19 ديسمبر، 2024 4:57 ص

كلمة استرانون ستيفنسون في البرلمان الاوربي‎

كلمة استرانون ستيفنسون في البرلمان الاوربي‎

الجمعية الاوربية لحرية العراق في البرلمان الاوربي :
دفاعا عن الشعب العراقي والديمقراطية وحقوق الانسان
** ستيفسون رئيس الجمعية السابق في البرلمان الاوربي :
 لماذا لم يتم القبض على المالكي واكتفي باقالته ؟ لماذا لم يتم توجيه اتهام ضده بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والفساد والارتشاء؟
استراون ستيفنسون رئيس هذه الجمعية المعروفة اختصارا ب(EIFA)
 الرئيس السابق للجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي  من انشط البرلمانيين الاوربيين في  الدفاع عن الشعب العراقي والديمقراطية وحقوق الانسان وله مواقف لا يمكن ان ينساها العراقيون ما دفع برئيس الوزراء العراقي السابق الى محاولة شرائه ففشل وكشف ستيفنسون بشجاعة تلك المحاولة واكد مبدئيته التي لا تقبل المساومة وفي كلمة هذه التي ننقلها عن منشورات البرلمان الاوربي التي القاها بتاريخ 3 ديسمبر الجاري اي قبل يومين في اجتماع لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي بحضور نواب من مجلس النواب العراقي يؤكد ستيفنسون نفسه النضالي والمبدئي دون اعتبار لرضا او غضب الحكومتين الايرانية والعراقية

واورد هنا نص الكلمة التي تاتي من مثل هذه الشخصية الانسانية الحرة الشجاعة لقول الحق واعلاء شانه في حين يغط ساستنا ونواب برلماننا  ومسؤولو حكومتنا في غياهب سبات عميق بعيدا عن مشاغل الشعب العراقي واحتياجاته وهمومه منشغلين بتغانمهم المالي والسباق على احتلال مواقع النفوذ والتربح والسحت الحرام في حين يقتل البرد والجوع الاف العراقيين الذين باتوا لقمة شائقة  استذأبت عليها دول الجوار ،فباتت جيوشها وعصاباتها تخترق حدود العراق وتنتهك سيادته علنا وليس فيه للعراقي من راي ولا قرار بل ولا حقوق ،واول جار استذأب عليه هو ايران ،فلنقرأ ما قاله ستيفنسون في كلمته بحضور عدد من النواب العراقيين :
البرلمان الأوروبي – بروكسل
 السيد الرئيس، أعضاء البرلمان الأوروبي وأعضاء مجلس النواب العراقي المحترمون ، السلام عليكم! أنا سعيد جدا لرؤيتكم هنا في بروكسل. إنه لشرف عظيم لي أن وجهت لي الدعوة لحضور هذا الاجتماع اليوم والقاء كلمة. والواقع أن هذا يعيد لي ذكريات عديدة للسنوات الخمس من العمل المكثف حيث كنت أنا أترأس هذه اللجنة وزياراتي المتكررة إلى العراق. كما هو أيضا شرف كبير لي لأقدم احترامي لصديقي وزميلي الكبير ديفيد كامبل بانرمان الذي يرأس الآن هذه اللجنة. ان ترؤسه لهذه اللجنة يطمئن بالي.

خلال سنتي الأخيرة في البرلمان شكلت منظمة غير ربحية (NGO) هنا في بروكسل، باسم الجمعية الاوربية لحرية العراق أو EIFA. وشجعني الكثير من العراقيين أن أواصل متابعة الحالة في العراق وأنا أحاول أن أفعل ذلك. على صفحة الفيسبوك لـ EIFA الآن أكثر من 46،000 معجب ومتابع. وأنا ممتن حقا لكثير من العراقيين الذين أعربوا عن تعاطفهم ودعمهم لعملنا. لقد حاولت الدفاع عن الشعب العراقي، سواء أكانوا شيعة أوسنة أوكرد أومسيحيين، أو العديد من المكونات العراقية الأخرى.

وحاولت أن أكون صريحا جدا في الدفاع عن حقوق الشعبين العراقي والايراني وقد فعلت ذلك دون خوف أن أكون على علاقة سيئة مع الحكومة في السلطة. هذا هو الثمن الذي لابد أن ندفعه لمبادئنا التي تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

لقد كنت تحت الكثير من الضغوط وحتى الاتهامات من قبل النظامين في السلطة حاليا في إيران والعراق. وعلى مر السنين كنت هدفا للعديد من الهجمات وحملات التضليل من قبل الملالي في طهران وأنصار المالكي في بغداد. ولكن الشيء الوحيد الذي كنت قد اكتسبت هو تعاطف ودعم الشعب في هذين البلدين الذين عانوا كثيرا من التطرف الاسلامي. لقد حاولت أن أكون صوتهم في أوروبا وهذا يكفي بالنسبة لي. لذلك اسمحوا لي أن أعبر عن رأيي وآراء الجمعية الأوروبية لحرية العراق، على أمل أن تساهم جهودنا في مساعدة العراقيين الذين هم موضوع مناقشتنا اليوم.

كان بالامكان تجنب الحرب المستعرة حاليا في انحاء العراق وكان يمكن تفاديها. شردت هذه الحرب مئات الآلاف، وترك العراق مع أكثر من مليوني مواطن من المشردين داخليا.

عندما انتخبتُ رئيسا لهذه اللجنة في عام 2009، فاني حذرت من ولاية  نوري المالكي الثانية رئيسا للوزراء، رغم إصرار إيران ودعمها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووصفت ذلك بأنه مأساة للشعب العراقي وللمنطقة وللعالم. المالكي الذي كان دمية في يد ملالي إيران، وبدعم من الميليشيات التي تقودها إيران استخدم “القبضة الحديدية” في تكريس السياسة الطائفية وقمع المدنيين الأبرياء من السنة بالقصف العشوائي والاعتقالات التعسفية والتعذيب والإعدام الجماعي.

فيما كان الشيعة والسنة والمسيحيون والكرد والتركمان وبقية المكونات العراقيه  يعيشون معا بسلام في العراق منذ آلاف السنين. ولكن مع تدخل النظام الإيراني، بدأت الحرب الطائفية، التي هي بالطبع واحدة من الأسباب الرئيسية لنشوء ونمو داعش و الجماعات المتطرفة  في العراق. كما حدثت نفس الحالة في سوريا وأدى دعم الملالي لبشار الأسد الى سقوط أكثر من 300،000 قتيل حتى الآن، معظمهم من المدنيين.

عندما كان المالكي في السلطة، ارتفع عدد حالات الإعدام في العراق إلى مستويات قياسية، ووجد عدد متزايد من الخصوم السياسيين أنفسهم في مواجهة تهم ملفقة للإرهاب.

وتقبع العديد من النساء في السجون حتى يومنا هذا في ظروف لا تطاق. لكننا في الغرب وقفنا جانبا وسمحنا للمالكي بالبقاء في منصبه، والآن نحن نشهد نتائج هذه السياسة الكارثية. أصبح الظهور المفاجئ لداعش نقطة محورية مريحة مكنت المالكي من الاسراع في تمرير حملته الطائفية ضد خصومه السياسيين.

الآن، وأنا أفهم أن لجنة النزاهة  النيابية أعلنت مؤخرا في البرلمان العراقي ان المالكي قد اختلس أكثر من 500 مليون دولار من عوائل البلاد خلال فترة ولايته بين عامي 2006 و 2014. وجاء في التقرير أن ما يقرب من نصف عائدات الحكومة العراقية خلال تلك الفترة التي استمرت ثماني سنوات قد “سرقت” من قبل المالكي. كان هذا الفساد على نطاق واسع. ويعتبر العراق الآن بوصفه البلد الأكثر فسادا في العالم العربي، وفقا لأحدث تقرير للشفافية الدولية. وأنا رحبت باقصاء المالكي من منصب نائب رئيس الجمهورية من قبل حيدر العبادي في آب/اغسطس من هذا العام كجزء من برنامجه الإصلاحي، ولكن لا بد لي من طرح السؤال، لماذا لم يتم القبض عليه؟ لماذا لم يتم توجيه اتهام ضده بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والفساد والارتشاء؟ وعلى العكس من ذلك، المالكي لا يزال يتمتع بقوة كبيرة ومازال يمول جيشا خاصا. وهذه  وصمة عار وجريمة ضد أي محاولة للإصلاح.

عندما جاء المالكي الى السلطة، اقتربت حكومته خطوة خطوة إلى طهران. وخير دليل على ذلك هو تعامل المالكي مع المعارضة الإيرانية الرئيسية، أعضاء مجاهدي خلق الايرانية. و منذ اليوم الأول بعد سقوط صدام،  عمدت طهران الى القضاء على العدو اللدود لها واستخدمت نوري المالكي أفضل آلة لهذا الغرض.

 الولايات المتحدة وقبل انسحابها من العراق وتسليمها حماية مخيم  أشرف ( الذي كان يستوطنه اللاجئون الايرانيون من عناصر المنظمة )  إلى حكومة المالكي، قد وقعت اتفاقا مع كل المقيمين في أشرف فردا فردا  وضمنت سلامتهم وأمنهم مقابل تسليم أسلحتهم. وهذا كان بمثابة توقيع مذكرة الإعدام لهؤلاء السكان العزل فتحققت النتيجة المتوقعة على شكل ست مجازر وحشية خلال السنوات 2009-2013 تحت إشراف المالكي مباشرة، وبلغت ذروتها في هجوم صاروخي فاحش وهو السابع من نوعه على اللاجئين المدنيين العزل في معسكر ليبرتي قرب مطار بغداد يوم الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول 2015، ما يزيد قليلا على شهر واحد. وسقطت أكثر من 80 صاروخا على مخيم اللاجئين ، مما أسفر عن مقتل 24 منهم بشكل مروع وإصابة الكثير منهم. كما خلف دمارا واسع النطاق. وأطلقت صواريخ من موقف جيد مخطط له بعناية داخل المنطقة الامنية المشددة الحراسة التي تحيط المخيم والمطار. أن هذا الهجوم لم يكن ممكنا لولا التواطؤ المباشر وتورط السلطات العراقية.

منذ عام 2009 قتل أكثر من 140 من سكان أشرف وليبرتي واصيب مئات آخرين بجروح خطيرة أو عوق. منذ الهجوم ورغم  ابداء القادة السياسيين قلقهم في جميع أنحاء العالم، ليس فقط لم تواصل الحكومة العراقية قمع اللاجئين في معسكر ليبرتي، بل ضيقت الخناق عليهم ، من خلال منع دخول الشاحنات الغذائية، وصهاريج الصرف الصحي، ووقود الناقلات والشاحنات التي تحمل المواد الأساسية اللازمة لإصلاح مئات المقطورات (الكرفانات) التالفة والمتضررة.  كما فقد 27 لاجئا  أرواحهم بسبب الحصار الطبي الغاشم المفروض على المخيم.

 

ان 2200 ساكنا نجوا من المذابح والآن يتعرضون لأسوأ الإساءات وسوء المعاملة والإذلال. وهناك تقارير عديدة من مخيم ليبرتي تؤكد أن فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي يستقدم وكلاء وزارة  المخابرات والأمن للنظام الايراني تحت عنوان العوائل من ذوي سكان ليبرتي الى بوابة المخيم لجمع المعلومات الاستخبارية تمهيدا لتنفيذ  عمليات ارهابية قادمة. إنني أدعو زملائي في البرلمان العراقي الى المطالبة باقصاء فوري لفالح الفياض لأنه يعتبر رمزا من الأيام الفاسدة لعهد المالكي وانه كما تم توجيه الاتهام ضده من قبل المحاكم الإسبانية عن: “الجرائم ضد المجتمع الدولي”. وان اقصاءه السريع من منصبه أفضل خدمة لمصداقية العراق.

ان المشكلة الرئيسية في العراق هي النظام الإيراني. النظام الإيراني يستخدم الحرب ضد داعش للسيطرة على العراق. نصيحتي لإخواني وأخواتي في العراق ألا يسمحوا لهذا أن يحدث. العراق بلد عظيم. أنه يستحق أن يكون دولة مستقلة. يجب أن تعطى فرصة للعراق أن يكون خاليا من التطرف ان شاء الله.

محاربة داعش هي معركة عادلة ومشروعة. علينا أن نهزم داعش في سوريا والعراق. انهم يهاجموننا هنا في أوروبا. لكننا لن تتسامح مع بشار الأسد لكونه قاتلا جماعيا وهو السبب الرئيسي للمشكلة. وهو أيضا السبب الرئيسي لمشكلة اللاجئين الذين يهربون منه ومن داعش. لذلك لا تعاون مع الأسد أو مع خامنئي أو روحاني. لا تعاون مع الأصوليين الإسلاميين وحلفائهم.

ونحن لن نغمض أعيننا عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق لا سيما من قبل الميليشيات التي ترتبط بطهران. لقد تلقيت العديد من التقارير من مدن مختلفة في العراق حيث يشكو الناس من أن الميليشيات الشيعية برعاية الملالي في إيران ترتكب العديد من الجرائم ليست أقل من جرائم داعش.

لذلك نحن ندعو رئيس الوزراء حيدر العبادي لطرد النظام الإيراني من العراق وحل الميليشيات الوحشية  التابعة لإيران. وينبغي أن يجري إصلاح النظام القضائي الفاسد بسرعة. لا بد له من اعتقال نوري المالكي وإعادة تدريب الجيش والشرطة العراقية كقوة جماعية يشارك فيها جميع شرائح المجتمع العراقي. علينا أن ننعش الأمل للطائفة السنية، ونشجعهم في مجال محاربة داعش.  غالبية السنة ليسوا متطرفين. انهم بحاجة الى أن يعاملوا معاملة إنسانية وثم هم أنفسهم سوف يطردون داعش كما فعلوا مع القاعدة قبل بضع سنوات.

السيد الرئيس، السيدات والسادة، أيها الإخوة والأخوات العراقيين الأعزاء ، شجعنا كثيرا عندما أصبح حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء وتحدث عن الحاجة إلى إجراء إصلاحات.

لكننا بحاجة الى ان نرى هذه الإصلاحات في العمل. أنا قلق جدا حول مصير العراق. داعش يجب أن يهزم ولكن علينا التأكد من أن النظام الإيراني لا يستغل هذا الصراع لتحقيق نفوذه المدمر. إيران ليست جزءا من الحل، بل انها كانت مصدر المشكلة في كل من العراق وسوريا منذ سنوات.
شكرا جزيلا.
إسترون إستيفنسون

أحدث المقالات

أحدث المقالات