23 ديسمبر، 2024 7:28 ص

كلمة كوردية صريحة وجريئة يجب أن تقال في هذا الزمن العصيب

كلمة كوردية صريحة وجريئة يجب أن تقال في هذا الزمن العصيب

لقد اثبت التاريخ القديم والمعاصر أن الكيانات الأربعة التي تحتل أجزاءاً من الوطن الكوردي كوردستان وهي 1- تركيا 2- إيران 3- العراق 4- سوريا تحاول بكل السبل والوسائل الخبيثة والدنيئة محو الكورد من الوجود شعباً ووطناً. إلا أننا اليوم لا نخوض في كل الأجزاء التي ترزح تحت احتلال مربع الشر، بل سيكون حديثنا اليوم عن الجزء الجنوبي فقط “إقليم كوردستان”، الذي أجرى في 25 09 2017 استفتاءاً شعبياً لاختيار نوع العلاقة مع الكيان العراقي..، الذي أستحدثه بريطانيا عام 1920 من ولايتي بغداد والبصرة ومن ثم ألحقت به جنوب كوردستان عام 1926 بمؤامرة دولية واضحة المعالم دبرت في أروقة عصبة الأمم قادتها بريطانيا الـ(كافرة) وقبل بنتائجها المعيبة، التي ألغت وطن الكورد من الوجود ملوك ورؤساء والسياسيون العرب المسلمون!! وبعد أن تبنت العصبة بخلاف مواثيقها ومعاهداتها ذلك التدبير الخبيث بدأت بريطانيا الـ(كافرة) بترسيخ ما تمخضت عن تلك المؤامرة الغربية على أرض المسلمين الكورد محرري القدس والأقصى؟! بفوهات بنادق جنودها.. وبقنابل طائراتها الـ”هوكرهنتر = Hawker Hunter” ذات (250) كيلوغرام التي أسقطتها دون رحمة ولا شفقة على رؤوس المواطنين الكورد في مدينة السليمانية عاصمة مملكة جنوب كوردستان. لكي أكون دقيقاً فيما أقول، أن التاريخ الدموي في كل يوم يمر على أديم كوردستان المحتلة يعيد نفسه بأبشع صوره – رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه- هذه هي حال الأمة الكوردية الجريحة التي ترزح تحت احتلال ذوي القربى من المسلمين لوطنها كوردستان، وآخر هذه الجرائم السادية وليس حتماً أخيرها الجريمة النكراء التي تقوم بها هذه الأيام تركيا اللوزانية وجيشها المجرم ضد المواطنين الكورد العزل في مدينة عفرين في غربي كوردستان.
دعونا الآن نعود إلى موضوعنا، بعد انسحاب بريطانيا الشكلي من ما سمي بمملكة العراق تركت قيادتها بأيدي ثلة من العرب السنة..؟، لأن الشيعة لم يريدوها في حينه، ومنعهم منها حديثاً موجوداً في بواطن كتبهم المذهبية عن الإمام جعفر الصادق جاء في عدة مصادر شيعية منها: (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) للحر العاملي ج(11) ص (37). وفي كتاب (الكافي) ج(8) ص (295) للكُليني.هناك حديثاً عن الإمام المهدي المنتظر قال فيه: “الكافي كاف لشيعتنا”. وفي (مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل) ج (2) ص (248) للطبرسي إذ يقول الحديث: “كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل”. استناداً على هذا الحديث الذي يمنع قيام دول شيعية في غياب الإمام المهدي المنتظر ابتعدت الطائفة الشيعية عن السلطة وإغراءاتها زمناً طويلاً، حتى أنهم لم يقيموا صلاة الجمعة قروناً عديدة وذلك بانتظار الإمام الغائب حتى يظهر ويقيمها بنفسه. حتى أن شاعرهم وهو عالم دين شيعي اسمه (علي الشرقي) رفض تولي رجل الدين السلطة السياسية قائلاً:
اسأل الطور في مناجاة موسى واسأل الدير في تبتل عيسى واسأل مسجد النبي في الذكر فمن سير الفقيه رئيسا ؟؟.
على أية حال، في عام 1979 وضع آية الله “روح الله الخميني” هذا الحديث جانباً ولم يأخذ به، وبخلافه قام بتأسيس كيان سياسي سماه “الجمهورية الإسلامية في إيران” وأنك ترى عزيزي القارئ في سياق اسم هذه الجمهورية.. التي في إيران إنها ليست سوى جزءاً منها وستحاول في قادم الأيام أن تمد بأجزائها الأخرى في الدول والكيانات التي تستطيع أن تخضعها لإرادتها المذهبية؟. وبناءاً على اعتبارات طائفية سرعان ما تلاقفت المجموعة السياسية من شيعة العراق ما جاء به روح الله الخميني متمثلة بحزب الدعوة الإسلامية.. الذي تأسس أصلاً بإرادة إيرانية لمواجهة قوى اليسار العراقي؟، كما أن المجلس الشيعي الأعلى هو الآخر تأسس أيضاً بأمر إيراني إبان الحرب العبثية بينها وبين العراق، إلا أن الفرق بينهما أن الأول تأسس بإيعاز من الشاه محمد رضا پهلوي والثاني تأسس بإيعاز من روح الله الخميني. عزيزي القارئ، إن هؤلاء التابعون لطهران منذ أن أسس الخميني جمهوريته الشيعية. دعوني أفتح قوساً هنا (( لست أنا من أقول أن إنها جمهورية شيعية بل الدستور الإيراني يقول هذا في مادته رقم 12: الدين الرسمي لإيران، إسلام المذهب الجعفري الاثنا عشري وهذا غير قابل للتغيير إلى أبد الدهر..)) بدأت تسيل لعابهم لقيادة الكيان العراقي بالطبع ليس من أجل إصلاح الوضع السياسي العنصري القائم فيه منذ عام 1921، بل من أجل نهب ثرواته وخيراته وهذا ما قاموا به بعد عام 2003 حين جاءت أمريكا وقضت على الحكم العربي السني الغاشم وسلمت السلطة لزمرة من الشيعة الناطقة بالعربية، ومنذ ذلك اليوم الذي استلمت فيه السلطة في العراق صار شعار هذه الزمرة الباغية “فرهود يا أمة محمد”. لكن للحق والتاريخ أقول، أن الحكم العربي السني الذي تربع على عرش هذا الكيان.. لما يقارب القرن من الزمن لم يكن أفضل من حكم هؤلاء الشيعة الناطقون بالعربية، لأن كل منهما ولائه لخارج حدود هذا الكيان، وكل منهما أجرم بحق الأبرياء وأهدر أموال الكيان العراقي ونهب مال العام دون وخزة ضمير.
عزيزي القارئ الكريم، إن القيادة الكوردية المتنفذة ومعها الشعب الكوردي المسالم في جنوبي كوردستان بسبب تكوينهم النفسي والاجتماعي النبيل لا ينظروا إلى الآخر نظرة شك وريبة قبل أن يتعاملوا معه وهو في سدة الحكم وبيده القرار السياسي، فلذا استبشر الكورد قيادة وشعباً خيراً باستلام هذه الثلة من الشيعة السلطة السياسية في الكيان العراقي. لكن للأسف الشديد، أن الأيام التي تلت عام 2003 أثبتت للعالم أجمع أن لا فرق بين أنس وعبد الزهرة بين من حكم قبل العام المذكور ومن حكم بعده؟، لا بل الذين جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية من حملة الجنسية البريطانية لقد فاقوا من سبقوهم إجراماً وعنصرية، مثال الجعفري والمالكي والعبادي وهذا الأخير الأشر لم ينفذ ولا مادة واحدة من الدستور الاتحادي التي لها علاقة إيجابية بإقليم كوردستان وشعبه. ليس هذا فقط، بل كشر عن أنيابه.. بعد الاستفتاء الذي أجري في إقليم كوردستان وأصدر مجموعة قرارات قرقوشية ظالمة ضد قيادات الإقليم التي أرادت أن تستفسر من شعب الإقليم بطريقة ديمقراطية وحضارية عن نوع العلاقة التي يريده مع العراق، الذي ظهر إلى الوجود كدولة اتحادية بعد عام 2005 وذلك باتحاد إقليمين عربي وكوردي إلا أن الجانب غير الكوردي لم يحترم قط بنود الشراكة التي انبثقت على أساسها هذا الاتحاد إلا وهو الدستور الاتحادي الذي صوت عليه 85% من مكونات شعب العراق بنعم بالإضافة إلى شعب جنوب كوردستان الذي صوت بالإيجاب على الدستور المذكور. هنا نتساءل، لماذا لم يقم الحكم الشيعي ومعه مراجعه الدينية القابعة في مدينتي نجف وكربلاء وأعني أولئك المراجع التي لم تنصف الشعب الكوردي المسلم بمعاقبة من دعا إلى الاستفتاء في البصرة لإقامة إقليم البصرة كما عاقب الشعب الكوردي في إقليم كوردستان وذلك بالحصار والهجوم الميلشياوي (الحشد الشعبي) وبقطع كل شيء عن الإقليم بالإضافة إلى تجيش الشارع الشيعي والعراقي ضده!! وهذا واضح للعيان أن السلطة الحاكمة في بغداد أرادت أن تلغي الإقليم إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً ولم يفلح في مسعاه الشرير لكسر إرادة الفولاذية لشعب الإقليم. عزيزي المتابع، إن لم تكن ما قامت بها سلطة الأشياع عنصرية وطائفية معاً ماذا تسمى يا ترى؟؟.
في ختام هذه المقالة أود أن أقول التالي: إن الشعب الكوردي على مر التاريخ معروف عنه أنه شعب مسالم ينبذ العنف والتطرف إلا أن الأنظمة التي تحتل كوردستان ومنها العراق أغلقت كل الطرق بوجه هذا الشعب المسالم لكي يكون حراً وسيد نفسه كسائر شعوب الأرض كالسياسة الإلغائية التي تتبعها تلك الأنظمة القروسطية، لكن بلا شك أن لم تغيير تلك الأنظمة سياستها العدوانية ضد كوردستان ستجعل من شعبها المناضل أن يختار في قادم الأيام أسلوباً مغايراً للنضال..؟ لم يعهدوها محتلي وطنه، لأنه اختار أحد الأسلوبين للاستقلال عن الكيان العراقي.. وهو إما عن طريق استفتاء شعبي، أو إزالة الدولة الاتحادية لقد جرب الشعب الكوردي الأسلوب الأول إلا وهو الاستفتاء الشعبي بطريقة ديموقراطية وحضارية لكن سلطة بغداد رفضته وعاقبت الإقليم أشد عقاب، فعليه لم يتركوا أمام الشعب الكوردي خياراً سوى الخيار الآخر إلا وهو إنهاء العراق من الوجود ككيان قائم على الأرض؟ وهذه مسئولية قومية ووطنية وتاريخية تقع على عاتق كل مواطن كوردستاني من الكورد وغيرهم دون استثناء وأينما كان على هذا الكوكب الدوار أن يناضل بلا هوادة وبكل الوسائل المتاحة باستثناء الأعمال الإرهابية من أجل إفناء هذا الكيان الغاصب المسمى عراق على الخارطة نهائياً، تماماً كما فعلت أوكرانيا بالاتحاد السوفيتي التي أزالته من الوجود نهائياً. يا شعب كوردستان أني قد بلغت يا شعب فاشهد.
أنا من رجالاً يخاف جليسهم ريب الزمان ولا يرى ما يرهب قوم لهم في كل مجد رتبة علوية وبكل جيش موكب أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها طرباً وفي العلياء باز أشهب. الشيخ الكوردي (عبد القادر الگيلاني)