتبطة بالدستور الذي نعترض على بعض المواد التي جاءت فيه مثل مصطلح ” المكونات ” ومثل مصطلح ” المناطق المتنازع عليها ” ومثل المقاربة بين دستور ألاقليم والدستور الفدرالي وأبقاء دستور ألاقليم على ماهو منذ 1991 مع تغير العراق من حيث السلطة ونوعية الحكم التعددي الديمقراطي .
وكنت أتمنى على أخواني المعتصمين أن لايسمحوا للبعض رفع أعلام جبهة النصرة , والجيش الحر الذي ظهر في سورية بدعم غربي أمريكي وتركي وسعودي قطري ثم مالبث أن أفترسته بقية التظيمات ألارهابية التكفيرية وقتلت بعض قادته وأستولت على مواقعه على الحدود التركية السورية وهرب البعض ألاخر الى قطر والدول ألاوربية
وأن لايرفعوا العلم العراقي على أيام صدام حسين , فتغيير العلم تم ضمن جملة التحولات التنظيمية للعراق الجديد بموافقة ورضا من يمثل أهل السنة في مجلس الحكم والحكومة المؤقتة والحكومات المنتخبة , وأذا كان بعض أهل السنة لم يقبلوا بتلك المتغيرات , فأهل الشيعة عندهم تحفظات كثيرة على الحكم ولكنهم حبا بوطنهم صبروا على مضض مفضلين التغيير السلمي عبر ألانتخابات .
وكنت أتمنى على أخواني المعتصمين أن لايسمحوا للبعض برفع الشعارات الطائفية مثل : أيران بره بره بغداد حرة حرة فكلنا مع حرية بغداد والعراق , ولكن ليس من خلال أثارة النعرات التي يقف ورائها العدو الصهيوني الذي نجح في تسويق مفهوم ” أيران العدو ألاول للعرب ” بدلا من أسرائيل وهذا خطأ أستراتيجي ثقافي عقائدي ماكان يجب أن يمرر بهذه السذاجة التي ندفع ثمنها جميعا , أن الشركات التركية لها استثمارات وفرص عمل أكثر بكثير من الشركات ألايرانية ولكن لا أحد من الشيعة العراقيين يستنكر ذلك أو ينظر اليه بنظرة طائفية , فالكل أخواننا .
وكنت أتمنى أن لاتسمحوا لبعض المعممين أن يحولوا أعتصامكم الى أستنجاد بأوردغان التركي ولا بمحمد الفاتح العثماني من الذين كانوا سببا في تأخر العراق والمنطقة العربية ومن زرع العنصرية التي لازلنا نعاني منها , ولا أن يستنجد بعضهم بدول الخليج وبعضها يتأمر على العراق .
وكنت أتمنى وبكل شفقة على المعتصمين أن لايقطعوا الطريق السريع وهو شريان العراق للتجارة والسياحة والسفر بأغراضه الاجتماعية , وقطع هذا الطريق ليس عملا وطنيا ولا يدخل في أغراض السياسة , ثم هو حرام شرعيا بنص رسول الله “ص” فضلا عن أنه عيب أخلاقي وتخلف ونقص حضاري , وكنت أتمنى على الدكتور عبد الرزاق الشمري الناطق بأسم المعتصمين أن لايسمح بذلك وأن يتخلى عن المهمة أذا كان غير قادر على قول كلمة الحق لآنه خريج الشريعة ودراسات الشريعة تعلم وتلزم الدارسين بالتطبيق ونفس الشيئ يقال للمشايخ المعممين الذين كثيرا مايتعلون منصات ألاعتصام ويحلو لهم قول الكثير ولكن لانسمع منهم أستنكارا ورفضا لآعمال ” داعش ” ألارهابية التكفيرية والتي ولجت بدماء العراقيين وأهل ألانبار في مقدمتهم وهذا العميد الركن محمحد الكروي وكوكبة من الضباط والجنود وهم من أهل ألانبار يسقطون ضحايا غدر ألارهاب في وادي حوران الذي أصبح بؤرة للقادمين من فلول التكفيريين من سورية , ومع العميد محمد الكروي سقط الكثير من الشهداء من عشيرة الهايس وأبو ريشة , مثلما سقط النائب الشهيد عفتان العيساوي بغدر ألارهاب في الفلوجة , يضاف الى ذلك شهداء الحويجة والموصل وتكريت وكركوك وديالى وشهداء بغداد والبصرة والناصرية وكربلاء والنجف والحلة والديوانية والسماوة وواسط , ومثلما رأينا أخواننا الشيعة لايحملون تلك الجرائم ألا للآرهابيين التكفيريين ولايحملونها لآخواننا من أهل السنة وهي درجة متقدمة من الوعي , كذلك كنت أتمنى على الدكتور عبد الرزاق الشمري الذي ظهر في لقاء عبر قناة الرشيد أن لايتحدث بالظلامة بأسم أهل السنة والجماعة , فالكل في العراق اليوم مظلومون والمهمشون من كل الطوائف , كما كنت أتنمى عليه أن لايشترط دخول ساحة ألاعتصام فقط من الشرطة المحلية في الرمادي , فهذا الطرح مخل بوطنية من يدعو اليه مثلما هو مخل بالسيادة التي نص عليها الدستور وأعتبر قوات الجيش وألامن مهمتها حماية أمن الوطن والمواطن , وألانبار اليوم تعشعش فيها فلول من ألارهابيين التكفيريين وهم من المحدودين في تحصيلهم وفي فهمهم للآمور الشرعية فضلا عن كونهم من المغرر بهم .
كنت أتمنى على المعتصمين أن لايخلطوا مطالبهم الضبابية الملتبسة مع مطالب المحافظات الجنوبية لنوعية ألاختلاف في المضمون والهدف وألاسلوب المتبع , فالمحافظات الجنوبية ولوسطى تظاهرات ولكن ضمن سقف الدستور وضمن المفهوم ألانساني والحضاري للتظاهر , فلم يقطعوا طريقا ولم يتعاونوا مع ألارهاب ولم يرفعوا صورا لآجنبي , والذي أحتج وقال نحن نقطع الطريق لآن موكب العزاء الحسيني تقطع الطريق , نسي ن هذا العمل مرفوض من قبل المرجعية والحكومة وهو عمل فردي خاطئ , ثم قال أحدهم : نحن نرفع صور ألاجنبي لآنهم يرفعون صور الخامنئي , وهذا الرجل لم يفرق بين خصوصية المراجع وهي تتجاوز الحدود , فهذا القرضاوي رغم تواطئه مع المحتل ومع ألاسرائيلي , ألا ن صوره توجد وترفع في كثر من بلد ولكن حسنا فعل ألازهر الشريف بأقصائه منه ومن هيئة علماء المسلمين , ثم أن رفع صور الخمنئي عمل غير موافق عليه لا مرجعيا ولا حكوميا , وهو تصرف حزبي للبعض , فليس هناك شبه مقارنة ومقاربة بين رفع صور أوردغان وهو ليس مرجعا , وصور صدام حسين وهو مدان من قبل القضاء العراقي ومرفوض من قبل غالبية الشعب العراقي بأستثناء من كانوا حرسا له ومن المعممين من كان يذهب للحج نيابة عنه وهو اليوم من ضمن الذين يعتلون منصات ألاعتصام ويحرضون على الفتنة .
أخواني المعتصمون : بعد أن أستفحل وجود القاعدة بمسمياتها الجديدة ” داعش ” في صحراء محافظة ألانبار والموصل , وهذه المجموعات تأتمر بأوامر جهلاء نصبوا أنفسهم مفتين وأمراء وغرروا بصبيان وشباب لم يكتمل تعليمهم بعد وزرعوا في نفوسهم الحقد على الجميع , فلا مناص لكم ولكل وطني غيور على العراق ألا أن يقف مع جيشه العراقي في محاربة هذه الفلول حتى القضاء عليها وبعد ذلك يمكن تصفية الحساب مع الفاسدين من أي طرف كانوا , ويمكن معالجة ألاخطاء صغيرها وكبيرها , ولتكن ألانتخابات القاادمة مشروعا للتغيير وألاصلاح في عموم العراق , حمى الله العراق وأهله .