من يقرأ كل ما أكتب يصل لقناعة إني مع الحق ولست مع فلان أو غيره لأني أرى الحق من منظار معتدل دون التحيز لفلان أو استمالة هذا التيار أو ذاك الحزب ولست مطلقا مع الطائفة على حساب الحق أو مع الدين على حساب العدل فأنا رجل علماني حد النخاع ، كثيرا ما انتقد ساسة ينتمون لي بالدين والمذهب وحتى بالمحافظة وربما بالعشيرة إن كانوا على باطل لأني مع العراق ومن يكون مع العراق لا يكون مع أحدا لان العراق ملكا لكل العراقيين ومن هذه الفكرة علينا أن لا نكون مع زيد أو عبيد وأن نذكر مساوئ ومحاسن هذا السياسي وذاك الرجل علنا دون خجل أو مجاملة .
قرأت يوم 15/9 خبرا منشورا في موقع قراءات ملخص الخبر يقول ” إن سماحة المرجع بشير النجفي تحدث لوفد عراقي زاره يوم أمس عن انحدار الوضع الأمني وتراجعه عازيا السبب إلى استهتار رئيس الوزراء بأرواح الأبرياء من خلال اعادة الضباط البعثيين الذين كانوا يقاتلون إلى جنب المجرم صدام ويحاربون الشعب العراقي ” انتهى الاقتباس
نعود لتحليل الغايات التي دفعت بالمرجع للهجوم على المالكي ، المرجع لا يهتم بأرواح العراقيين كما يظهر من ظاهر النص ولكن الغاية والقصد هو كيف تعيد الضباط السابقين للخدمة ، لو فعلا أهتم سماحة المرجع بارواح العراقيين لما سكت على تعيين آلاف الضابط التابعين للمليشيات والاحزاب وهم لا يعرفون ماهية العمل العسكري لانهم ليسوا خريجي كليات وأكاديميات عسكرية تمنح الرتبة بعد تدريب عسير ولفترات تتراوح أكثر من عامين ، المرجع متعظ من عودة الضباط السابقين لأنهم من لقن الجارة الإسلامية درسا عظيما وهم من شارك في اجبار روح الله بشرب السم الزعاف ، أين كان المرجع من القتل على الهوية وانتشار الجثث في الأزقة وفي مكب النفايات ؟ أين كان المرجع من المزورين ؟ أين كان المرجع من سرقات وزير التجارة ( الإسلامي ) وغيره من المسؤولين ؟ أين كان المرجع من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب العراقيين وانحلال المنظومة الاخلاقية؟ أين كان المرجع من ظاهرة الزنا الشرعي ( المتعة ) المنتشرة في محافظات الوسط والجنوب ؟ أين كان المرجع من سرقة المال العام علنا وعلى كل المستويات ؟ هل المرجع يغط في سبات أهل الكهف ثم يصحى مصرحا ثم يعود لسباته ؟ هل الآن أصبح المالكي رجلا غير مرغوب فيه ؟ تصريحاتك لا تعكس خوفك على أرواح العراقيين بل تدل على الخوف من قادم الأيام، لماذا عندما يحاول المالكي التقدم خطوة باتجاه المصالحة تهب الجموع الحوزوية ضده ؟ فكرة عودة الضباط السابقين فكرة فرضت نفسها لان العراق للعراقيين وهم الأولى بحماية بلدهم من التهديدات الخارجية والعناصر المندسة الإجرامية سواء كانوا مدعومين من إيران أو غيرها ، لا ننكر أن كل الدول الإقليمية بدون استثناء لها أطماع في العراق وهذه من المسلمات ولا ننكر ان على العراقيين واجب الدفاع عن العراقي وهذا الواجب هو واجب شرعي وأخلاقي ، هل تعلم يا مرجع أن بوصلة المالكي ستتجه قريبا شاء أم أبى لمحافظات الوسط والغرب والشمال أم إنك علمت بهذا الخير وسبقت المراجع في الدفاع عن المكتسبات الإيرانية والحفاظ على كرسي الحوزة والتمتع بالخمس العراقي، يقولون أن الإنسان بعد سن الأربعين يميل إلى الحكمة والعدل والخوف من الحساب الرباني والعمل الصالح لكن ما نراه ونسمعه من المراجع لا ينطبق مع هذه النظرية وإنما العكس كلما كبر المرجع بالسن مال إلى الشر ، هل الخلل في عقولنا أم الخلل في عقول المراجع أم المشكلة مادية سلطوية فحسب ، نحن فرحون لأننا خلال هذه العقد من الزمان انكشفت لنا عورات رجال الدين لدرجة أصبح من لا يفهم بدأ يستنبط الحقيقة دون أي توجيه من عقول حكيمة وكل هذا الاستنباط لا يصب في مصلحة رجال السراديب ، أين الدين من طمعكم في أموال هذه الشعب المسكين ، عليكم أن تحمدوا الله سرا وعلانية لأنكم حصلتم على أموال من العراق أكثر من اغنى رجل في العراق واصبحتم بأرصدة مهولة تكفي لإطعام دول في القرن الافريقي وتعادل ميزانية دول أخرى ، لولا طمعكم وفتاويكم السوداوية لكان العراقيون في أفضل حال ولكن لا بد أن تنقشع غيوم الدجل وإلى الأبد ويتنور العقل العراقي ليعرف من هم دجالو العصر ويترك البدع والسير في طريق الضلالة وإلى الأبد .