تشرفت بالعمل في المجال الانساني وفي خدمة السلام منذ عدة سنوات ومن خلال عملي في هذا المجال النبيل تعرفت على عشرات المنظمات والجمعيات والاتحادات التي تعمل تحت هذا العنوان وتعرفت على مئات الشخصيات من مختلف بقاع العالم, ومن خلال العمل يحدث تعاون هنا وتواصل هناك وتقارب هنا وتنافر هناك ولطبيعة النفس البشرية مهما اختلفت ألوانها وجنسياتها وثقافاتها وجدت عدد غير قليل من هذه المنظمات وكذلك الأشخاص يعملون في هذا المجال بدافع غير انساني وليس ايماناً بمباديء السلام والتسامح النبيلة ولكن لتحقيق مصالح شخصية دنيوية ولم يجدوا عنواناً أفضل ولا أسمى من السلام ليختبئوا تحته ويمثلون دور المصلحين في مجتمعاتهم, وأنا لا أريد أن أركز على هؤلاء في مقالتي هذه لأنهم لايستحقون حتى الاهتمام ولا أن نضيع دقائق ثمينة من وقتنا لنتحدث عنهم وأنا على يقين ان حبل الكذب والغش قصير وسيتم كشفهم إن عاجلاً أم آجلاً ,ولكني أريد أن أتكلم عن الفئة الثانية النقيض من هذه الفئة وهم الذين نذروا أنفسهم وأوقاتهم وصحتهم لتقديم المساعدة للآخرين, الذين تكمن سعادتهم الحقيقية ولذتهم الكبيرة عندما يرون ابتسامة على وجه طفل أو فقير أو مريض وهم الذين سلكوا هذا الطريق الانساني لنبل أصولهم ولصفاء نيتهم ولحسن منشأهم ولايمانهم المطلق بسمو هذا الطريق ونبل أهدافه وتراهم ينظرون الى جميع الناس بنظرة واحدة وهي نظرة الانسانية والرحمة والحب والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع وينبذون من داخلهم كل الحروب وكل صور الكراهية والعنصرية والتعصب القومي والديني والمذهبي فتراهم يعملون بطاقة عجيبة فوق طاقتهم الاعتيادية لنشر مفاهيم السلام والتسامح بين الناس ويبحثون عن أي سبيل فيه خدمة المجتمع فيسارعون للاشتراك فيه ولايبغون من هذه الأعمال شهرةً أو مالاً أو حتى كلمة شكر لأنهم يشعرون بلذةٍ عظيمة وارتياح كبيرعندما يقدمون المساعدة للاشخاص الذين يحتاجونها, وهذا الشعور لايعرفه الا من أحبّ العمل الانساني بكيانه ووجدانه, ومثل هؤلاء كثيرون كأشخاص وكمنظمات وبصمتهم واضحة في العمل الانساني وأتمنى أن تلتفت المنظمات الأممية لهم وتستغل جهودهم الرائعة في خدمة المجتمعات وتوّظف خبراتهم المتراكمة في تنفيذ البرامج الانسانية الكبيرة في كل دول العالم.
أمثلة هذه الفئة كثيرة وأنا أصغر من القيام بتقييمهم ولكن من الأمانة الاعلامية أن أتحدث عنهم وأوجه لهم كل آيات الشكر والتقدير والاحترام, ومن هذه المنظمات على سبيل المثال لا الحصر فيدرالية الاتحاد العالمي لسفراء النوايا الحسنة وهي (منظمة انسانية تعتني بالانسان صحياً وتعليمياً وثقافيا واجتماعياً واقتصادياً وتهتم بالمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة) والتي كان لي الشرف بالعمل تحت مظلتها منذ عامين ويشهد الله على شهادتي التي قد تكون مجروحة في حقّها ولكن ماوجدت طوال هذين العامين من نبل وكرم وايمان بالأهداف الانسانية التي تم وضعها من قبل ادارة الفيدرالية المتمثلة بشخص رئيسها ومؤسسها معالي السفير البروفسور عبدالستار شخيص يجعلني أكتب كلمة الحق هذه والتي يحاسبني عليها ربي يوم لاينفع مال ولابنون, لم أسمع ولم أصادف أي ذكر لا من قريب ولا من بعيد عن أية أمور مادية تفرض على السفراء المنضوين تحت خيمة الفيدرالية ولا عن رسوم تفرض على منح الشهادات والتكريمات للشخصيات, وأرقى مافي عمل الفيدرالية هو التمحيص والتدقيق بعناية فائقة عند اختيار السفراء ويكون هذا الاختيار مبني على ضوابط دقيقة موضوعة مسبقاً لغرض اختيار الشخصيات المؤثرة في مجتمعاتها والمؤمنة ايماناً كاملاً بسمو العمل الانساني والزاهدين بالمناصب والأمور المادية وبعد تنصيبهم يخضعون لمراقبة دقيقة وعادلة من قبل الادارة وعند حدوث أخطاء يتم التنبيه عليها فوراً لغرض التقويم وهناك فترة تقييم عام ودقيق لعمل السفير لفترات محددة لمعرفة مدى تفاعل السفير مع أهداف الفيدرالية ومالذي قدمه خلال الفترة وبعدها تصدر قرارات عادلة بعيداً عن المجاملة والمحاباة والمحسوبية والمنسوبية التي انتشرت في مجتمعاتنا,وبعد التقييم إمّا التجديد للسفير أو اعفائه من منصبه, لذا يمكن لأي شخص يتتبع نشأة هذه الفيدرالية وعملها خلال هذه السنوات القليلة يجد التطور الكبير والتسارع في نمّوها وانتشارها عالمياً وحصولها على الأعتراف الرسمي من قبل المنظمات العالمية مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وتسجيلها رسمياً واعتمادها في العديد من البلدان الاوروبية وهذا لم يأت من فراغ بل جاء حصاداً لجهود حثيثة وتعب كبير تم بذله من قبل الادارة العليا بالرغم من محدودية امكانياتها ورفضها لكثير من الاغراءات التي يسيل لها لعاب الكثيرين من الذين يتحينون مثل هذه الفرص ولكن الثبات على المباديء والايمان المطلق بنبل العمل الانساني والاصرار على النجاح وتحقيق الأهداف النبيلة لخدمة المجتمعات وادخال البسمة والفرح لكل من يحتاجها هي العوامل التي حققت هذا النجاح الكبير في هذه الفترة القصيرة.
ختاماً أؤكد بأن هذه الأسطر القليلة النابعة من القلب هي ليست دعاية أو مجاملة لأحد ولكنها كلمة حق أردت قولها وتدوينها بقلمي وتحية تقدير واحترام لهذه المنظمة ورئيسها وكل أعضائها وتحية لكل من يعمل في طريق السلام بتجرد عن المصالح الشخصية والمنافع المادية خدمة للسلام والانسانية.