23 ديسمبر، 2024 9:48 ص

كلمة الرفض النشاز بوجه الجميع

كلمة الرفض النشاز بوجه الجميع

يتعرض العراق في المرحلة الراهنة إلى مخاطر ثلاث تكاد تقوض بناء الدولة ، خطر يهدد وجود كيان دولة العراق الا وهو تنظيم داعش الارهابي ، بالاضافة إلى خطر الفساد المستشري في مؤسسات الدولة والذي لا يقل أثراً عن الخطر السابق ، بالإضافة إلى تردي اقتصاد الدولة بل فشلها في هذا المجال خلال هذه السنوات سواء أكان بسبب تراكمات تعود إلى انظمة سابقة او إلى نفس الخطر الثاني المنوه عنه اعلاه ، ويكاد يجمع العراقيين البسطاء بفطرتهم أن السبب الحقيقي هو الفساد ومسبباته من محاصصة طائفية او حزبية ونظام سياسي وقانوني لم يوجد المعالجات البديلة لتغيير جمود الواقع المتردي دوماً ، ويعرف المختصين في الشأن الدستوري والقانوني ، أن من اهم اسباب نجاح الانظمة السياسية في توجيه الدولة الاتجاه الذي ينفع الجميع هو وجود سلطة قضائية مستقلة وعادلة تستشف مبادئ الدستور بنظرة استراتيجية مؤثرة في تصحيح الاخطاء والبناء على الصحيح لخلق قاعدة سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن الركون اليها في تعزيز فرادة الدولة في المجتمع الدولي وتحديد اهداف عليا للدولة تدمج الجميع وتؤطر نشاطاتهم سواءً كانوا مؤسسات او افراد .

هذه المقدمة لتبيان الاسباب التي تدفع المتظاهرين للمجازفة والخروج في جو مشحون سياسياً وأمنياً والمطالبة بالاصلاح سواء أكان بالتصحيح او بالتغيير ، المهم في ذلك هو الاحساس بأن هناك أملاً او ضوءاً في الافق يوصل الساري إلى بر الأمان ، وكل ذلك له تبعات في انقاذ العراق والعراقيين من وهدة التخلف في كل المجالات إلى مجتمع متنور يعيش في عدالة وأمان اجتماعي وبحبوحة اقتصادية توفرها ثرواته البشرية والمادية .

ومنذ انطلاق التظاهرات وصدور توجيهات المرجعية الرشيدة ، لم يتخلف او يجرؤ احد من العراقيين ولا حتى غيرهم – وان كان ليس من شأنهم ، بل قد لا يرضيهم في سرهم – على النطق جهاراً بمخالفة المطالب الجماهيرية في غاياتها وتوجيهات المرجعية الرشيدة في سبلها ، إلا من سكت دهراً عن قول الحق ونطق كفراً في الباطل – في عدم الاعتراف بالخطأ والاهمال والتعسف

والتقصد في ضعضعة اركان الدولة وهذا يدل بوضوح على ان المقصود بالكلام لم يفقه لحد الآن الاسباب والاهداف والغايات من كل ما يحصل ولا يريد ان يساهم في انجاح وتنوير سبل الاصلاح ، ليس مقصودي في هذا الكلام شخصاً بعينه بل جهة لا يمكن لأي نجاح مقاصد ان يتم إلا بوجودها في مقدمة الركب وحواليه فاصلة ومبينة لطريق الحق ، أنها اذن الكلمة الأولى التي تقول لا للجميع ، وعلى الجميع ان يعوا ان اصلاحهم يبدأ من تلك الجهة التي اعترضتهم ، والله من وراء القصد .