20 مايو، 2024 7:41 ص
Search
Close this search box.

كلمة الصدر… خلاف ما توقعوا ..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان اعلن السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي والذي جاء قراره هذا مباشرة بعد اضافة فقرات تقاعد البرلمانيين والخدمة الجهادية الى قانون التقاعد الموحد و تصويت البرلمان عليه فذهب العديد من السياسيين والمحللين والمتابعين الى تفسيره كل حسب وجهة نظره فمنهم من قال ان انسحابه لن يدوم طويلا وانه سيعود بعد فترة من الزمن وان هذا الانسحاب لتعزيز وضع كتلته الانتخابي ومنهم من رأى ان السبب هو تصويت عدد من نواب كتلة الاحرار على الفقرتين الأخيرتين واللتين تتعارض مع توجهات الشعب العراقي كونه يحسب دوما على الطبقات الفقيرة من الشعب , واخرون عللوا سبب انسحابه المفاجئ من العمل السياسي هو نتيجة لتعرضه الى ضغوط كبيرة من (المرجعية) من اجل عدم اعتراضه على تولي المالكي لولاية ثالثة وهذا امر سابق لأوانه ولايمكن الحديث عنه والانتخابات لم تجري لحد الان ولم تتحدد ملامح الخارطة السياسية المستقبلية , اخرون ذهبوا الى ابعد من ذلك فانهم انساقوا الى رايهم القائل ان انسحاب الصدر عائد الى ضعف قاعدته الشعبية قبالة تنامي قاعدة ائتلاف دولة القانون مستندين في ذلك الى قيام المالكي بالعملية العسكرية في الانبار والتي اعتبرها اخرون انها جاءت متأخرة جدا وسبب تأخيرها ادى الى تضحيات اكثر في صفوف الجيش العراقي وهذا الطرح أي تراجع شعبية السيد مقتدى الصدر ايضا يتهاوى فمعظم اطياف الشعب العراقي تؤيد الحرب ضد الارهاب لكنها ترفض ان يوضع ضمن السباق السياسي والتنافس الانتخابي كما ان المرجعية الدينية لم تخفي انتقاداتها للحكومة وسياساتها التي وصفتها مؤخرا بانها تسير خلاف توجهات الشعب ورغباته . ويعلم المتابعون ايضا ان كتلة الاحرار والمواطن قد حققا فوزا كبيرا في انتخابات مجالس المحافظات واستطاعا مجتمعين سحب العديد من المحافظات المهمة من ائتلاف دولة القانون وهذا يدل على ان القواعد الشعبية ليست في تراجع اذن ما هو سبب اعتزال السيد مقتدى الصدر العمل السياسي ؟! , لمعرفة الجواب علينا ان نعود للخلف قليلا ان مقتدى الصدر هو من عائلة علمية حوزوية ومن ادبياتها عدم فصل السياسة عن الدين مع عدم هيمنة السياسة على الدين بل انهم مع العمل السياسي باخلاق الدين وضد العمل السياسي باخلاق السياسة واقصد هنا باخلاق السياسة هي المصالح الضيقة وهنا من المعروف ان معظم ان لم نقل كل الاحزاب الاسلامية الشيعية العراقية هي مستوحاة من فكر السيد الصدر الاول والسيد الصدر الثاني فان السيد مقتدى الصدر يجد في ابتعاد تلك الاحزاب والتيارات المهيمنة على الحكومة والبرلمان عن تقديم الدين والاخلاق على المصالح الشخصية والحزبية  خيانة لآل الصدر واساءة الى سمعتهم ومكانتهم وحاول الصدر ان يثبت في اعتزاله العمل السياسي وما قاله في كلمته هذا اليوم انه لازال صائنا للثوابت التي يحملها . على الرغم ان المراقبين يعتبرون انسحاب الصدر مجازفة كبرى فان التخلي عن ستة وزارات واربعين مقعد في مجلس النواب لايمكن ان ياتي من سياسي يتحلى باخلاق السياسة ومكرها وهذا ما اراده الصدر ان يوصله  ودعى له باستمرار في بياناته  الى جعل السياسة تابعة للاخلاق والضمير وليس العكس وخصوصا مع ما نراه اليوم من الترف الحكومي والذي انتقلت عدواه الى البرلمان قبالة الفقر والعوز لكثير من طبقات الشعب العراقي مضافا الى تردي الوضع الامني والاجتماعي .  اراد الصدر ان يبعث رسالة الى الشعب العراقي قبل السياسيين في ان يحسنوا الاختيار وعدم الانجرار خلف الساسة دون حساب وخصوا الذين ثبت عدم وفائهم وهوسهم بالسلطة والتسلط وتسترهم على الفساد والمفسدين .

انه قرار وان كان صعبا على الصدر لكن من يدري ما هي و متى ستقطف ثماره ؟

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب